غادر عشرات الطلاب حفل تخرجهم في جامعة فرجينيا كومنولث، وذلك احتجاجا على موقف حاكم الولاية، الذي كان أحد المتحدثين في الحفل، من المظاهرات التي شهدها الحرم الجامعي مؤخرا.
ويأتي هذا في الوقت الذي يستعد فيه مسؤولو الجامعات الأمريكية لاحتمال حدوث اضطرابات في احتفالات التخرج بسبب الاحتجاجات على الحرب في غزة، مما دفع بعضها إلى إلغاء الحفل أو إصدار إجراءات أمنية مشددة.
وأظهرت منشورات وسائل التواصل الاجتماعي، أمس السبت، طلاب جامعة فرجينيا كومنولث وهم يغادرون القاعة بملابس وقبعات التخرج، عندما بدأ حاكم الولاية الجمهوري غلين يونغكين، كلمته خطاب التخرج.
وانتقد بعض الطلاب اختيار الحاكم، كمتحدث لهذا العام، بسبب معارضته لمتطلب محو الأمية العرقية الذي تدرسه جامعة فرجينيا كومنولث، وكذلك لقوله إنه لا ينبغي السماح بإقامة المخيمات في الحرم الجامعي.
واعتقلت الشرطة 13 شخصا، بينهم ستة طلاب، في جامعة فيرجينيا كومنولث، عندما أزالت الشرطة المخيم هناك في 29 أبريل/نيسان الماضي.
واستمر خطاب الحاكم كما هو مخطط له على الرغم من المغادرة. ونشر لاحقًا رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي يهنئ فيها الخريجين ولم يعلق على الاحتجاج.
وفي حفل تخرج آخر يوم السبت، افتتحت عميدة جامعة كاليفورنيا بيركلي، كارول كرايست، الحفل بالحديث عن أسابيع المظاهرات من قبل المحتجين، وقالت، وفقا لصحيفة لوس أنجلوس تايمز: “يحزنني كيف قسم هذا الصراع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين”.
ووقفت حوالي 20 طالبا وبدأوا في التلويح باللافتات والأعلام الفلسطينية والهتاف “فلسطين حرة” أثناء خطاب آخر وانضم إليهم لاحقًا المزيد من الخريجين، وفقا لما ذكرته صحيفة “سان فرانسيسكو كرونيكل”.
وفي بيان لها، قالت جامعة كاليفورنيا بيركلي، إن الحدث استمر على الرغم من أنه “للأسف تعرض للتعطيل”، وأن المحتجين الذين غادروا الحفل فعلوا ذلك طواعية. ولم يتم اعتقال أي شخص.
وجاء الاحتجاج بعد يوم من ارتداء ثمانية طلاب قمصانا كُتب عليها “UC divest” خلال حفل تخرج كلية الحقوق، الشعار الذي يدعو الجامعة إلى سحب استثماراتها من الشركات التي يُزعم أنها متواطئة في انتهاكات حقوق الإنسان ضد الفلسطينيين.
وفي الشهر الماضي، أحصت “بي بي سي” أكثر من 130 كلية وجامعة أمريكية عرفت احتجاجات ضد الحرب الجارية في غزة.
وأدت الاحتجاجات في الحرم الجامعي إلى إلغاء بعض حفلات التخرج، بما في ذلك في جامعة كولومبيا في نيويورك، التي قالت، الأسبوع الماضي، إنها ستلغي حفل التخرج في 15 مايو وستعوضها باحتفالات أصغر للتركيز على الحفاظ على سلامة الطلاب.
واتخذت العديد من المدارس تدابير إضافية لفعاليات التخرج، مثل طلب الهوية، وتطبيق سياسات الحقائب الشفافة، وإصدار تحذيرات بأنه سيتم إخراج الأشخاص الذين يتسببون في إحداث اضطراب.
كما انسحب بعض المتحدثين في حفل التخرج، مثل الكاتب كولسون وايتهيد، الذي قال إنه لن يكون المتحدث الرئيسي في حفل جامعة “ماساتشوستس أمهيرست”، بعد أن أزالت الشرطة مخيما هناك.
وقامت بعض الجامعات، بما في ذلك جامعة بنسلفانيا ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، بإزالة المخيمات واعتقال محتجين، الجمعة، قبل حفلات التخرج.
وفي حين تجنبت بعض الجامعات إخلاء معسكرات الاحتجاج، استعانت جامعات أخرى بالشرطة للمساعدة في إزالة المتظاهرين.
وفي جامعة أريزونا، تدخلت الشرطة لإخلاء المحتجين المعتصمين، وفقا لما ذكرته الجامعة.
وذكرت جامعة ولاية أريزونا، الجمعة، أنه في وقت سابق من هذا الأسبوع، تم منح رئيس شرطة الجامعة إجازة إدارية مدفوعة الأجر لحين إجراء مراجعة لأدائه، وذلك بعدما تلقت الجامعة شكاوى عديدة بشأن طريقة تعامله مع الاحتجاجات التي شهدها الحرم الجامعي، أواخر شهر أبريل الماضي.