هبطت مركبة الفضاء “ستارلاينر” التابعة لشركة “بوينج” في صحراء نيومكسيكو خلال وقت متأخر الجمعة، بدون طاقمها المكون من شخصين، في ختام مهمة اختبار طويلة محفوفة بالمشكلات الفنية، استمرت 3 أشهر.
وأظهر بث مباشر من وكالة “ناسا” عودة ستارلاينر إلى الأرض دون أي عوائق، لتنهي المرحلة النهائية الحاسمة من مهمتها.
ودخلت المركبة الغلاف الجوي للأرض حوالي الساعة 11 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (3:00 بتوقيت جرينتش السبت) بسرعات مدارية تبلغ حوالي 27400 كيلومتر في الساعة (17025 ميلاً في الساعة).
وبعد حوالي 45 دقيقة، نشرت سلسلة من المظلات لإبطاء هبوطها، ونفخت مجموعة من الوسائد الهوائية قبل لحظات من هبوطها في ميناء وايت ساندز الفضائي، وهي صحراء قاحلة في نيومكسيكو، وفق “الجارديان”.
وقال كين باورسوكس، المدير المساعد لمديرية عمليات الفضاء في مقر وكالة ناسا بواشنطن: “أنا فخور للغاية بالعمل الذي بذله فريقنا الجماعي في اختبار الطيران هذا بالكامل، ويسعدنا أن نرى عودة ستارلاينر بأمان”.
وتابع في بيان: “على الرغم من أنه كان من الضروري إعادة المركبة الفضائية غير المأهولة، فقد تعلمت وكالة ناسا وبوينج قدراً لا يصدق عن ستارلاينر في أكثر البيئات تطرفاً ممكنة. تتطلع وكالة ناسا إلى استمرار عملنا مع فريق بوينج للمضي قدماً نحو اعتماد ستارلاينر لمهام تناوب الطاقم إلى محطة الفضاء”.
وأعلنت إدارة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا)، الأسبوع الماضي، أن رائدي الفضاء سيعودان إلى الأرض في فبراير 2025 على متن مركبة بنتها شركة “سبيس إكس” المنافسة لبوينج بعد تزويدهما بالطعام والإمدادات الإضافية.
وقررت “ناسا” في النهاية أنه من المخاطرة إعادة ويليامز وويلمور على متن ستارلاينر.
وانطلقت المركبة الفضائية ستارلاينر إلى الفضاء في 5 يونيو الماضي، من محطة كيب كانافيرال الفضائية بولاية فلوريدا بعد عمليات إطلاق فاشلة في 6 مايو و1 يونيو عانت من مشكلات، وبعد تأخيرات سابقة شملت تقارير عن تسرب الهيليوم في وحدة الخدمة.
وفي محاولة الإطلاق الأولى، تم العثور على مشكلة في صمام، أو الجزء العلوي، من الصاروخ.
وفي الثانية، تعطل جهاز كمبيوتر أثناء التثبيت التلقائي بعد 3 دقائق و50 ثانية فقط من الإقلاع. وقد نُسب ذلك لاحقاً إلى عطل واحد في مصدر الطاقة الأرضي داخل أحد أجهزة الكمبيوتر للتحكم في الإطلاق.
وحتى بعد إطلاقها بنجاح، استمرت تسربات الهيليوم في إزعاج المركبة الفضائية. مع اقتراب ستارلاينر من محطة الفضاء الدولية، تم اكتشاف تسربين، لكن “ناسا” أعلنت أن المركبة الفضائية ظلت مستقرة.
وتمثل مشكلات ستارلاينر، التي تواجهها شركة الفضاء العملاقة، أحدث صراع يثير تساؤلات حول مستقبل بوينج في الفضاء وهو المجال الذي هيمنت عليه لعقود من الزمان، حتى بدأت شركة “سبيس إكس” التابعة لإيلون ماسك في تقديم عمليات إطلاق أرخص للأقمار الاصطناعية، ورواد الفضاء وإعادة تشكيل الطريقة التي تعمل بها ناسا مع الشركات الخاصة.