أعلنت الحكومة الصينية أنها لن ترسل الأطفال للتبني في الخارج، وبالتالي تلغي قاعدة كانت سارية منذ أكثر من 3 عقود، مترسخة في سياستها الصارمة السابقة المتمثلة في إنجاب طفل واحد فقط.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، ماو نينج، إن الحكومة الصينية “عدّلت سياستها للتبني في الخارج لتتسق مع التوجهات الدولية”.
وأضافت: “باستثناء قرابة الدم، لن ترسل الصين أطفالاً للتبني خارج البلاد. نعبر عن تقديرنا لهذه الحكومات والعائلات الأجنبية التي ترغب في تبني أطفال صينيين لنياتهم الحسنة والحب والعطف الذي تبديه”.
ومنذ العام 1992، تبنت عائلات من جميع أنحاء العالم أكثر من 160 ألف طفل صيني، حينما فتحت الصين أبوابها لأول مرة أمام التبني في الخارج.
وكانت منظمة “أطفال الصين الدولية” قالت إن نحو 82 ألفاً من هؤلاء الأطفال، وأغلبهم فتيات، جرى تبنيهم في الولايات المتحدة.
وأشارت شبكة “CNN” إلى إشعار من وزارة الخارجية الأمريكية في عام 2020 بشأن تعليق الصين عمليات التبني الدولية أثناء جائحة فيروس كورونا لضمان صحة وسلامة الأطفال.
ولم يتم إرسال أي أطفال صينيين إلى الولايات المتحدة للتبني في عام 2021 أو 2022، لكن العام الماضي، تم تبني 16 طفلاً من الصين، وفقاً لوزارة الخارجية الأمريكية.
وألغت بكين سياسة الطفل الواحد التي استمرت لمدة طويلة وكانت مثيرة للجدل، بعد إدراكها أن القيود أدت إلى شيخوخة السكان بسرعة وتقلص القوى العاملة، ما قد يضر بشكل كبير بالاستقرار الاقتصادي والاجتماعي للبلاد.
ولوقف انخفاض معدل المواليد، أعلنت الحكومة الصينية في عام 2015 أنها ستسمح للأزواج المتزوجين بإنجاب طفلين، لكن بعد ارتفاع قصير في عام 2016، استمر معدل المواليد الوطني في الانخفاض.
وفي عام 2021، تم تخفيف القيود المفروضة على المواليد، وسمحوا بثلاثة أطفال، وكثفوا الجهود لتشجيع الأسر الأكبر، بما في ذلك تعزيز إجازة الأمومة وتقديم خصومات ضريبية وامتيازات أخرى للأسر.
وفي يناير/ كانون الثاني، قال المكتب الوطني للإحصاء إن إجمالي عدد السكان في البلاد انخفض بمقدار 2.08 مليون شخص أو 0.15% إلى 1.409 مليار نسمة في عام 2023، وهذا الانخفاض، أكبر من تراجع عدد السكان البالغ 850 ألف نسمة في عام 2022، والذي كان أول انخفاض يجري تسجيله منذ عام 1961 خلال المجاعة الكبرى في عهد ماو تسي تونج.
وعلى المدى الطويل، يتوقع خبراء الأمم المتحدة أن يتقلص عدد سكان الصين بمقدار 109 ملايين نسمة بحلول عام 2050، أي أكثر من 3 أمثال الانخفاض المذكور في توقعاتهم السابقة الصادرة عام 2019.