إذا كان هناك لاعب يمكن وصفه بأيقونة النحس في ملاعب كرة القدم، فلن يستحق هذا اللقب أكثر من الدولي الإنجليزي، هاري كين، الذي ظل سنوات يصارع بحثًا عن التتويج بالألقاب دون فائدة مع توتنهام هوتسبير.
وعندما حاول الخروج من الدار بحثًا عن الحل، اكتفى بنقل ذلك النحس لبايرن ميونخ، الذي اعتاد التتويج بالألقاب في كل موسم.
بداية القصة
التحق كين بعمر 8 أعوام بأكاديمية آرسنال، لكن سرعان ما تم تسريحه بعد موسم واحد، لكونه سمينًا وغير رياضي، وهو الأمر الذي أعرب المدرب الأسطوري للمدفعجية، آرسين فينجر، عن خيبة أمله من حدوثه في عام 2015.
وحصل كين في البداية على فرصته في أكاديمية واتفورد، قبل أن يجذب أنظار توتنهام الذي انضم إليه في بداية الأمر كمتوسط ميدان، لكنه لم يكن في بدايته يتمتع بالقوة أو السرعة، ومع ذلك أشاد كل من عمل معه برغبته المستمرة في التطور.
وبعد مشاركته في الفئات العمرية المختلفة لتوتنهام، تنقل بين العديد من الإعارات، من 2011 إلى 2014، حيث لعب في صفوف ليتون أورينت وميلوول ونورويتش سيتي وليستر سيتي.
وحظي كين بأول مشاركة في البريميرليج رفقة السبيرز، خلال أبريل/نيسان 2014، تحت قيادة المدرب تيم شيروود، لتبدأ قصته رفقة الفريق اللندني.
توهج شديد
مع تولي ماوريسيو بوكيتينو تدريب السبيرز في موسم (2014 – 2015)، حجز كين مكانًا له في التشكيل الأساسي لتوتنهام، وبدأ في كتابة فصل جديد من فصول التاريخ.
وحصد كين جائزة لاعب الشهر في البريميرليج 7 مرات، وتواجد في فريق العام بالدوري الممتاز (المختار من قبل رابطة اللاعبين المحترفين) 6 مرات، ونال أيضا جائزة أفضل لاعب شاب في البريميرليج، من قبل ذات الرابطة، في موسم (2014 – 2015).
كما توج بالحذاء الذهبي كأفضل هداف في البريميرليج 3 مرات، وحصد جائزة أفضل صانع ألعاب في البريميرليج (2020 – 2021)، وفاز أيضًا بجائزة لاعب العام في توتنهام 3 مرات.
وأصبح كين الهداف التاريخي للسبيرز برصيد 280 هدفًا، وانفرد بالرقم القياسي لأكبر عدد من الأهداف، يسجله لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال عام ميلادي واحد، برصيد 39 هدفًا في 2017.
لكنه لم ينجح رغم ذلك في التتويج بأي لقب رفقة السبيرز، وحقق أفضل مراكزه في البريميرليج (الثاني) في موسم (2016 – 2017)، بينما خسر نهائي كأس الرابطة مرتين في موسمي (2014 – 2015) و(2020 – 2021)، وانهزم أيضا في نهائي دوري أبطال أوروبا (2018 – 2019).
صبر ومغريات
عانى توتنهام من غياب الألقاب عن خزائنه لوقت طويل، حيث لم يتوج بأي لقب منذ كأس الرابطة في موسم (2007 – 2008).
وكان كين يشعر بأن المجد سيتحقق تحت قيادة ماوريسيو بوكيتينو، الذي أعاد البريق للفريق اللندني.
لكن هذه الآمال تضاءلت بعد خسارة نهائي دوري الأبطال، وبدأت إدارة السبيرز تفكر في مدربين آخرين، يملكون خبرة كبيرة في الظفر بالألقاب.
وكانت البداية بالتعاقد مع جوزيه مورينيو في عام 2019، ثم أنطونيو كونتي في عام 2021، لكن لم تنته العقدة، وهو ما جعل كين يفكر في الرحيل لإنقاذ مسيرته، قبل بداية موسم (2021 – 2022).
وحينها كان هناك اتفاق بينه وبين مالك النادي، دانييل ليفي، على الرحيل في الصيف، لكن لم يلتزم الأخير بالاتفاق، ورفض عرض مانشستر يونايتد لضم المهاجم الإنجليزي مقابل 127 مليون إسترليني.
ولم تتوقف عقدة كين على مسيرته مع توتنهام، بل امتدت للمنتخب الإنجليزي، الذي فشل برفقته في التتويج باليورو، رغم أنه خاض نهائي نسخة 2020 على ملعب ويمبلي في لندن، حيث سقط في النهائي أمام إيطاليا بركلات الترجيح، بعد التعادل (1-1) في الوقتين الأصلي والإضافي.
الرحيل
انتهت قصة كين مع توتنهام، مع اتخاذه قرار الرحيل بحثًا عن التتويج بالألقاب.
وارتبط اسمه بقوة، الصيف الماضي، بالانتقال لمانشستر يونايتد أو ريال مدريد، قبل أن ينتهي به المطاف في صفوف بايرن ميونخ، في صفقة قياسية للسبيرز، وصلت إلى 100 مليون إسترليني.
وتكررت معاناة كين مع العملاق البافاري، حيث يقدم عروضًا فردية مبهرة، في ظل تصدره قائمة هدافي البوندسليجا برصيد 31 هدفًا، لكنه بات قريبًا من الخروج بموسم صفري آخر.
فبدلًا من أن ينهي بايرن عقدة كين، نقل الدولي الإنجليزي نحسه إلى الفريق الألماني، الذي خسر السوبر المحلي أمام لايبزيج، وودع كأس ألمانيا من الدور الثاني أمام ساربروكن.
كما بات قريبًا من خسارة الدوري الألماني، في ظل ابتعاده بـ13 نقطة عن المتصدر باير ليفركوزن.
والبطولة الوحيدة التي ما زالت متاحة أمام كين، هذا الموسم، هي دوري الأبطال، حيث ينتظر مواجهة آرسنال في ربع النهائي.
ولم يخرج بايرن ميونخ بموسم صفري منذ (2011-2012)، لكنه بات قريبًا من ذلك فيما يبدو بعد وصول هاري كين!