نتنياهو يرفع الراية البيضاء.. ترامب يضرب لحفظ ماء الوجه

للكاتب سلام العبيدي

تحت وقع الضربات الصاروخية الايرانية الموجعة للكيان الصهيوني، عشرات الالوف من المستوطنين اليهود يفرون من فلسطين المحتلة وهم يشاهدون كيف يتهاوى اقتصادهم، تتحول مدنهم إلى غزة ثانية، وفخر صناعاتهم العسكرية والتكنولوجية إلى ركام. مشهد دراماتيكي يقض مضاجع الحكومة الصهيونازية. “إسرائيل” تنهار، نتنياهو يرفع الراية البيضاء ويستغيث بالولايات المتحدة: “انقذونا قبل ان تفقدونا”، اللوبي الصهيوني في امريكا يذكّر ترامب بانه هو من مول حملته الانتخابية وجاء بيه إلى البيت الأبيض، لذا ينبغي عليه ان يدفع الفاتورة.

لكن الرأي العام في الولايات المتحدة يرفض انخراط واشنطن في الحرب على ايران، فمعظم أعضاء ادارة ترامب نفسه لا يريدون المواجهة مع الجمهورية الإسلامية، اما الكونغرس الأمريكي فلم يخول البيت الأبيض بمهاجمة ايران. وترامب نفسه، بتصريحاته المتضاربة ومماطلته في اتخاذ القرار النهائي حول شن الحرب، انما يظهر انه في حيرة من أمره. فضربُ ايران يعني يعني تأليب المجتمع الأمريكي، ولاسيما مؤيديه، عليه وعلى سياسته المضطربة أصلا، الامتناع عن الضربة يعني فقدان دعم اللوبي الصهيوني له – خياران احلاهما مرُّ. ترامب يمشي على حافة السكين. اين الحل اذاً؟

لذا يمكن الاستنتاج ببساطة أن رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو فقد السيطرة على مجرى الحرب العدوانية على الجمهورية الإسلامية، ولم يعد قادرا على مواجهة الرد الإيراني، خاصة أن ترسانة الصواريخ الاعتراضية بدأت تنفد، في حين أن طهران لا تزال تمتلك خزينا هائلا من الصواريخ التي لم يدخل القسم المتطور والأكثر تدميراً منها ساحة المعركة إلا بشكل محدود. وان الاتحاد الأوروبي نفسه بالثلاثي الألماني البريطاني الفرنسي يتفاوض مع إيران ويسحب بساط المناورة والتأثير من تحت الرئيس الأمريكي.

ولا مجال للشك في أن الضربة الأمريكية للمنشآت النووية الإيرانية شكلية، غير فاعلة وتمت بعد إشعار طهران بها مسبقا. فالإيرانيون انفسهم يقللون من أهميتها ويأكدون انها طفيفة التأثير وأنهم نقلوا المعدات المهمة واليورانيوم المخصب إلى أماكن آمنة مسبقاً. فلا تفاوض تحت النار ولا تراجع في موضوع تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية. موقف ذادت عنه إيران بالنار والتضحيات.

 فايران اقرب اليوم من اي وقت مضى من امتلاك السلاح النووي ولا احد يستطيع ان يلومها على ذلك. وان المرشد سلم أمور الدفاع عن البلاد بيد الحرس الثوري الذي يؤمن العدد الأكبر من جنرالاته بان إمتلاك القنبلة الذرية ضمانا لأمن الجمهورية الإسلامية وسلامتها. اما الفتوى فستأتي في الوقت المناسب.

مقالات ذات صلة