نعت نقابة الفنانين السوريين الموسيقار الفلسطيني حسين نازك الذي توفي اليوم الخميس 25 من مايو عن عمر ناهز الـ 81 عاماً، حيث يعد واحداً من أبرز من اهتم بالتراث الفلسطيني والسوري وجدد فيهما.
وقالت النقابة عبر “فيس بوك”، إن “فرع دمشق لنقابة الفنانين يعني إليكم وفاة الزميل القدير حسين نازك”، على أن يجري الإعلان عن موعد الدفن في وقت لاحق.
من هو حسين نازك؟
ولد حسين نازك، الموسيقار والملحن الفلسطيني في أربعينيات القرن الماضي، وهاجر خلال حرب عام 1967، من القدس إلى العاصمة الأردنية، عمان، وانتقل إلى سوريا في نهاية ستينيات القرن الماضي.
ووفقاً لوكالة الأنباء السورية “سانا”، بدأ مشواره الطويل في التأليف والتلحين والتوزيع عازفاً على مختلف الآلات في عدة فرق موسيقية غربية وشرقية، وشارك بتأسيس فرقة جوالة، وعندما انتقل إلى سوريا عمل في الإذاعة والتلفزيون السوريين مشاركاً في برامجهما المتنوعة عازفاً ومؤلفاً ومعتمداً على حافطته الموسيقية وذاكرة العديد من الفلسطينيين المعمرين في دمشق.
وسعى نازك بجدية إلى نشر التراث الفلسطيني فأسس وأسهم بتأسيس العديد من الفرق الفنية في التجمعات الفلسطينية في سورية، وأهمها فرقة العاشقين عام 1976، وأدارها حتى 1985، كما أسس فرقة “زنوبيا” القومية الحديثة، وشارك في تلحين النشيد الوطني الفلسطيني عام 2005.
وشدت ألحانه نخبة من أهم الفنانين السوريين أمثال صباح فخري ومصطفى نصري وسمير حلمي ونعيم حمدي.
التزامه بقضايا الوطن
والتزم الموسيقار حسين نازك منذ بداية مشواره الفني بقضايا الوطن والإنسان فعبر عنها من خلال أعمال موسيقية وغنائية تنتمي للوطن والمقاومة والتراث من خلال فرقتي العاشقين وزنوبيا وغيرهما.
كما كان للطفل نصيب كبير من نتاجه الموسيقي المميز من خلال تأليفه موسيقا مسلسل الأطفال الشهير “افتح يا سمسم” في جزئه الأول والثاني وعودته إليه في الجزء الخامس، إضافة إلى العديد من برامج الأطفال.
الجوائز التي نالها
ونال نازك عدة جوائز عن أعماله الموسيقية منها الجائزة الأولى لأفضل توزيع أوركسترالي لنشيد وطني بلاد العرب أوطاني، وجائزة أفضل استخدام موسيقي للتراث العربي من مهرجان قرطاج 1980وجائزتان ذهبيتان من اليابان لأفضل عرض موسيقي ياباني ، إضافة إلى تكريمه ضمن أيام الثقافة السورية عام 2020.
رصيده الموسيقي
وتولى مهمة التوزيع الموسيقي لمسرحية “ضيعة تشرين”، الصادرة عام 1974، من تأليف الكاتب محمد الماغوط، ودريد لحام، وإخراج دريد لحام وخلدون المالح.
كما قدّم الألحان لمسلسل الرسوم المتحركة “حكايات عالمية” الذي تقدم كل حلقه منه قصتين منفصلتين، مدة كل منها 12 دقيقة.
وقدّم الألحان والموسيقى التصويرية لمسلسل “حمام القيشاني”، في جزئه الأول الصادر عام 1994، من تأليف دياب عيد، وتدور أحداث المسلسل في قالب تاريخي اجتماعي سياسي، خلال فترة من تاريخ سوريا وبلاد الشام السياسي، وفي حارة “حمام القيشاني” تحديداً.
إلى جانب ذلك، حمل المسلسل التاريخي “بهلول أعقل المجانين” بجزأيه الصادرين في 2007 و2008، ألحان وموسيقى تصويرية من توقيع حسين نازك، ما شكل حضورًا ما قبل أخير، وتماساً قريباً زمنياً للموسيقار مع دراما كانت تشق طريقها نحو العالم العربي في تلك الفترة.
ويروي العمل تفاصيل من حياة “أبا وهب أو بهلول”، وهو رجل حكيم، وصالح، عاش في حي الكرخ في مدينة بغداد، ويسعى لحل المشاكل في المدينة.
وكان الحضور الفني والموسيقي الأخير للموسيقار الفلسطيني، في الموسيقا التصويرية والألحان التي صنعها للجزء الرابع من مسلسل الأطفال “افتح يا سمسم”، الذي صدر عام 2015.