يعيش أندري لونين حارس ريال مدريد، حالة من التوهج في مسيرته، بعدما كان قبل أشهر، الحارس الثالث في صفوف الميرنجي.
فبعد صدمة إصابة البلجيكي تيبو كورتوا بالرباط الصليبي، الصيف الماضي، وضع محبو الملكي أيديهم على قلوبهم، خشية انهيار الموسم، خاصة في ظل التعاقد مع “المتذبذب” كيبا أريزابالاجا على سبيل الإعارة من تشيلسي، لشغل دور الحارس الأساسي.
واكتسب الأوكراني ثقة جماهير ريال مدريد، بعد المستويات المبهرة التي قدمها، وأبرزها لعب دور البطولة في موقعة مانشستر سيتي.
يعيش الأوكراني أندري لونين، حارس مرمى ريال مدريد، حالة من التوهج، غير مسبوقة في مسيرته.
ضربة قاصمة
تعرض ريال مدريد لضربة في بداية الموسم، بإصابة تيبو كورتوا بقطع في الرباط الصليبي.
وأرعبت هذه الإصابة جماهير ريال مدريد، لا سيما وأن البلجيكي، أحد أهم عناصر الفريق خلال السنوات الأخيرة.
كورتوا الذي انضم لريال مدريد قادما من تشيلسي مقابل 35 مليون يورو في صيف 2018، لم يكن على قدر التوقعات في بدايته، وسقط في أخطاء كارثية.
لكنه نجح في قلب الأمور رأسا على عقب، ليتحول من نقطة ضعف إلى سد منيع للميرنجي.
وقاد كورتوا ريال مدريد للعديد من الألقاب، كان دوري الأبطال ال14، حيث كان أحد الأسباب الرئيسية للفوز بالبطولة، بعد الأداء الخرافي في النهائي ضد ليفربول وإيقاف محاولات المصري محمد صلاح.
وتسرب الشك لدى جماهير ريال مدريد، حول مسار الفريق خلال الموسم، بدون حارسهم الأمين.
كما أن أنشيلوتي لم يكن يثق في لونين ليكون الحارس الأول، وقرر الذهاب إلى السوق، وتم التعاقد مع الإسباني كيبا أريزابالاجا على سبيل الإعارة من صفوف تشيلسي.
وبالفعل فور التعاقد مع الحارس الإسباني، تم الدفع به أساسيا، وخاض 10 مباريات متتالية في الليجا و3 لقاءات في دوري الأبطال.
ولكن بتعرضه للإصابة قبل مواجهة سبورتنج براجا البرتغالي، ومشاركة لونين، بدأت تتغير نظرة أنشيلوتي للحارس الأوكراني.
نقطة تحول
ظل لونين محافظا على مكانه في التشكيل الأساسي، حتى عاد كيبا من الإصابة وبدأت فكرة المداورة بين الثنائي حسب وجهة النظر الفنية.
ولكن منذ مباراة ألميريا في الليجا، التي حقق ريال مدريد فيها الانتصار في الدقائق الأخيرة بنتيجة (3-2)، تغيرت الأمور تماما لصالح الحارس الأوكراني.
ومنذ تلك المباراة، انتهى الجدل تماما بين لونين وكيبا، وأصبح الأخير هو الحارس البديل.
وبعد أن كان كيبا يطمح لأن ينضم لريال مدريد بشكل نهائي في الصيف وينافس كورتوا على المركز الأساسي، أصبح خارج حسابات النادي الملكي تماما وسيعود لفريقه تشيلسي في الصيف.
استغلال مثالي
ويعيش لونين، حلما استثنائيا داخل قلعة البرنابيو، حيث منحه القدر جائزة على صبره وتهميشه.
الأوكراني القادم من بعيد، كادت أن تنتهي مغامرته سريعا مع الميرنجي، بعودة كورتوا لحراسة عرين الفريق عقب فترة التوقف الدولي الأخيرة، لولا هدية القدر.
وكان كارلو أنشيلوتي المدير الفني لريال مدريد، ينوي إعادة كورتوا خلال مواجهة أتلتيك بيلباو، لكن تجدد إصابة البلجيكي غير من خطط الإيطالي.
وواصل لونين استغلاله المثالي للفرص، بالتألق الواضح ضد مانشستر سيتي بربع نهائي دوري الأبطال بتصديه لركلتي ترجيح وتوهجه خلال 120 دقيقة في الإياب، وخلال لقاء الكلاسيكو ضد الغريم التقليدي برشلونة في الليجا.
وأثبت لونين أحقيته بحراسة عرين ريال مدريد، حتى ولو كان كورتوا جاهزا.
وهو ما ظهر واضحا خلال التعادل (2-2) ضد بايرن ميونخ، بذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، إذ جلس البلجيكي كورتوا على دكة البدلاء طوال المباراة.
وكل المؤشرات تفيد بأن أنشيلوتي قد لا يغامر ويدفع بكورتوا فيما تبقى من الموسم، وبالتحديد بدوري الأبطال، إذ يضع الميرنجي عينه على اللقب 15 في تاريخه.
وقد يحصل البلجيكي على فرصته في الليجا، التي أصبح التتويج بها مسألة وقت بالنسبة لفريق العاصمة الإسبانية.
أزمة مرتقبة
تواجه إدارة ريال مدريد أزمة كبيرة قبل نهاية الموسم الحالي، تتمثل في موقف لونين.
الحارس الأوكراني حال قاد الملكي للتتويج بالليجا ودوري الأبطال، فلن يقبل بدور البديل في الموسم المقبل، وهو ما سيهدد بالتبعية كورتوا.
ويرتبط لونين بعقد مع ريال مدريد حتى صيف 2025.
وأفادت تقارير صحفية، بأن لونين يدرس الرحيل في الصيف المقبل، أو المغادرة مجانا في صيف 2025، إذا لم يكن الحارس الأساسي للميرنجي.
وأشارت التقارير، إلى أن لونين لديه 3 عروض، من باريس سان جيرمان ومانشستر يونايتد وبايرن ميونخ.