كشف رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الاثنين، عن أبرز الملفات التي سيبحثها خلال زيارته المرتقبة إلى تركيا.
وقال السوداني في مقال له، إن “الزيارة لتركيا تكتسب أهمية خاصة في هذا التوقيت تحديداً مع التطورات الإيجابية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على صعيد تعزيز التعاون بين دولة، وحشد الجهود من أجل تحقيق التكامل الاقتصادي ودفعه قدماً، وحل الخلافات استناداً إلى منهجية الحوار المتعقل الذي يغلب المصلحة ويعلي من شأن التعاون بين الجيران بغية تحقيق مصالح الشعوب”.
وأضاف، “سنركز في مباحثاتنا مع الجانب التركي على تعزيز العلاقات العراقية – التركية في كافة المجالات وخاصة المجال الاقتصادي لا سيما ونحن نتطلع إلى تنفيذ مشروعات اقتصادية طموحة في قطاعي الطاقة والنقل وتحويل العراق إلى مركز للتجارة العالمية بين آسيا وأوروبا من خلال مشروع ميناء الفاو الكبير وما يرتبط به من مناطق اقتصادية وتجمعات سكنية ونقاط للجذب السياحي”.
وتابع، “نتطلع من هذا المشروع العملاق، الذي سيمتد على مساحة تزيد عن 20 ميلاً مربعاً، الى فتح الطريق أمام وثبة اقتصادية للعراق”، مشيراً إلى أنه “سيسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين العراق وجيرانه وعلى رأسهم تركيا من ناحية وبلدان أوروبا وآسيا من ناحية أخرى”.
وذكر أن “مشروع ميناء الفاو الكبير سيشمل ممر القناة الجافة التي سيشكلها طريق سريع وخطا للسكك الحديدية ويمر عبر الديوانية والنجف وكربلاء وبغداد والموصل ويمتد إلى الحدود التركية، ما يتيح الوصول إلى ميناء مرسين وأوروبا عبر اسطنبول”، موضحاً “أننا سنناقش تفاصيل هذه المشروعات مع المسؤولين الأتراك في إطار مساعينا لتعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية مع تركيا التي وصل ميزان العراق التجاري معها الى نحو 20 مليار دولار تتمثل في واردات تركية من المنتجات الكيماوية، والبذور والحبوب والبقوليات، والمفروشات والأدوية والمستلزمات الطبية، وصادرات عراقية إلى تركيا تتركز في النفط”.
وبشأن الصعيد الأمني، ذكر السوداني أن “ضبط الحدود سيحتل جانباً من المحادثات وكذلك التعاون المشترك بين العراق وتركيا خاصة في الجانب الاستخباري وتبادل المعلومات”.
وحول الحصص المائية، أكد رئيس الوزراء أن “مشكلة المياه ستحتل حيزاً من المناقشات في أنقرة”، مثمنا “مساعي الجانب التركي في زيادة حصص المياه التي انطلقت من خلف السدود للعراق”.
وأكمل “اننا سنبحث معهم كيفية التعاون والتنسيق لضمان حصول العراق على احتياجاته من المياه التي تعد شريان حياة للتنمية والتوسع الزراعي”، لافتاً إلى “اننا سنؤكد على تضامننا الكامل مع جيراننا الاتراك في مصابهم الأليم بعد الزلزال الكبير واستمرار تقديمنا لكافة المساعدات التي يحتاجون اليها في هذا الوقت العصيب”.
ولفت إلى أن “الزيارة الحالية تأتي في توقيت بالغ الأهمية بالنسبة للمنطقة التي تنشد تعزيز التعاون والتكامل الاقتصادي وحشد الجهود بما يصب في صالح التنمية الاقتصادية، وتتناغم هذه الجهود مع اولوياتنا الداخلية في العراق والتي نضع على رأسها محاربة الفساد ودفع عجلة التنمية الاقتصادية حتى يشعر المواطن العراقي بالأثر المأمول وبأسرع وقت ممكن”.
ومضى إلى القول إن “مشاريع التعاون الاقتصادي التي ننشدها مع أنقرة ستسهم بشكل كبير في خلق فرص العمل في عديد من المحافظات العراقية وستسرع من وتيرة تحول العراق إلى مركز تجاري يربط القارتين الأوروبية والاسيوية، وسيضع العراق بقوة على خريطة التجارة العالمية”، موضحاً “أننا نضع بالتوازي خططا للتعاون مع تركيا لتعزيز قدراتنا الاقتصادية المشتركة وطبقا لجداول زمنية للمشاريع ذات الأولوية، مع حرصنا على تنويع مصادر الطاقة والاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة لخدمة الطموحات التنموية”.
وبين، أن “المستقبل القريب سيشهد انخراطا اقتصاديا أكبر مع تركيا ومع كل جيراننا ومنطقتنا لان هذا الانخراط والتعاون المشترك هو السبيل الوحيد لتجاوز تبعات الازمات العالمية والتحديات التي تفرضها علينا في هذا التوقيت الحساس”، مشيرا الى “اننا أكدنا على ذلك سواء خلال قمة بغداد الثانية التي عقدت في المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة او عبر الزيارات التي قمت بها مؤخرا الى الامارات العربية المتحدة والقاهرة”.
وأكد، أن “نهج العراق في الفترة الحالية والمستقبلية واضح لا تخطئه عين وهو يعتمد على تعزيز التعاون مع الاشقاء والجيران على الأصعدة السياسية والتجارية والاقتصادية بهدف توثيق التعاون ودفع جهودنا في الداخل العراقي لتحقيق اولوياتنا المعلنة والتي لن نحيد عنها في محاولة صادقة لتغيير واقع المواطن العراقي وتوفير احتياجاته وتغليب مصلحة العراق ومصلحته على كل مصلحة وسط جو من التعاون والحوار البناء مع دول الجوار والاشقاء في محيطنا العربي”.