دعا رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، الأربعاء، القيادات الوطنية إلى اجتماع “مركزي رفيع” لمراجعة التجربة السياسية في العراق وتقويمها، كذلك دعا هيئة رئاسة مجلس النواب إلى تحديد “موعد قريب” لانتخاب رئيس للبرلمان، فيما شدد على وجوب دعم زيارة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني المرتقبة إلى واشنطن.
وقال الحكيم خلال خطبة عيد الفطر: “نشكر الله تعالى على استتباب الأمن في البلاد، بفضل الجهود الحكومية والأمنية والعسكرية التي تبذل من جميع المؤسسات والقوات المسلحة الباسلة في (الدفاع والداخلية والحشد الشعبي والبيشمركة والأمن الوطني وجهاز المخابرات ومستشارية الأمن القومي) بقيادة الأخ السوداني، وعلى الجميع أن يتكاتف ويتعاون في الحفاظ على المنجز مجتمعاً وحكومةً ونخباً وقوى سياسيةً ومؤسسات وبرلمان”.
ودعا الحكيم القيادات الوطنية إلى “اجتماع مركزي رفيع يقوم على استثمار البيئة الإيجابية التي يعيشها البلد حالياً والاسـتفادة منها في مراجعة التجربة السياسية في العراق وتقويمها والخروج بنقاط جوهرية ومفصلية تعالج الأخطاء البنيوية التي تتسبب في حالات الانسداد السیاسي للبلد، ولطالما كانت حالات الانسداد السیاسي معطلة ومربكة لمسار بناء الدولة وتطويرها”.
وتابع: “إننا بحاجة إلى إصلاحات عمیقة لبُنیة النظام السیاسي في بعديه الاقتصادي والتشریعي على أن تكون ھذه الإصلاحات من رحم التجربة السیاسیة التي خاضتھا القوى السیاسیة الوطنیة في العراق، فلا نرید أن نبدأ من الصفر ونعرض البلد إلى الفراغ والإرباك السیاسي.. بل نرید إصلاحاً بنیویاً ینسجم مع طبیعة نظام الدولة الاتحادي من جھة ویكون منطلقاً من مؤسساته الدستوریة دون تسويف وتعطيل من جھة أخرى”.
وطالب الحكيم الحكومة ومجلس النواب بـ”اعتماد وثیقة وطنیة استراتیجیة تنص بوضوح على تحدید الآلیات التي تحمي المصالح العلیا للبلد وأبرزھا حاكمیة الدستور والقضاء وأن لا نتعامل مع تلك الآلیات بسياقات سیاسیةٍ ھمھا الربح والخسارة، بل يكون التعامل بعقلیة الدولة والحرص على مصالح البلد وحقوق الشعب”، مشدداً على “ضرورة أن تكون ھناك مشاركة واسعة في كتابة ھذه الوثیقة الوطنیة ضمن أسس التخصص والمنھجیة الرصینة”.
وأكد أن “الدولة لا یمكن تقویتھا من دون الاعتماد على مؤسساتھا التنفیذیة والتشریعیة بشكل متوازن ومسؤول، فھي الممثلة والمختصة بالتعامل الخارجي وعلیھا یتوقف رسم السیاسة الخارجیة للبلد، ولن یتم ذلك بمعزل عن إطار جامع يضم القوى السیاسیة الوطنیة الممثلة للشعب التي ترجمت ثقة الشعب لتلك الحكومة، فھي جزء أساسي وساند لعمل الحكومة وتوجهاتها”.
وأشار إلى “أهمية تفعيل دور مجلس النواب التشريعي والرقابي من خلال الإسراع باختيار وانتخاب رئيس جديد ينهض بأعباء إدارة المجلس ومسؤولياته وجلساته وجدول أعماله وتنظيم علاقته بالسلطات الأخرى”، متابعاً: “وهذا الأمر يستدعي من إخوتنا في المكون السني الإسراع في التفاهم داخل المكون لحسم ملف رئاسة المجلس، ونحن على ثقة بإمكانيتهم في حل هذا الموضوع بوقت قريب وبصورة عاجلة ومستعدون لتقديم أي مساعدة مطلوبة بهذا الشأن”.