كشفت رئيسة مجلس إدارة إحدى الجمعيات الخيرية في مصر، عن تواصل الجمعية مع مريض فلسطيني وصل إلى مصر قادما من غزة مصابا بمرض “غريب” في قدمه، وذلك مع استمرار الوضع المأساوي جراء استمرار الحرب الاسرائيلية على القطاع.
وقالت هبة راشد، إن المريض الفلسطيني مصاب بالتهاب في نسيج القدم إثر تعرضه لجثة متحللة من بين الجثث المنتشرة والمتحللة في قطاع غزة ولا تجد مكانا لدفنها.
وأثارت حالة المريض الفلسطيني سؤالا حول ما هي التداعيات الصحية التي قد تحدث نتيجة انتشار الجثث المتحللة في القطاع جراء القصف والغارات الإسرائيلية؟ يأتي ذلك في ظل تدهور الخدمات الصحية وخروج عدد من المستشفيات من الخدمة.
ويوضح الدكتور حامد عبدالله حامد، أستاذ الأمراض الجلدية بكلية الطب “جامعة القاهرة” لقناة “العربية”، كيفية تسبب الجثث المتحللة في إصابة سكان قطاع غزة بالكثير من الأمراض. ويقول إنه من المعروف أن انتشار الجثث دون دفنها في الوقت المناسب، وكذلك انتشار مخلفات الجرحى وما يتبعه من إفرازات وغير ذلك، يؤثر على صحة الأحياء، حيث ينتج عن تحلل الجثث غازات ومواد كيميائية سامة تنتشر في الجو وتتطاير حتى تصل مع الرياح إلى مناطق أخرى، وهو ما يصيب البشر والكائنات الحية بأمراض خطيرة.
وقال إن الغبار الناتج عن قصف المنازل وتهدمها وكذلك الآثار الناجمة عن إلقاء القنابل وتفريغ الهواء، يؤدي كذلك لحدوث أمراض جلدية مثل الحروق والقروح والجروح الصديدية السامة والملوثة وما يُعرف بـ”الخراريج”، فضلا عن انتشار بكتيريا التعفن الناتجة من تحلل الجثث، وهي نوع يعرف باسم “البكتيريا اللاهوائية” ومسؤولة عن الرائحة الكريهة التي تنبعث من الجثث المتحللة وهي خطيرة، وإذا أصابت الجلد فلا يجدي معها العلاج بالمضادات الحيوية المعروفة.
ويضيف أستاذ الأمراض الجلدية أن الأمراض الأخرى التي قد تصيب الأحياء من الجثث المتحللة في قطاع غزة وبسبب “البكتيريا اللاهوائية” هي الالتهابات الجلدية الخطيرة وقروح صديدية متكررة، مشيرا إلى أن هناك كارثة أخرى صحية قد تصيب سكان القطاع بسبب الجثث المتحللة والتكدس السكاني، وهو وجود بيئة خصبة لانتشار عدوى ميكروب الجرب سريع الانتشار، ومع نقص المياه اللازمة التي يمكن استخدامها في النظافة الشخصية فقد ينتشر المرض بصورة رهيبة بسبب التلامس.
ويقول إن هناك خطراً آخر قد يعاني منه القطاع يختص بالمستشفيات التي خرجت من الخدمة بسبب تكدس مخلفات الجرحى بها بقع الدم وبعض العظام والجلد وبعض الأنسجة وتقرحات وصديد، وصعوبة تدوير تلك المخلفات ما ينجم عنه إصابة البشر بالتهابات شديدة في أنسجة الجسم وزيادة العدوى بالالتهاب الكبدي الفيروسي “بي” و”سي”.