ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أنه بينما يتشكك المحللون العسكريون في قدرة موسكو على الحفاظ على جبهة جديدة للقتال، حذر مسؤولون أوكرانيون وغربيون من “هجوم روسي محتمل عبر بيلاروسيا ومولدوفا” خلال الأيام القليلة المقبلة.
وقالت الصحيفة أن الحديث عن تهديد روسي محتمل من بيلاروسيا ليس بالأمر الجديد، حيث يحذر المسؤولون الغربيون منذ فترة من أن موسكو تعتزم شن هجومها “الكبير” المتوقع من هناك، لكنها أشارت إلى أن التحذير من هجوم عبر مولدوفا يعد هو الأحدث في سلسلة المزاعم الأوكرانية.
واوضحت الصحيفة إنه بينما تحاول القوات الأوكرانية صد الهجمات الروسية على طول خط المواجهة البالغ 965 كيلومترًا وتحذر من قصف صاروخي وشيك واسع النطاق، نشرت كييف الأسبوع الجاري المزيد من القوات على حدودها مع مولدوفا، بينما ضاعفت التدريبات العسكرية بالقرب من حدوده مع بيلاروسيا وفي العاصمة، كييف.
ووفقًا لتقرير الصحيفة، زعم المسؤولون الأوكرانيون أنهم اكتشفوا خطة روسية لإغراق مولدوفا في الحرب وتدمير الوضع السياسي هناك، حيث تقع البلاد بين رومانيا وأوكرانيا، وهي واحدة من أفقر دول أوروبا وتمزقها جمهورية ترانسنيستريا الانفصالية التي تدعمها روسيا.
وكانت رئيسة مولدوفا، مايا ساندو، صرحت في وقت سابق من الشهر الجاري بأن المؤامرة الروسية – التي لم تقدم أي دليل عليها – تضمنت جهات أجنبية “ذات خلفية عسكرية، مموهة بملابس مدنية، للقيام بأعمال عنف، وشن هجمات على مؤسسات الدولة واحتجاز رهائن.”
في سياق متصل، نقلت مجلة “نيوزويك” الأمريكية عن “معهد دراسة الحرب” قوله إن روسيا غيرت من تكتيكاتها العسكرية بشأن مدينة باخموت بشرق أوكرانيا، مشيرًا إلى أن موسكو قد “تخلت” عن خططها لتطويق المدينة المحاصرة بمنطقة دونيتسك.
وقال معهد الأبحاث، ومقره واشنطن، إن مقدار الاهتمام بالهجمات من قبل المدونين العسكريين الروس في شمال مدينة دونباس قد يشير إلى أن القوات الروسية تخلت عن خطط لتطويق باخموت.
وأضاف التقرير أن عدم مناقشة المواقف من غرب المدينة قد يشير إلى أن موسكو تركز على الهجمات من الشمال.
وبحسب ما نقلته “نيوزويك”، قال المعهد الأمريكي إن موسكو قد تستأنف جهودها لتطويق المدينة في المستقبل القريب، مشيرا إلى أن الأيام الأخيرة أظهرت أن القوات الروسية واصلت تحقيق “مكاسب تكتيكية ضئيلة” في المدينة وحولها.
وتجدر الإشارة إلى أن باخموت بشرق أوكرانيا المدمرة لطالما كانت مركزًا للقصف المكثف والقتال العنيف بين القوات الروسية وقوات مجموعة “فاغنر” من جهة، والقوات الأوكرانية من جهة أخرى، حيث خلصت التقييمات الاستخباراتية الغربية مرارًا إلى أن موسكو كانت تهدف إلى محاصرة المدينة.
في المقابل، أدرجت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية في تقريرها، الأربعاء، باخموت على أنه “هدف أساس للجهود الحربية” لموسكو، حيث قام الجيش الأوكراني “بصد الهجمات” في المدينة وما حولها.