سجل الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت وقائع هروب من بلاده نظرا لهزائم منى أثناء حملاته وغزواته في الشرق الأوسط وأوروبا نهايات القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر حين كان امبراطورا على فرنسا.
ففي عام 1799 وبحسب كتاب “نابليون بونابرت في مصر” للكاتب أحمد حافظ عوض، هرب نابليون متخفيا من مصر وكان سفر نابليون كان أشبه بالقصص الخيالية وأساطير الأولين منه للحقائق، نظرا لأن السفن الإنجليزية كانت تقف له بالمرصاد، تنتظره على السواحل المصرية للفتك به أو القبض عليه.
وبحسب ما نقله الكتاب عن “كونت دهر فيجو” فى مذكراته، فإن نابليون ومن معه غادروا الإسكندرية ليلا بحيث لم يعلم بهم أحد، ولما نزلوا من نقطة على الشاطئ، تركوا الخيول التى كانوا يركبونها فعادت إلى حامية بالإسكندرية، حتى ذعرت الحامية وارتفعت أصوات الأبواق، وهب الحرس ظنا منهم أن هناك حملة فاجأتهم على غرة.
وفي سنة 1814 حين دخلت الجيوش الأوروبية باريس أصدر مجلس الشيوخ قرارًا بعزل نابليون، ليغادر إلى فريجوس، ومنها نقلته مركب إنجليزية إلى جزيرة ألبا الواقعة في البحر الأبيض المتوسط في مياه إيطاليا.
قضى نابليون في جزيرة ألبا حوالى 10 أشهر، وكان حوله بعض عساكره الأقدمين، وكان يصل إلى هؤلاء من أقاربهم في فرنسا ما ينبئهم بقرب اليوم المنشود، فكانوا يبلغون ذلك إلى نابليون، فاشتد تفكر نابليون بهذا الأمر وأخذ يدبر للأمر عدته.
ركب نابليون زورقا قام به من جزيرة ألبا إلى ناحية بجوار بلدة “كان” على الشاطئ وكان معه من رجاله الأقدمين 600 رجل وانضم إليهم 400 من أهل بولندا وكورسيكا، فلما بلغ مدينة جرينوبل انضم إليه 700 من جنود لويس الثامن عشر، وكان هذا الملك قد سمع بهروب نابليون فأرسل إليه المارشال “ناى” أحد قواد نابليون المشهورين، ذهب المارشال لملاقاة نابليون وأسره في قفص من الحديد كما وعد بذلك الحكومة الفرنسية، ولكنه إذ رأى وجه سيده المحبوب ورأى الجيش الذى معه يضطرب ويهز أجزاء السماء بدعائه “يحيا الإمبراطور” لم يسعه إلا أن يردد الدعاء مع الجنود.
وكان لهذا الدعاء قصة أنه لما التقى نابليون بهؤلاء الجند وعلم أنهم إنما أتوا للقبض عليه وقف أمامهم على ظهر جوادة ثم قال: ” يا عساكر أسترليتز وابطال أوربا، هل جئتم لتقبضوا على قائدكم؟!” قالوا جميعًا بصوت المتحمس: “ليحيا الإمبراطور” ثم نادى عليهم نداءه المحبوب واجتمعوا وراءه في مشهد عظيم وكان الملك لويس قد غادرها قبل وصوله بساعة، وفى النهاية استطاع نابليون أن يعود إلى قصر ويباشر عمله بشكل طبيعى.