“ليست مزحة”.. روبوت ينتحر في عز شبابه على طريقة البشر

أعلنت بلدية غومي في وسط كوريا الجنوبية فتحها تحقيقاً إثر إلقاء روبوت كان يستعان به في إنجاز المهام البلدية، بنفسه من أعلى الدرج، في هذا البلد المولع بالروبوتات.

وأوضح مسؤول في الفريق البلدي أن هذا الروبوت يساعد منذ عام تقريباً سكان مدينة غومي على القيام بمهام إدارية.

وعُثر عليه الأسبوع الماضي في حال من الخمول عند أسفل الدرج.

وأضاف المسؤول أن شهود عيان رأوا الروبوت، قبل سقوطه مباشرة، «يدور حول نفسه كما لو أنّ خطباً ما قد أصابه»، مشيراً إلى أن التحقيق مستمر لتحديد ملابسات ما حصل.

وتابع «جُمعت أجزاء (من الروبوت) وستخضع للتحليل» من جانب الشركة التي صممته.

وأعرب مسؤول آخر عن أسفه قائلاً: «لقد كان رسمياً جزءاً من بلدية المدينة، وكان واحداً منا».

وكان الروبوت الذي طورته شركة «بير روبوتيكس» Bear Robotics في كاليفورنيا، يعمل من الساعة 9 صباحاً حتى 6 مساءً، وكانت لديه بطاقة خدمة عامة خاصة به.

وعلى عكس الروبوتات الأخرى المحصورة في طبقة واحدة، كان بإمكانه طلب المصعد والانتقال من طابق إلى آخر.

وتناولت الصحف المحلية هذا الموضوع، وتساءلت إحداها على الصفحة الأولى «لماذا تصرف هذا الموظف الحكومي المجتهد بهذه الطريقة؟»، أو ما إذا كان «العمل شاقاً للغاية بالنسبة للروبوت».

وتُعرف كوريا الجنوبية بولعها بالروبوتات، إذ تضم أعلى كثافة منها في العالم، مع إنسان آلي لكل عشرة موظفين، وفق الاتحاد الدولي للروبوتات.

ويقول الخبير في تكنولوجيا المعلومات أيمن عيتاني، خلال حواره مع برنامج “الصباح” على فضائية “سكاي نيوز عربية” إن الأشخاص يميلون لرؤية الأشياء من خلال تجربة التجسيد، لكل شيء وحتى الآلات تمتلك خصائص تفكير وشعور شبيهة بالبشر.

واضاف، أن الآلة تعبر مثلما يعبر البشر عن أنفسهم وأصدقائهم بأن العمل متعب ومرهق فيتصرف بنفس الطريقة التي قد يفعلها الإنسان، مبينا أن ما حدث مع الروبوت يمكن أن يحدث مع أي جهاز آخر، سواء كان جهاز حاسوب أو هاتف محمول.

وتتعطل الأجهزة أحياناً وتتوقف عن العمل قبل أن تعود للعمل مجدداً بشكل طبيعي.. في حالتنا هذه، توقفت الماكينة فجأة مثلما يحدث أحياناً مع الحاسوب والأجهزة اللوحية، بحسب الخبير الذي أوضح، أن ما حدث هو مجرد عطل تقني بسيط تعرضت له الماكينة ونظرا لتواجده بجانب الدرج سقط الجهاز وتكسر.

واشار إلى أن تلك الروبوتات التي تتميز بالقدرة على التفكير واتخاذ القرارات والتي تفوق قدراتنا البشرية، تجعلنا نشعر بنوع من الانعكاس الذاتي عند التفاعل معها حتى في الأمور اليومية عندما نتحدث مع المساعدين الرقميين مثل “أليكسا” و”سيري”، نجد أننا نعبِّر عن طلباتنا بلباقة واحترام.

وبين، أن هناك العديد من الأشخاص الذين يتحدثون عن حقوق الروبوتات هذا الأمر، عندما يتم تبنيه بصورة رسمية، ستصبح له تداعيات جدية قد يُطلب الالتزام بقوانين جديدة تُجرّم انتهاك حقوق الروبوتات.

وفي مناقشة حديثة، اقترح إيلون ماسك أنه في غضون السنوات الخمس المقبلة، ستصبح الروبوتات أكثر ذكاءً ومهارة من البشر.

ومن المتوقع أن تمتلك الروبوتات خلال 10 أو حتى 15 عامًا قدرات ذاكرة غير عادية. ومع ذلك، هذا لا يعني أنهم سيكونون بشرًا أو لديهم مشاعر مشابهة لمشاعرنا.

ويخطو البشر خطوات كبيرة نحو المستقبل الذي يتصوره قبل الواقع الحالي ويتوقع ما قد يختبره أطفالنا في غضون 10 أو 25 عامًا من الآن.

وتختلف حقوق الحيوان تماماً عن حقوق الإنسان وكذلك تختلف عن حقوق الروبوتات المستقبلية أمام البشرية مسافة طويلة قبل تحقيق تقدم ملموس في هذا المجال؛ نحن ما زلنا بعيدين جداً عليه حالياً.

مقالات ذات صلة