دعا وزير التعليم العالي والبحث العلمي نعيم العبودي، اليوم الأربعاء، إلى العمل الجاد لإرساء البيئة الوطنية الداعمة للمرأة وفقاً للثوابت الإسلامية والمجتمعية، وفيما بين أن المؤسسات التعليمية زاخرة بالكفاءاتِ النسوية المتميزة التي تحتل مواقع مهمة، أشار الى أن المرأة العراقية حققت خطوات كبرى على طريق التقدم والمشاركة المجتمعية.
وقال العبودي في كلمة له خلال المؤتمر العلمي بعنوان (نحو ستراتيجية وطنية لتنمية المرأة العراقية على وفق المنهج الإسلامي والثوابت الوطنية والاجتماعية): “ضمن آفاق هذه المؤتمرات المهمة التي تعضد مكانة المرأة العراقية ومسؤولياتها، لا مناص من تكثيف الجهود الوطنية وتكاملها بهدف إرساء شواخص ستراتيجية مسؤولة عن تنمية خصوصية المرأة على وفق رؤية تخرج من حيز الشعارات الى ميدان الواقع الذي يجعل منها شريكاً أنيطت به أعظم المسؤوليات المتمثلة ببناء الأسرة وتقديم نموذج يجسد الإيثار والتضحية والتفاني والتكامل مع الرجل في خدمة المجتمع وحماية ثوابته الإسلامية والوطنية الأصيلة”.
وأضاف، أن “الدستور العراقي وفر فضاءً واعداً لتحقيق الستراتيجية الوطنية بشأن تنمية المرأة وتكاملها أسرياً ومجتمعياً بما لا يخرق مساحة الثوابت التي تلخص تاريخاً وواقعاً من العفة والكرامة والحفاظ على هوية المنهج والسلوك الذي أرساه الدين الإسلامي بوصفه معيناً تنهل منه كل السياقات التشريعية والإجرائية، الذي نتطلع إليه حاضراً ومستقبلاً”، مشدداً على أنه “لا ينبغي التعامل مع تنمية المرأة من زاوية الشعارات الاستهلاكية المجردة لأن هذه المسؤولية تقع على عاتق الجميع سواء الأسرة أم المجتمع أم المؤسسات، لأنها تمثل نصف المجتمع وهي أساس الأسرة وشريكة نوعية في بناء الوطن وتقدمه”.
وتابع “لا يمكن الحديث عن تنمية واقعية في المجتمع من دون الإسهام في تنمية المرأة وإعطائها ما يليق بها من فرص مثلى لمشاركة الرجل في جميع مفاصل الحياة على وفق المهام التي تناسب خصوصيتها وكفاءتها الإبداعية التي تسهم في رسم وتنفيذ الإنجازات التنموية الشاملة”، موضحاً أن “المرأة العراقية حققت خطوات كبرى على طريق التقدم والمشاركة المجتمعية والتنموية وتحملت الأزمات في كل الظروف وها هي اليوم تثبت حضورها في كل المجالات الاجتماعية والسياسية والعلمية والأكاديمية لتؤكد أن فاعلية المجتمع وإيجابية العمل الوظيفي لا يقتصر على التميز الأحادي لموظفي الدولة”.
وذكر أن “مؤسساتنا التعليمية والجامعية زاخرة بالكفاءاتِ النسوية المتميزة التي تحتل مواقع مهمة بدرجة رئيس جامعة ومساعد رئيس جامعة ومدير عام وعميد كلية ومعاون عميد ورئيس قسم فضلاً عن الهيئات التدريسية النسوية التي تبلغ نسبتها 41 % من إجمالي أعداد التدريسيين في الجامعات الحكومية والأهلية”، لافتاً الى “أننا جميعاً معنيون في هذه المناسبات أن نسهم بكل جد في رفع مستويات الوعي المجتمعي والتعريف بأهمية إشراك المرأة في عملية التنمية الوطنية وبيان تأثيرها في بناء المجتمع، لنصل الى قناعة راسخة تؤمن بأن مسؤوليات تنمية المرأة ليست حكراً على أحد، ولا هي مسؤوليات حكومية فقط، بل هي مسؤولية تضامنية مشتركة تقع على عاتق الجميع”.