حملت كلمة المبعوثة الأممية في العراق جينين بلاسخارت، التي كانت تلقيها يوم امس الثلاثاء في جلسة مجلس الامن الدولي مايوحي الى انها “كلماتها الأخيرة عن العراق”، معلنة مغادرة منصبها قريبا، في اعلان مفاجئ للجميع فجّر التساؤلات وراء ذلك وما اذا كان تطورا طبيعيا ام له علاقة بالوضع السياسي والأمني المتغير في العراق ام انه جاء على خلفية “فضيحة فساد موظفي الأمم المتحدة”.
حملت كلمة بلاسخارت عبارات رومانسية في نهاية الكلمة عن العراق، حيث أعربت عن “املها بان يتعرّف الناس من جميع أنحاء العالم يوماً ما، على العراق، واصفة العراق بانه :” بلد ذو جمال هائل، بلد ذو تنوع وثقافة غنيين، حيث توجد العديد من الفرص لاغتنامها”.
وأوضحت انه ” في كانون الأول 2018 وصلتُ إلى بغداد، والآن، بعد خمس سنوات، حان الوقت تقريباً لأقول وداعاً وأتوقع أن أغادر منصبي في نهاية أيار، إنه ليس أمراً سهلاً، وفي السراء والضراء، أصبح العراق ببساطة جزءاً مني”.
وجاء اعلان بلاسخارت تنحيها او انهاء مهامها في العراق مفاجئا للجميع، وسط تساؤلات وترجيحات عن أسباب هذا التنحي او المغادرة، وما اذا كان بارادتها ام بتوجيه من الأمين العام للأمم المتحدة.
وتطرح تساؤلات عما اذا كان تغيير بلاسخارت مرتبطا بتغييرات سياسية وامنية في البلاد، خصوصا مع اعلان واشنطن ترشيح سفيرة أمريكية جديدة أيضا الى العراق.
فضلا عن تساؤلات وترجيحات حول ما اذا كان هذا التنحي مرتبطا بفضيحة التحقيق الاستقصائي لصحيفة الغارديان حول تقاضي موظفين الأمم المتحدة في العراق رشاوى من رجال اعمال ومستثمرين مقابل منحهم صفقات الاعمار والمساعدات للعراق التي تأتي عن طريق الأمم المتحدة والمانحين.
وقالت صحيفة الغارديان مؤخرا في تقرير، ان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أرسل فريقا إلى العراق لتقييم مزاعم الفساد في برنامج البناء الذي تبلغ تكلفته 1.5 مليار دولار (1.2 مليار جنيه إسترليني) بعد تحقيق أجرته صحيفة الغارديان.
وقال مسؤول حكومي عراقي على دراية تفصيلية بالأمر إن “رئيس وزراء البلاد محمد شياع السوداني أمر هيئة النزاهة في البلاد بفتح تحقيق منفصل”.