يترقب عشاق كرة القدم في جميع أنحاء العالم، مباراة الليلة التي تشغل بال الملايين، وتدور رحاها على ملعب ويمبلي الشهير في العاصمة البريطانية لندن، بين الميرينغي ريال مدريد صاحب الأربعة عشر لقباً، وبوروسيا دورتموند، مع جماهيره المعروفة باسم الجراد الأصفر، والتي تحلم بالنجمة الثانية لفريقها العريق.
وأنهى كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد الجدل الدائر حول حراسة مرمى فريقه بإعلانه أن البلجيكي تيبو كورتوا سيشارك أساسيا بدلا من الأوكراني أندريه لونين في نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم أمام بروسيا دورتموند اليوم السبت على ملعب ويمبلي
ويعتبر كورتوا على نطاق واسع أحد أفضل حراس المرمى في العالم، وقد شارك أساسيا في خمس مباريات منذ عودته من فترة توقف طويلة بعد تعرضه لتمزق في الرباط الصليبي الأمامي في أغسطس/ آب.
وتركت عودته المدرب الإيطالي أمام قرار صعب إذ تألق لونين خلال حملة الفوز بلقب الدوري الإسباني وكان البطل عندما تغلبوا على مانشستر سيتي بركلات الترجيح لبلوغ قبل نهائي دوري أبطال أوروبا.
وكان أنشيلوتي قد أخفى خططه خلال الأسبوعين الماضيين لكن مع غياب لونين عن الأسبوع الأخير من استعدادات ريال مدريد للنهائي وعدم تمكنه من القيام بالرحلة مع الفريق بسبب إصابته بوعكة صحية أصبح القرار أسهل.
وقال أنشيلوتي في مؤتمر صحفي في ويمبلي يوم الجمعة “أصيب لونين بنزلة برد وسيسافر من مدريد غدا. إنه بخير، لكنه سيكون على مقاعد البدلاء وسيلعب كورتوا”.
وأقر أنشيلوتي، الذي جلس إلى جانب قائده ناتشو ولاعب الوسط لوكا مودريتش، بأن فريقه يدرك أن الناس يرشحونه للفوز أمام دورتموند الذي احتل المركز الخامس بفارق كبير في الدوري الألماني هذا الموسم.
ومع ذلك قال المدرب الإيطالي إن لاعبيه يتمتعون بالخبرة الكافية حتى لا يقعوا في فخ الثقة المفرطة.
وأضاف أنشيلوتي “المباراة النهائية هي المباراة الأكثر أهمية، لكنها أيضا الأكثر خطورة. يجب أن تستمتع بالوجود هنا، وسنفعل ذلك، ولكن بعد ذلك هناك قلق من احتمال حدوث خطأ ما”.
وتابع: “تشعر أن الفوز بدوري أبطال أوروبا قريب جدا وتخشى أن يضيع منك. الشيء المهم هو أننا نعلم أنه يتعين علينا القيام بكل شيء بشكل جيد للغاية، وأن يكون لدينا القليل من الحظ وألا نستسلم أبدا”.
ومع سعي ريال لتجديد قصة حبه لكأس أوروبا والفوز باللقب 15 والسادس في آخر عشر سنوات وهو رقم قياسي قال أنشيلوتي إنه لا يحتاج إلى تحفيز فريقه.
وقبل وصوله إلى نهائي كأس أوروبا للمرة الثامنة منها مرتان كلاعب والثالثة له مدربا لريال مدريد قال أنشيلوتي إنه يحب أن يدخل في الموضوع مباشرة مع اللاعبين قبل المباراة، مضيفا: “الأولوية هي نقل أفكار واضحة للاعبين. سأكون مباشرا قدر الإمكان لأنني أشعر أن لاعبي فريقي يتفاعلون بشكل أفضل قبل المباراة. سأتحدث عن التكتيكات. العواطف تأتي لاحقا ويتعامل معها الجميع وفقا لشخصياتهم. قبل المباراة ستكون هناك مشاعر سلبية، لكن الخوف جزء مهم من القيام بالأشياء بشكل جيد، نحن بحاجة إلى معرفة ذلك”.
واختتم أنشيلوتي قائلا: “أنا واثق لأن الفريق أظهر خلال الموسم ميزتين مهمتين: الجودة الفنية والتضحية وهما من العوامل الحاسمة في المباراة النهائية. كلما كنت مباشرا أكثر كان الفريق أقل توترا. لقد أظهرنا الجودة وتغليب مصلحة الفريق. كلاهما سيكون مفتاح نتيجة اللقاء”.
من جانبه قال إيدين تيرزيتش مدرب بروسيا دورتموند إن فريقه لم يقطع كل هذا المشوار في نسخة هذا العام من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم لمجرد مشاهدة ريال مدريد يرفع اللقب 15 له في أرفع مسابقة للأندية في القارة.
وأضاف تيرزيتش، الذي سيواجه المدرب كارلو أنشيلوتي، للصحفيين قبل أن يقود جلسة تدريبية على العشب الطبيعي في شمال غرب لندن الجمعة: “لسنا هنا لمجرد خوض النهائي بل للفوز به وهذا هدفنا الواضح. نحن سعداء بوجودنا هنا ولكن علينا الفوز على ريال مدريد في ملعب ويمبلي، لنحمل الكأس بين أيدينا”.
وأنهى دورتموند الدوري الألماني هذا الموسم في المركز الخامس بفارق كبير عن المتصدر وكان عدد قليل جدا من الخبراء يرشحونه لبلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة منذ 2013 عندما استضاف ويمبلي أيضا هزيمته أمام بايرن ميونيخ.
لكن فريق المدرب تيرزيتش صعق أتليتيكو مدريد في مباراة مثيرة في دور الثمانية ثم قدم أداء تكتيكيا رائعا بفوزه على باريس سان جيرمان 1-صفر في مباراتي الدور قبل النهائي.
وأوضح تيرزيتش: “ريال مدريد المرشح الأوفر حظا لكننا لم نكن مرشحين أمام أتليتيكو أو باريس أيضا. إذا تحلينا بالشجاعة ولم نحضر إلى هنا لمجرد مشاهدة ريال مدريد يرفع كأسه المفضلة فسنحظى بفرصة”.
ويمثل ريال مدريد عقبة كبيرة أخرى أمام فريق المدرب تيرزيتش لكنه يقول إن صلابتهم الدفاعية تمنحهم فرصة الفوز باللقب للمرة الثانية في تاريخهم.
وأشار تيرزيتش الذي يتصدر فريقه إحصائيات الموسم في التدخلات وإبعاد الكرة واستعادة الكرة “نحن الفريق صاحب أكبر عدد من الشباك النظيفة في المسابقة (هذا الموسم). عليك أن تبقي المنافس بعيدا عن المرمى قدر الإمكان. لم نكن في أعلى مستوياتنا عندما استقبلنا أهدافا في سبتمبر، لكننا فريق مختلف تماما الآن وأظهرنا أننا مستعدون للمنافسة على اللقب”.