مَنّ له مصلحة في ضرب “مجدل الشمس ” في الجولان المحتلة اكثر من نتنياهو، فنحن نعلم ان لا مصلحة للمقاومة الاسلامية في توسعة الحرب نحو الجولان المحتلة بعد ان تحولت القضية الفلسطينية بفضل ابطال غزة الى “بيضة “القبان في تحديد مسارات الانتخابات الامريكية، واصبحت السياسة الامريكية و خاصة من يقودها الان ( الحزب الديمقراطي ) تسعى بكل السبل للاحتفاظ بكرسي البيت الابيض، وعليه فأننا نلاحظ ان امريكا تخفي رضاها عن حرب الابادة في غزة وتأييدهم الكامل لنتنياهو في هذه الحرب، يقابله مخاوفهم من خسارتهم في سباق الانتخابات نحو البيت الابيض بعد تنحي بايدن وترشيح ( كمالا هايس) التي دعت “مدعية ” لإيقاف حرب الابادة في غزة.
ومن هذا المنطلق فان القيادة السياسية في امريكيا تتجه الان خاصة قبل الانتخابات الى التهدئة وكسب ود الجالية العربي والمسلمة وكذلك الغاضبين من الشعب الامريكي من الجنسيات والجاليات الاخرى والتي ترفض حرب الابادة في غزة. وان توسعة الحرب سيجعل موقف الحزب الديمقراطي الحاكم في موقف حرج قد يؤدي الى وصول ترامب الى كرسي البيت الابيض وعليه فقد تعهد نتنياهو للأمريكان بعدم توسعة الحرب والذهاب الى التهدئة، ولأنه يخفي ما يبدي ولا عهد له فانه في ” استراتيجيته ” ماض بحربه الابادة ضد الفلسطينيين، ومن ثم توسعتها لضرب لبنان، ولإيجاد المبرر الذي يضمن له تجاوز خطوط غزة والذهاب الى الليطاني حيث جنوب لبنان فلا يجد الا ان يجد المبرر الذي يستطيع من خلاله غزو لبنان لضمان سكوت امريكا واستمرار دعمها له .
و يجب ان لا يتم تجاهل كل شاردة وواردة في خطاب نتنياهو “المخزي ” امام الكونغرس الامريكي لا لإظهار اهميته بل لكشف ما تخفيه كلماته التي تسبقها مخططاته فهو المجرم الذي احتمى بأمريكا وهو المدان من محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنائية الدولية التي اصدرت حكمها كمجرم حرب ولأننا نعلم ان الكيان الصهيوني هو صنيعة امريكا وان نتنياهو هو المندوب السامي لدى الكيان المحتل فهل من الممكن ان تمتثل امريكا لقرارات المحكمة الجنائية والتي اصدرت قرارها بإدانته واذا كانت امريكا كما تدعي حامية للقانون الدولي وهي حاكمة العالم بنظامه ذات القطب الظالم الاوحد فلما لا تطبق قانون محكمتها الجنائية وتسلمه كمجرم حرب انتهك حقوق الانسان بإبادة جماعية يندى لها الجبين
وعليه فان خطاب نتنياهو لا يشكل اي اهمية سوى انه يؤكد استمراره بإبادة الشعب الفلسطيني معتقدا انه ظهر للعالم بثوب المنتصر وان كان لا يملكه، لذلك فتراه تارة يشير بطلبه “للأدوات ” مكررا طلب تشرشل من امريكا خلال الحرب العالمية الثانية ” اعطوني الادوات وانا من انهي المهمة “، او انه يدعي ان طوفان الاقصى اكثر من الحادي عشر من نوفمبر،فكسب ود وتعاطف المتواجدين في قاعة الكونغرس وتأييدهم لخطاه ومباركة القيادة الامريكية لتلك الخطى ( ولازلنا نظن ان مرشحة الديمقراطيين تتباكى على الدم الفلسطيني وخدعتنا بقليل من الكلام ومن ناحية توجه اسلحتها نحو شعبنا في غزة بلا رحمة وبمأمن من العقاب ).
ولأنه نجح في دوره امام هؤلاء فاراد ان يختم مسرحيته بكذبة اخرى قبل ان يغادر بساعات ليستجدي دعمهم ويضمن تأييدهم، فكانت مجزرة الاطفال في ملعب “مجدل الشمس ” في الجولان هي محطته التي دفعته زوراً ليعلن من امريكا انه سيقطع زيارته ويعود، رغم ان زيارته كانت ستنهي بعد ساعات الا انه لازال يعيش في دور المبادر ويتصرف كانه…. في مشهد تمثيلي ايضا ليكون في تل ابيب لاتخاذ قرارا قد يكون هو من خطط له منذ ذهابه لواشنطن. لقد اعطي الادوات، وها هو ينفذ المهمة بل هو من يريد ان ينهيها بمجازر دموية وبقتل ابادة لا توقفه لا قانون دولي ولا منظمة انسانية فهو قد اخذ الادوات ومضى منتصرا من واشنطن بعد ان صفق له اعضاء مجلس الشيوخ واعضاء الكونغرس الامريكي اربعين مرة وهم في كل مرة يقفون تحية لكذبه… لقد كذب فكذب فصدقه القوم على كذبه.
واليوم ايضا يكذب ويكذب لكي يتخذ من “مجدل الشمس ” ذريعة لغزو لبنان، وسياتي بعدها من يأتي ولا احد يحاسبه ولا احد يقول له قف وان قالو له فلن توقفه تلك “القف ” لأنه اخذ الادوات وماض في انهاء مهمته. ولا عتب فبالأمس القريب كانت قوات الامن الفلسطينية في الضفة الغربية تحاصر المستشفى الذي نقل اليها قائد كتيبة طولكرم محمد جابر (أبو شجاع) في مخيم نور شمس في طولكرم شمال الضفة الغربية هذا الشاب الفلسطيني الذي اراد ان ينتصر لإخوانه في غزة فأصيب فنقل للمستشفى لتداهمه تلك القوات الامن الفلسطينية في الضفة لغرض اعتقاله وايداعه السجن وهو جريح وربما تسليمه للكيان المحتل لولا شجاعة ابناء الضفة لتحول بين الجموع من قوات الامن وبينه منتصرتا له.