كشف موقع أمريكي، اليوم السبت، إن التمرد الفاشل لمجموعة فاغنر شهد إطلاق النار من القوات الروسية على بعضها، ودُمِّرَت عدة طائرات مروحية، ومنها طائرة إليوشن إل-22 إم، والتي تعود إلى أيام الحرب الباردة وجرى تعديلها لاستخدامها كمركز قيادة وتتبع لا سلكي للسيطرة على القوات الجوية والبرية، لافتاً إلى فائدة محتملة للدفاعات الأوكرانية من اسقاط هذه الطائرة في الصراع الداخلي الروسي.
وكانت وزارة الدفاع البريطانية قالت في تحديث نُشِرَ في 29 حزيران الماضي ان “من المرجح أن يكون لفقدان هذه الطائرة تأثير سلبي على العمليات الجوية والبرية الروسية”.
تمرد فاغنر سلط الضوء على طائرات روسية
وقال موقع Business Insider الأمريكي، في تقرير نشره ان “التقديرات إلى أن روسيا لديها 12 طائرة فقط من هذا الطراز، وتمتلك روسيا أيضاً 19 طائرة من إليوشن إل-20 إم وإليوشن إل-22 لاستخبارات الإشارات الإلكترونية، لكن خسارة طائرة إليوشن إل-22 إم مكلفة بشكل خاص”.
وأضاف الموقع ان “هذه الطائرة، أو نظيرتها الأمريكية نورثروب غرومان إي-8، وهي طائرة بوينغ 707 تحوَّلت إلى مركز قيادة وطائرة مراقبة، هي محاور محمولة جواً لتكامل القوات في ساحة المعركة وفوقها، ويُعَد التنسيق الدقيق بين القدرات المتباينة -الطائرات والصواريخ أو الحرب الإلكترونية والاتصالات عبر الأقمار الصناعية- هو العامل الذي يمنح التماسك للعمليات العسكرية الحديثة”.
وتابع الموقع الأمريكي “لا يزال لدى روسيا 10 طائرات من طراز إيه-50 المحمولة جواً لنظام الإنذار والتحكم على غرار طائرة بوينغ إي-3 سينتري الأمريكية، ولكن مع بدء تشغيل 12 طائرة من طراز إليوشن إل-22 إم فقط، وجميعها في حالة استخدام مكثَّف، فإن فقدان إحداها فقط حتى قد يكون له تأثير، خاصةً إذا كانت روسيا تريد زيادة عملياتها الجوية فوق أوكرانيا”.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية: “هناك احتمال واقعي لخفض مستويات المهام الحالية لإدارة الأسطول المتبقي بأمان”.
ومن المرجح أن يقوض هذا قدرة روسيا على قيادة وتنسيق قواتها، خاصة خلال فترات العمليات ذات الوتيرة العالية.
توقعات باستفادة أوكرانيا من تمرد فاغنر
يمكن للمصاعب التي تواجه القيادة والسيطرة للقوات الجوية الروسية أن تفيد القوات الأوكرانية، التي كافحت في بعض الأحيان لمواكبة الهجمات الجوية الروسية. ولا يعني ذلك أن روسيا استفادت دائماً من طائرات القيادة والسيطرة الخاصة بها.
في الأسبوع الأول من غزوها، تمكنت المقاتلات الأوكرانية التي تحلّق على ارتفاع منخفض من الظهور على علو منخفض ونصب كمين لطائرات روسية تحلّق على ارتفاع عالٍ، وفقاً لتقرير نشره العام الماضي معهد رويال يونايتد البريطاني للخدمات البحثية. وقال التقرير إن أحد الأسباب المحتملة لذلك هو “سوء نشر معلومات المراقبة من الرادار إلى مركز القيادة المحمول جواً إليوشن إل-20 إم والطائرات التي تنقل المعلومات من الشبكات الأرضية إلى المقاتلين الروس”.
لا تستطيع مراكز القيادة المحمولة جواً حتى التواصل مباشرة مع وحدات الدفاع الجوي أو المقاتلين الروس في الدوريات الجوية القتالية.
وقال التقرير: “نظراً إلى أن العملية الجوية الروسية تابعة للقوات البرية، لا يجري عادةً نقل معلومات المراقبة بشكل مباشر بين طائرات إيه-50 والمقاتلات أو إلى وحدات الدفاع الجوي الأرضية بعيدة المدى، مثل بطاريات نظام إس-400”. وأضاف التقرير: “في المقابل، يجري عادةً نقل المعلومات عبر مركز قيادة المنطقة العسكرية أو مركز قيادة جيش مشترك، ثم إما بشكل مباشر وإما عبر طائرة ترحيل من طراز إليوشن إل-20 إم، إلى وحدات الدفاع الجوي الأرضية بعيدة المدى والدوريات المقاتلة”.
في الواقع، القيادة والسيطرة هما كعب أخيل للجيش الروسي، الذي ورث هيكل القيادة الصارم لسلفه السوفييتي. في أوكرانيا، لم تتمكن القوات الجوية الروسية من تشكيل الحزم الجوية المعقدة التي تستخدمها القوات الجوية الغربية، والتي تستخدم طائرات أواكس لتنسيق عمل المقاتلات والطائرات الهجومية وطائرات الحرب الإلكترونية، وفقاً لجوستين برونك، خبير القوات الجوية في معهد رويال يونايتد البريطاني للخدمات البحثية.
من ناحية أخرى، لم يُدرَّب الطيارون الروس على أخذ زمام المبادرة، مثل الطيارين الغربيين. وقال برونك في تقرير نشرته في أبريل/نيسان، منظمة CNA البحثية ومقرها الولايات المتحدة: “بدلاً من ذلك، يُدرَّبون على أداء مهام أضيق في ظل ترتيبات قيادة وتحكم أكثر صرامة في تشكيلات أصغر”.