أفادت صحيفة “التلغراف” البريطانية، إن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، أنفق مئات المليارات في الصحراء حتى الآن، في خطط طموحة لتحديث المملكة.
ولفتت إلى أن “ابن سلمان عندما قرر أن يحول المملكة إلى قوة طيران عظمى في المنطقة، لم يكن خجولا في طموحاته، وبدلا من الاستثمار في الناقل الوطني الحالي في البلاد، أعلن إنشاء شركة طيران جديدة من الصفر”.
وأعلن ابن سلمان رسميا الأحد الماضي، تأسيس ناقل جوي وطني جديد تحت اسم “شركة طيران الرياض” وتعيين توني دوجلاس صاحب الخبرة الطويلة في قطاع النقل والطيران رئيسا تنفيذيا للشركة.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن “طيران الرياض ستطلق رحلات إلى أكثر من 100 وجهة حول العالم بحلول عام 2030 “للمساهمة في تطوير قطاع النقل الجوي وتعزيزا لموقع المملكة الاستراتيجي الذي يربط بين ثلاث من أهم قارات العالم.. آسيا وأفريقيا وأوروبا”.
وتابعت الصحيفة، بأن “القائمين على الشركة الجديدة، أخبروا المتقدمين للوظائف أنها ستكون “شركة طيران من الطراز العالمي”.
وقالت إن “إطلاق شركة طيران جديدة في المنطقة، هو أحدث أشكال التنافس في الخليج، حيث ستنافس السعودية في هذا المجال الخطوط الجوية الإماراتية، والخطوط الجوية القطرية”.
ونقلت عن أحد كبار التنفيذيين الذين عملوا مع ابن سلمان أنها “منافسة خالصة مدفوعة بغرور ولي العهد”.
وتم إطلاق الناقل الوطني للسعودية في عام 1945، أي قبل أكثر من نصف قرن من طيران الإمارات، وما يقرب من 60 عامًا قبل إزاحة الستار عن الخطوط الجوية القطرية، وما يقرب من سبعة عقود قبل الاتحاد للطيران.
ومع ذلك، أثبتت شركات الطيران الثلاث المنافسة نفسها بسرعة كقوى دولية ثقيلة الوزن، على عكس الخطوط السعودية.
وتابعت بأن “طيران الإمارات، على سبيل المثال، هي أكبر شركة طيران دولية في العالم”.
في غضون ذلك، تمتلك قطر 25% من الشركة الأم للخطوط الجوية البريطانية، ويملك صندوق ثروتها السيادية حصة 20% في مطار هيثرو.
وساعد طيران الاتحاد في بناء سمعته على مستوى العالم من خلال رعاية بطل الدوري الإنجليزي الممتاز مانشستر سيتي.
ونقلت الصحيفة عن أحد المطلعين الآخرين قوله إن السعودية تقول للعالم: “لقد تم تجاهلنا طويلا، لكن انظروا لدينا الكثير من المال ويمكننا الإنفاق أكثر”.
لا تقتصر خطط ولي العهد على شركة طيران جديدة فحسب. بل يجري تطوير مطار الملك خالد في العاصمة السعودية.
وسيضم المطار الجديد ستة مدارج متوازية وسيتم تصميمه لاستيعاب ما يصل إلى 120 مليون مسافر بحلول عام 2030.
وقال خبراء إن المنافسة ستكون صعبة في المنطقة التي لا تحتمل إضافة جديدة إلى سوق الطيران، كما أن مهمة مطار الملك خالد ستكون صعبة.
ولفتت إلى أنه يتوقع من شركة الطيران الجديدة أن تضيف 20 مليار دولار للناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للمملكة وخلق أكثر من 200 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة.
وشركة طيران الرياض مملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، صندوق الثروة السيادية للمملكة الذي يبلغ إجمالي أصوله 600 مليار دولار وهو المحرك الرئيسي لجهود المملكة لتنويع اقتصادها وتقليص اعتمادها على النفط.
في سياق متصل، أعلنت شركتا طيران سعوديتان أنهما ستشتريان 78 من طائرات بوينغ 787 دريملاينر، في مكسب كبير لشركة بوينغ يمثل خامس أكبر طلب شراء تجاري من حيث القيمة في تاريخها.
وستشتري الخطوط الجوية السعودية والناقل الوطني الجديد (شركة طيران الرياض) 39 طائرة من طراز 787 العملاق لكل منهما من شركة تصنيع الطائرات ومقرها الولايات المتحدة.
ويتضمن الاتفاق خيارا لشراء عشر طائرات دريملاينر إضافية للخطوط الجوية السعودية و33 طائرة إضافية لطيران الرياض.
وذكرت “رويترز” في وقت سابق أن إجمالي سعر شراء 78 طائرة سيصل إلى نحو 37 مليار دولار.