صحيفة أمريكية تذكر واشنطن بحرب العراق.. “صراع أوكرانيا سيفتح النار عليها”

ذكرت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية، اليوم الاحد، إدارة واشنطن بأفعالها السابقة في حروب العراق، فيتنام وأفغانستان، فيما أكدت ان اتهام نائبة الرئيس الأمريكي مسؤولي روسيا بانتهاك حقوق الانسان سيفتح النار عليها.

وقالت الصحيفة في تقرير لها، “إن واشنطن عادة ما تكون مترددة في الانضمام إلى المحاكم الدولية، مثل المحكمة الجنائية الدولية، حيث تشعر واشنطن بالقلق أن هذه الخطوة ستفتح النار عليها بسبب أفعالها السابقة في حروب مثل فيتنام وأفغانستان والعراق”.

وسلطت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية الضوء على ما اعتبرته تصعيدًا خطيرًا في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، وذلك بعدما أعلنت نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، “رسميًا” أن واشنطن تتهم موسكو بـ”ارتكاب جرائم ضد الإنسانية” في أوكرانيا.

وفي تحذير شديد اللهجة، تعهدت هاريس، في حديثها أمس السبت في “مؤتمر ميونيخ للأمن”، بأن الولايات المتحدة ستحاسب الروس المذنبين و”رؤساءهم” المسؤولين عن هذه الجرائم. وتساءلت الصحيفة حول مدى قدرة واشنطن على الوفاء بمثل هذا الوعد، نظرًا لأن الولايات المتحدة لا تمتثل لقوانين المحكمة الجنائية الدولية، ومقرها لاهاي.

وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات هاريس تعد أحدث هجوم في جهود الغرب لمحاسبة موسكو على الفظائع التي يزعم أنها ارتكبتها في زمن الحرب. وزعمت هاريس أن روسيا مسؤولة عن “هجوم واسع النطاق ومنهجي” ضد المدنيين، مستشهدة بأدلة على عمليات القتل على غرار عمليات الإعدام والاغتصاب والتعذيب والترحيل القسري التي تُرتكب أحيانًا ضد الأطفال.

وذكرت الصحيفة أن الإعلان الأمريكي “الرسمي” هذا يعد أقوى الإعلانات حتى الآن من قوة غربية، حيث يتصارع الحلفاء حول كيفية معاقبة الروس المسؤولين عن الانتهاكات. وأضافت أنه بالرغم من أن هاريس لم تذكر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، صراحة، لكن المعنى الواضح هو أن الحرب تسببت في مثل هذه الجرائم المزعومة.

واعتبرت الصحيفة أن قرار الإدارة الأمريكية يعني ضمنيًا أن الأفعال الروسية قد استوفت معيارًا أوسع من جرائم الحرب، ولكن ليس انتهاكًا محددًا مثل الإبادة الجماعية. وأثارت تصريحات هاريس القلق حول الرد الروسي المرتقب وتأثيره على مستقبل الحرب في أوكرانيا.

وجاءت تصريحات هاريس بعد ساعات من خطاب ألقاه وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أيضاً في “مؤتمر ميونيخ للأمن”، وسلط فيه الضوء على “قلق واشنطن العميق” بأن موسكو كانت تعمل على زعزعة استقرار مولدوفا والإطاحة بحكومة الدولة الأوروبية الشرقية.

وعقب لقاء جمعه مع رئيسة مولدوفا، ميا ساندو في ميونيخ، قال بلينكن إن الولايات المتحدة شعرت بالقلق من “بعض التخطيط الذي رأيناه قادمًا من روسيا لمحاولة زعزعة استقرار الحكومة”. وأضاف بلينكن أن الولايات المتحدة ستستمر في “الوقوف بقوة مع مولدوفا لدعم أمنها، واستقلالها، وسلامتها الإقليمية”.

ورأت الصحيفة أن إضفاء “الطابع الرسمي” حول تصريحات هاريس سيضاعف التوترات المتفاقمة بالفعل مع روسيا في عدد من المجالات، أبرزها محادثات معاهدة الحد من التسلح النووي بين القوتين العظميين، المعروفة باسم “ستارت الجديدة”.

وصف الرئيس الأمريكي، جو بايدن نظيره الروسي في مارس الماضي بأنه “مجرم حرب” بسبب مقتل مدنيين في أوكرانيا.

وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قد وصف نظيره الروسي في مارس الماضي بأنه “مجرم حرب” بسبب مقتل مدنيين في أوكرانيا. ولكن، تراجع البيت الأبيض في البداية عن تلك التعليقات، قائلاً إن واشنطن “لم تتوصل إلى استنتاجات” حول ما إذا كانت جرائم الحرب تُرتكب في أوكرانيا وإن الأمر يخضع لمراجعة قانونية رسمية.

مقالات ذات صلة