صحيفة أمريكية تحذر: انهيار البنوك قد يُعيد سيناريو 2008

سلطت مجلة “نيوزويك” الأمريكية الضوء على القلق الذي يخيم على العالم بعد انهيار بنكين أمريكيين، وسط تقارير أكثر قتامة تحذر من تكرار أزمة مشابهة لتلك التي شهدها العام 2008. ونقلت عن خبير اقتصادي بارز أن انهيار بنكي “سيليكون فالي” و”سيغنتشر” قد يؤدي إلى “عدوى عالمية” مع تداعيات كارثية.

وقال نورييل روبيني، وهو أحد الخبراء الذين كانوا قد توقعوا أزمة 2008، إن هناك مؤسسة مالية أوروبية – لم يسمها – قد تعاني من تداعيات إغلاق المصرفين. وأضاف الخبير للمجلة: “إذا حدث شيء مع هذه المؤسسة، فسيكون ذلك أكثر أهمية من الناحية المنهجية. نحن هنا نتحدث عن مؤسسات لديها أصول بتريليونات الدولارات، وليست 400 مليار دولار مثل بنك سيليكون فالي”.

وأوضح روبيني، في حديثه مع المجلة، أن “فوضى” إغلاق المصرفين الأمريكيين لم تقتصر فقط على الولايات المتحدة، لكنها ستصل إلى أسواق أخرى، وخاصة الأوروبية. وأضاف أنه على سبيل المثال، أغلقت الأسواق الأوروبية أمس، الاثنين، على “انخفاض كبير” مع تراجع أسهم البنوك بنسبة 5.65%، وهي أكبر نسبة انخفاض منذ أكثر من عام.

وتأتي التوقعات المثيرة للقلق بعد أن عانى مصرف “سيليكون فالي” من ثاني أكبر فشل بنكي في التاريخ الأمريكي الأسبوع الماضي. وكجزء من التداعيات، تم إغلاق مصرف “سيغنتشر” في نيويورك بعد يومين من قبل السلطات التي تخشى أن يؤدي إبقاء البنك مفتوحًا إلى تهديد استقرار النظام المالي.

وقال روبيني، الذي شغل منصب كبير المستشارين السابق لوكيل وزارة الخزانة للشؤون الدولية أثناء إدارة باراك أوباما، إن تداعيات إغلاق البنكين تنذر بـ”عدوى عالمية” محتملة. وأضاف: “على سبيل المثال، انخفضت الأسهم الأوروبية على الفور، على الرغم من أنه ليست لها علاقة بانهيار سيليكون فالي”.

وذكرت “نيوزويك” أنه في حين أن التحذيرات السابقة يمكن أن تتحول إلى شيء “كارثي”، فإن روبيني أوضح أن مجموعة صغيرة فقط من البنوك الصغيرة والمتوسطة هي المعرضة للخطر – على الأقل في الوقت الحالي – وليس النظام المصرفي بأكمله والبنوك الشهيرة مثل مصرفي “بنك أمريكا” و”جي بي مورغان تشيس”.

وقال روبيني إن البنوك التي تواجه انهيارًا محتملاً “هي بنوك إقليمية تفتقر إلى قاعدة كبيرة من المودعين ولديها الكثير من الأوراق المالية التي فقدت قيمتها وسيتم القضاء على رأس مالها إذا بيعت هذه الأوراق المالية بسعر السوق”.

وتجدر الإشارة إلى أن السلطات الأمريكية سارعت لإنقاذ الأزمة في أعقاب انهيار “سيليكون فالي”. وبينما أصر بايدن على أنه “لن يتحمل دافعو الضرائب أية خسائر”، أشار روبيني إلى أن إنشاء برنامج تمويل مصرفي جديد – وهو الذي أقامه “الاحتياطي الفيدرالي” للمساعدة في استمرار تدفق الأموال – سيتم تمويله من أموال دافعي الضرائب.

مقالات ذات صلة