الخارجية الأمريكية: صورة سفاراتنا في الشرق الأوسط أصبحت “سامة” بسبب سياسة بايدن

كشفت شبكة “أي بي سي نيوز” الأمريكية عن وثيقة لوزارة الخارجية الامريكية تشير الى أن الوزارة تلقت العديد من التحذيرات من بعثاتها الدبلوماسية في أنحاء الشرق الأوسط خلال الأسابيع الماضية، حول الأضرار الطويلة التي الحقتها سياسة إدارة الرئيس جو بايدن بصورة الولايات المتحدة وسمعتها في أنحاء المنطقة، بما سيؤثر سلبا على مصالحها وأهدافها.

وأشارت القناة في تقريرها إلى أن هذه التحذيرات دفعت الى انعقاد اجتماع في واشنطن مع وكالات الاستخبارات لتقييم تداعيات ذلك.

وتابع التقرير أن إحدى برقيات التحذير مصدرها من السفارة الامريكية في المغرب، وتستند على مواقف مصادر متعاونة سابقا، وهي تشير إلى أن الولايات المتحدة أصبحت “سامة” لان دعم ادارة بايدن لاسرائيل بعد هجوم حماس في 7 اكتوبر/ تشرين الاول، يتم النظر إليه بشكل واسع على انه بمثابة “شيك على بياض لاسرائيل لتنفيذ ردها”.

ونقلت “اي بي سي نيوز” عن الوثيقة التي وصفتها بأنها مصنفة حساسة لكنها ليست سرية، قولها انه “ثبت ان الانتقادات للموقف الأمريكي، ثابتة، وذلك رغم التعديلات الكبيرة في الرسائل الامريكية التي صارت تركز على الحاجة إلى حماية أرواح المدنيين”.

وتلفت الوثيقة إلى أن وسائل إعلام المغربية نادرا ما عمدت الى تغطية المبادرات الامريكية المتعلقة بمساعدة الفلسطينيين “بما في ذلك نقل المساعدات الى غزة او الضغط الدبلوماسي على اسرائيل لتجنب وقوع اصابات في صفوف المدنيين”.

وبحسب الوثيقة نفسها، فان حسابات البعثة الامريكية في المغرب على وسائل التواصل الاجتماعي، تشهد موجات من إلغاء المتابعة أو موجات من التعليقات السلبية والمسيئة.

وذكرت القناة الأمريكية إن دبلوماسيين أمريكيين في مواقع أخرى في الشرق الاوسط، اعربوا عن مخاوف مماثلة، وان دبلوماسيين في دول اسلامية اخرى مثل اندونيسيا، أعربوا أيضا عن مخاوفهم.

واعتبر التقرير أن الضربة المتواصلة التي طالت شعبية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، قد تكون آثارها واسعة النطاق على الدبلوماسية الامريكية، بما في ذلك الجهود التي تبذلها من أجل بناء تحالف من الدول للمساهمة في إعادة إعمار غزة بعد تراجع الاشتباكات بالاضافة الى تشجيع الدول على التطبيع مع اسرائيل.

وبحسب الخبراء، فإنه إلى جانب ذلك، هناك مخاوف من تصاعد المشاعر المعادية للولايات المتحدة والذي قد تلحق أضراراً سلبية بالشركات الامريكية الناشطة في المنطقة، كما أن الوضع يمكن أن يشكل دافعا ملهماً للتطرف.

ونقل التقرير عن مسؤول أمريكي قوله إن البيت الأبيض واجهزة الاستخبارات ليسوا مقتنعين حتى الآن أن هذا الموقف السلبي تجاه الولايات المتحدة سيظل مستمرا، برغم أن بعض مسؤولي وزارة الخارجية يقولون ان الامر قد يتطلب جيلا كاملا لاعادة بناء مكانة الولايات المتحدة في بعض الدول.

وبحسب مسؤولي وزارة الخارجية الامريكية فان وزارتهم اضطرت إلى إلغاء العديد من النشاطات التي تعزز الانخراط الأمريكي في هذا المجتمعات، مشيرا الى حالة واحد على الأقل، رفض فيها أحد الأشخاص الذي سيجري تكريمهم قبول جائزة من الإدارة الأمريكية بسبب طريقة تعامل الادارة مع الحرب في غزة.

وذكر التقرير ان البيت الابيض صعد خلال الأسابيع الماضية من جهوده الهادفة من اجل محاولة معالجة ردود الفعل الحادة في الداخل الأمريكي إزاء حرب غزة، وذلك في إطار في محاولة من أجل اصلاح العلاقات مع الناخبين الأمريكيين المسلمين والعرب، وهو ما قد يحدد ما إذا كان الرئيس بايدن سيتمكن من الفوز بولاية رئاسية ثانية.

واوضح التقرير ان البيت الابيض كبار مساعديه الى مدينة ديربورن في ولاية ميشيغان في الأسبوع الماضي، من أجل الاجتماع بأعضاء بارزين ممثلين لهذا المجتمع العربي الإسلامي، بما في ذلك مديرة الوكالة الامريكية للتنمية الدولية سامنتا باور، ونائب مستشار الأمن القومي جون فاينر.

ونقل التقرير عن مصادر مطلعة قولها ان المبعوثين الأمريكيين تحدثوا مع هذه الجاليات بلهجة اعتذارية، الا ان العديد من ممثلي الجاليات المحلية، لا يزالون يعبرون عن غضبهم إزاء كيفية تعامل بايدن مع الحرب.

واشار التقرير الى انه فيما يتعلق الساحة الدولية، فان ادارة بايدن خففت من قوة صوتها الصريح والواضح المؤيد للحملة العسكرية الاسرائيلية، وركزت في المقابل، على معاناة المدنيين الفلسطينيين في غزة. وذكر التقرير في هذا الإطار، بما قاله بايدن خلال محادثاته الاخيرة مع الملك الاردني عبدالله ان”الشعب الفلسطيني عانى أيضا خلال الشهور الأربعة الماضية، مع احتدام الحرب، من الم وخسائر لا يمكن تصورها”، مضيفا أن “عددا كبيرا جدا من بين أكثر من 27 ألف فلسطيني قتلوا في هذه الحرب، كانوا من المدنيين الأبرياء، بما في ذلك الاف الاطفال”.

مقالات ذات صلة