يعد عبد الإله عبد الحميد، من المدربين المميزين في تاريخ الكرة العراقية، وله تجارب عديدة اكتسب من خلالها خبرات كبيرة.
وتم اجراء الحوار التالي معه :
كيف تصف مشوار شباب العراق بمونديال الأرجنتين والخروج المبكر من دور المجموعات؟
لم تكن النتائج مقنعة، بل التباين بالأداء بين شوط وآخر جعلنا نظهر بصورة مهزوزة في بعض الفترات، خاصة في الشوط الثاني من مباراتي أوروجواي التي خسرناها (0-4)، وتونس (0-3)، وهذا الأمر محير للمتابعين بحكم التراجع المخيف بعد كل بداية قوية.
وفق ما ذكرت هل فريقنا ظهر بشكل سيء أم تأثر بعوامل فنية أخرى؟
فريقنا لم يكن سيئاً ولكن مباريات كأس العالم كبيرة، وبعض الجوانب كان فيها ضعفاً خاصة بالجانب الدفاعي لذلك تلقت شباكنا 7 أهداف في مباراتين، وهذا المؤشر السلبي تسبب بظهور شبابنا بهذه الصورة ليصبحوا لقمة سهلة في أول مواجهتين.
ما تفسيرك لعدم ظهور بعض اللاعبين بمستواهم الحقيقي عكس المباريات الودية بمعسكر إسبانيا؟
بصراحة، نتائج المباريات الودية بمعسكر إسبانيا الذي سبق المونديال ب 15 يوماً، كانت خادعة، ونالت هالة إعلامية كبيرة، لاسيما التعادل مع البرازيل الذي منح ثقة كبيرة للاعبينا، ألقت بظلالها على نتائجنا بالمونديال، بل دخل قسم كبير من اللاعبين البطولة وهم يعتبرون منافسيهم أضعف من السيليساو ، لذلك حضر التهاون وضعف التركيز.
كيف ترى تلقي شباك العراق للأهداف بالشوط الثاني؟
حقيقة هناك أسباب كثيرة أدت إلى تلقي شباكنا للأهداف في الشوط الثاني، وكما ذكرت أهمها العامل البدني الضعيف، إذ أن المخزون اللياقي بدأ ينفد مع نهاية النصف الأول، علاوة على ضعف الجانب الدفاعي، وغياب المهاجم الذي يترجم الفرص إلى أهداف.
والدليل على ذلك أننا أضعنا كما هائلا من المحاولات أمام تونس، ولم نستطع التسجيل لنخسر المواجهة في الشوط الثاني بسهولة.
كيف تقييم أداء الجهاز الفني؟
الجهاز الفني لم يستغل الأدوات المتاحة، كما أن قراءته الفنية لم تكن موفقة، إضافة أن تبديلاته بالنصف الثاني غير ناجحة، ناهيك عن ضعفه بتحضير اللاعبين من الناحيتين النفسية والذهنية، وبات الفريق ينهار بأكمله عند استقباله للهدف الأول.
وعلى الجهاز الفني أن يعيد النظر بمراحل إدارته للمباريات ويطور من قدراته.
هل المعد البدني كان السبب الرئيسي للخسارة أمام أورجواي وتونس؟
جزء رئيسي من خروجنا المبكر يعود إلى العامل البدني، نعم غاب المختصون وأصحاب الخبرات بمجال اللياقة البدنية عن هذا المنتخب، وكان من المفترض أن يقدم الجهاز الفني رؤيته الكاملة للجنة المنتخبات مع معرفة آلية إعداد وتحضير اللاعبين بدنياً وفنياً قبل المونديال ، ولكن هذا الأمر لم يحدث، لذلك تعرضنا لهذه الهزائم القاسية.
الوضع في المباراة الثالثة أمام إنجلترا تغيير وبذات الجهاز الفني وكسب شباب العراق نقطة.. ما هي أسباب هذا التحول؟
النقطة الأساسية في تغير الصورة وكسب نقطة التعادل، تعود إلى أسلوب اللعب والتنظيم الدفاعي الجيد في هذه المباراة، وهو ما جعلنا نحافظ على مرمانا أمام الإنجليز، ولكن هذا لا يعني أن دفاعنا جيد، بل أعتبره الأسوأ في الفترات الأخيرة للكرة العراقية.
كما أود أن أشير إلى أن امتلاك بعض اللاعبين لحافز التعويض جعلهم يقدمون مباراة كبيرة في بعض فترات اللقاء الأخير.
وهل ظهرت لنا خامات واعدة ستشكل إضافة قوية للمنتخب الوطني؟
لقد ظهرت لنا مواهب على عدد أصابع اليد، وأقولها وبالفم المليان “فقط 4 لاعبين” يستحقون اللعب مع المنتخب الأولمبي ومن ثم الوطني، أما بقية اللاعبين فأجد أن هناك خامات لم يتم منحها الفرصة لإثبات قدراتها سواء كانت من التي تلعب بالدوري المحلي أو مع الأندية الأوروبية.
وهناك بعض العناصر التي كنا نأمل منها أن تظهر بصورة مميزة بالمونديال، لكن تراجع وضعها بعد مشاركة عالمية كشفت لنا حجم التذبذب بالأداء بين مباراة وأخرى.