بدأ الجيش الإسرائيلي في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، عملية عسكرية في مدينتي جنين وطولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة، هي الأوسع منذ عملية السور الواقي في عام 2002.
وقال الناطق باسم الجيش أفيخاي أدرعي في بيان مشترك مع جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، إن “قوات الأمن بدأت الآن عملية لإحباط الإرهاب في جنين وطولكرم”.
وصباح الأربعاء أغلقت القوات الإسرائيلية مداخل مدينة جنين الرئيسية، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وذكرت “وفا” أن العملية أدت حتى الآن إلى مقتل 9 فلسطينيين وإصابة آخرين في جنين وطوباس، في عمليات إطلاق نار وهجمات بمسيّرات.
وأفادت مصادر في الهلال الأحمر الفلسطيني أن المسعفين يواجهون صعوبة في الوصول إلى المصابين بسبب محاصرة القوات الإسرائيلية للمخيم، ومنعها وصول مركبات الإسعاف وعرقلة عمل طواقمها.
اشتباكات
قالت حركة الجهاد في بيان إن إسرائيل “تشن عدوانا شاملا على مدن شمال الضفة المحتلة ومخيماتها. يسعى هذا العدوان إلى نقل ثقل الصراع إلى الضفة المحتلة في محاولة من الكيان لفرض وقائع ميدانية جديدة تهدف إلى إخضاع الضفة المحتلة وضمها”.
كما أعلنت كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، أن مقاتليها “يتصدون في ميدان المعركة، بالأسلحة الرشاشة والعبوات المتفجرة، للاقتحام الصهيوني على مدينة جنين وطوباس وطولكرم”.
قالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إنها تخوض برفقة فصائل عسكرية أخرى اشتباكات عنيفة مع الجيش الإسرائيلي في طولكرم.
وفي وقت سابق، قالت “وفا” إن عددا كبيرا من الآليات العسكرية الإسرائيلية اقتحمت جنين من حاجز الجلمة العسكري، ووصلت إلى محيط مستشفى جنين الحكومي، بينما تمركزت قوة قرب مستشفى ابن سينا، وسط اندلاع مواجهات.
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن مئات الجنود الإسرائيليين يقودون العملية شمالي الضفة الغربية بغطاء جوي كامل، مشيرة إلى أن قوات من حرس الحدود و”الشاباك” تشارك في الاقتحام.
وأضافت أن “الجيش الإسرائيلي يطوق جميع المستشفيات في جنين وطولكرم”، بحجة “منع المسلحين من التوجه إليها”.
وتشهد الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، تصاعدا في العنف منذ أكثر من عام، لكن الوضع تدهور منذ اندلعت حرب غزة في أكتوبر من العام الماضي.
وقتل منذ ذلك الوقت في الضفة ما لا يقل عن 640 فلسطينيا برصاص المستوطنين والقوات الإسرائيلية، وفق تعداد لوكالة “فرانس برس” استنادا إلى بيانات رسمية فلسطينية، بينما قتل ما لا يقل عن 19 إسرائيليا من بينهم جنود في هجمات فلسطينية خلال الفترة نفسها، وفقا لأرقام إسرائيلية رسمية.