كيف تخرج أمريكا من مأزقها في غزة؟

للكاتب بسام روبين

يجمع أحرار العالم بأن أمريكا قد ارتكبت أخطاءا تراكمية فادحة في إدارتها للشرق الأوسط وفي تعاملها مع القضايا العربية والإسلامية إلى أن تورطت في غزة ودخلت في مأزق معقد حيث تغولت على القانون الدولي واعتدت على حقوق الإنسان ،وقررت مخطئة دعم دولة الإحتلال بقتل الأطفال والنساء والشيوخ وهدم المستشفيات والمنازل على رؤوس ساكنيها في سلوك ودعم غير أخلاقي وبعيد عن الإنسانيه ،لا بل زاد من تورطها إستخدامها الفيتو ضد وقف إطلاق النار وتحريك ترساناتها العسكرية لدعم الكيان المحتل حيث ظهرت أمام العالم في صورة غير محترمة.

 فالشعوب الغربية لديها فائض من القيم الإنسانية النبيلة، لذلك نراها نزلت إلى الشوارع في تظاهرات عارمة فاقت نظيرتها في الدول الإسلامية وحتى العربية صاحبة الشأن. وأعتقد أن الصورة الأمريكية في ذاكرة الشعوب قد اهتزت والتقطت العديد من المشاهد القبيحة والسيئة للعملاق الأمريكي الذي تحول بإنجراره خلف نتنياهو إلى قزم ولم يعد يحظى بما كان يحظى وحيث أن خير الخطائون هم   التوابون وحفاظا على المصالح الإستراتيجية مع الدول العربية والإسلامية ،فقد لاحظنا تدافعا لبعض الدول وحركة إيجابية من محور الظلم الداعم للكيان المحتل بقيادة أمريكا إلى الطرف المظلوم .

فبعد أن وصل الحال بأحد متطرفي وزراء الكيان المحتل التلويح بالسلاح النووي في إختراق وتعدي سافر للقانون الدولي وللإنسانية وعلى مسمع من بايدن ولو أن أي وزير في أي دولة في العالم نطق بما تحدث به ذلك الوزير الإرهابي الإسرائيلي لقام العالم ولم يقعد. و أن الوقت قد حان لإصلاح الخلل الكبير في المنظومة الدولية وفي العجز الحاصل لمجلس الأمن الدولي وبالتوليفة التي تتزعمها أمريكا فقد نجحت أمريكا والغرب في خداع العالم طيلة الفترات السابقة ولكنهم بالتأكيد لن يكونوا قادرين على خداع العالم في المستقبل طيلة الوقت ،فهنالك ملياري مسلم يمتلكون كافة عناصر القوة والكرامة والإنسانية ولا يلجأون للكذب والإفتراء على المقاومة الفلسطينية كما فعل نتنياهو وإنزلق خلفه البيت الأبيض.

وينبغي على الرئيس بايدن أن يعيد النظر في حساباته وفقا للمصالح الأمريكية وللعداله الانسانيه لا أن ينجرف خلف حكومة صهيونية متطرفة ويسارع بإعلان صهيونيته ويطلب من الزعماء التابعين له السفر إلى تل أبيب حتى أن أحدهم ركب في طيارة عسكرية بين صناديق الذخيرة خوفا على وعد بلاده للكيان المحتل في مشهد غير مقبول لا إنسانيا ولا أخلاقيا ولا حتى في شريعة الغاب لذلك على امريكا أن تخرج مسرعة بأقل الخسائر بعد أن تهشمت صورتها لكي تحافظ على ماء وجهها بمخرج مناسب لها ولربيبتها اسرائيل من هذا السقوط ،ووقف الحرب فورا بالتزامن مع تغيير شامل في المنظومة السياسية الصهيونية حتى تبقى مستدامة لمصالحهم الأمبريالية فليست العجوز بريطانيا وتهاوي حكومتها بأقل من هذا الكيان الواهن .

وهذا المخرج يوائم قيمهم التي سقطت وكشفت عورات نظام عالمي مصاص للدماء تجاوزت غطرسته كل الحدود والقوانين وكشف حقيقة مؤسساته الواهنة ويتوجب على أمريكا التي ظلمت الشعب العربي الفلسطيني رمرمت ما قام به الكيان المحتل بمال ودعم البيت الأبيض من خلال الإعتذار للشعب العربي الفلسطيني ومن الأمة العربية والإسلامية وإعادة إعمار غزة وتعويض كافة الأسر المتضررة بذات الطريقة التي طلبت فيها أمريكا تعويض المتضررين الأمريكان في حادثة  ١١ سبتمبر وإيجاد حل حقيقي للقضية الفلسطينية خلال جدول زمني لا يتجاوز  عام مع تجريد اسرائيل من سلاحها النووي وإخضاع منشاتها للرقابة الدولية.

مقالات ذات صلة