اوضحت دراسة أجراها باحثو جامعة كاليفورنيا بأن الرجال لديهم دورة هرمونية يومية يمكن خلالها ملاحظة حدوث انكماش في أدمغتهم من الصباح إلى الليل.
وأشارت الدراسة التي مسحت دماغ رجل يبلغ من العمر 26 عاما 40 مرة على مدار 30 يوما إلى أن أدمغة الرجال تتقلص من الصباح إلى حلول الساعة 8 مساء قبل إعادة ضبطها حتى صباح اليوم التالي.
ويقول باحثون من جامعة كاليفورنيا في “سانتا باربرا” إن هذه الدورة من النمو والانكماش تتزامن مع ارتفاع وانخفاض مستويات الهرمونات الستيرويدية: التستوستيرون والكورتيزول والإستراديول.
وقالت لورا بريتشيت، مؤلفة الدراسة المشاركة، وهي الآن باحثة ما بعد الدكتوراه في الطب النفسي في كلية بيرلمان للطب بجامعة بنسلفانيا: “يظهر الذكور هذا الانخفاض بنسبة 70% من الصباح إلى الليل في الهرمونات الستيرويدية. يمكنك التفكير في الأمر تقريبا مثل إيقاع نابض من الصباح إلى الليل”.
وقام الباحثون بمسح دماغ رجل في الصباح والمساء لمدة شهر واختبارات الدم كل 12 إلى 15 دقيقة.
وفي كل جلسة مسح، أكمل استبيانا لتقييم مستويات التوتر والنوم ومزاجه. كما خضع لاختبارات الغدد الصماء في الساعة 7 صباحا أو الساعة 8 مساء، للتحقق من مدى اختلاف مستويات بعض الهرمونات في جسمه بين الصباح والمساء.
وعندما تم جمع عينات الغدد الصماء في الصباح، كان على المشارك أن يصوم لمدة ثماني ساعات على الأقل ولم يُسمح له بتناول القهوة قبل اختبارات الصباح.
كما امتنع عن تناول أي طعام أو شراب لمدة ساعة ونصف قبل جلسات المساء. وأعطى المشارك عينة لعاب 2 مل في كل جلسة، تليها عينة دم.
ووجد الباحثون أن هرمونات الستيرويد التستوستيرون والإستراديول والكورتيزول تبلغ ذروتها في الصباح وتنخفض في المساء. وكان هذا بالتوازي مع “انخفاض كبير” في حجم المخ، حيث أن حجم دماغه الإجمالي انخفض طوال اليوم، كما حدث مع سماكة القشرة (الطبقة الخارجية للدماغ).
ووجد الباحثون أن حجم المادة الرمادية التي تلعب دورا مهما في الوظائف العقلية والذاكرة والعواطف والحركة، انخفض بمعدل نحو 0.6% كل ليلة.
وقد تقلصت منطقتان من القشرة المخية، القشرة القذالية والقشرة الجدارية، بشكل أكبر. وهما المنطقتان المسؤولتان عن المعالجة البصرية والحسية.
كما شهدت هياكل الدماغ العميقة، مثل المخيخ وجذع الدماغ وأجزاء من الحُصين، تغيرات طوال اليوم.
وتشارك هذه الأجزاء من الدماغ في تنسيق الحركة ونقل المعلومات بين الدماغ والجسم وتخزين الذكريات.
ورغم أن التغيرات في بنية الدماغ تزامنت مع المد والجزر اليومي للهرمونات الستيرويدية، إلا أن الباحثين غير متأكدين بعد مما إذا كانت الهرمونات هي التي تحرك هذه التغيرات.