لا يمكن وصف الحالة السيئة التي وصل إليها المنتخب السعودي، تحت قيادة مدربه الإيطالي روبرتو مانشيني، بعد التعادل المخيب أمام البحرين، أمس الثلاثاء، بنتيجة (0-0)، ضمن الجولة الرابعة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026.
وبهذا التعادل، تعقدت حسابات المجموعة الثالثة، حيث وصل “الأخضر السعودي” للنقطة الخامسة بالتساوي مع البحرين وأستراليا، فيما يبتعد المنتخب الياباني بالصدارة بـ10 نقاط.
ورغم أن المباراة كانت تقام على الأراضي السعودية، إلا أن رجال مانشيني فشلوا في انتزاع الـ3 نقاط، واكتفوا بتعادل مخيب لم يكن متوقعًا، لاسيما بعد الخسارة على يد اليابان في الجولة الثالثة، بهدفين دون رد.
تغييرات وأخطاء لا تُغتفر
واصل المدرب الإيطالي قراراته الغريبة مع المنتخب السعودي منذ توليه المهمة في 27 أغسطس/آب 2023، بالاعتماد على طريقة لعب ليست مناسبة لإمكانيات جو “الأخضر”.
ورغم فارق الإمكانيات الكبير الذي يصب في مصلحة المنتخب السعودي، إلا أن المدرب الإيطالي واصل الاعتماد على طريقته الدفاعية وإقحام سالم الدوسري في عمق الملعب بدلا من التواجد على الطرف.
وكانت السعودية تفتقر للحلول الهجومية، ولكن مانشيني لم يتدخل بالصورة المطلوبة لتصحيح الأوضاع، بل قرر الزج بثنائي هجومي في الشوط الثاني وهما عبدالله رديف ومحمد مران، وسحب فراس البريكان.
وتحولت طريقة “الأخضر” إلى (4-4-2) و (4-3-3) في بعض الأحيان، وهو ما تسبب في تشيت تركيز اللاعبين وتغيير مراكزهم بصورة مستمرة.
كذلك عانى المنتخب السعودي من ابتعاد واضح بين جميع الخطوط، إضافة لعدم وجود لاعب واحد يجيد الربط وإرسال الكرات للخط الأمامي، فضلا عن الهشاشة الدفاعية، حيث كان “الأخضر” معرضا لاهتزاز شباكه في أي لحظة.
كل هذه الأمور لم تكن وليدة الصدفة، بل ظهرت منذ تولي مانشيني المهمة وتستمر حتى هذه اللحظة، ما يبرهن على سوء العمل وعدم التحضير الجيد للمباريات.
قناعات غريبة
صحيح أن لكل مدرب قناعات مختلفة، ولكن مانشيني يختلف عن غيره من المدراء الفنيين، بسبب عناده الواضح واختياراته الغريبة.
ورغم ابتعاد المهاجم الشاب محمد مران عن المشاركة بصورة أساسية، إلا أن المدرب الإيطالي قرر الاعتماد عليه في الشوط الثاني ضد البحرين، مفضلا إياه على صالح الشهري الذي يقدم مستويات جيدة رفقة اتحاد جدة.
وهناك علامة استفهام أخرى، متمثلة في عدم الدفع بالجناح المهاري عبدالرحمن غريب طوال أحداث المباراة، إضافة لمشاركته في دقائق معدودة ضد اليابان، رغم الإمكانيات الرائعة التي يمتلكها.
ولم يختلف الوضع كثيرا مع مصعب الجوير الصاعد بقوة في وسط ملعب لمنتخب السعودي والذي حصل على إشادة مانشيني في أكثر من مناسبة بعد تسجيله هدفين في التصفيات، ولكنه قرر إقحامه على مقاعد البدلاء والدفع به في الشوط الثاني.
وفي ظل الأزمة الهجومية التي يعاني منها “النسور” على مستوى الأطراف، فإن مانشيني لم يستعن بناصر الدوسري في مركز الظهير الأيسر، ولكنه اعتمد على حسن كادش صاحب الأدوار الدفاعية.
والغريب في الأمر، أن مانشيني يدفع دائما ببعض الأسماء المذكورة بعد تعقد الأمور بالإضافة لتغيير طريقة اللعب، ما يصعب الموقف بشكل أكبر، بسبب قناعاته الفنية الغريبة.
السعودية نحو الهاوية
تعتبر السعودية أحد أقوى المنتخبات في القارة الآسيوية والتي تمتلك تاريخا كبيرا، بسبب طريقة اللعب الهجومية والأسماء البارزة التي ارتدت القميص “الأخضر”.
لكن الوضع اختلف كثيرا مع مانشيني، فقد أصبح المنتخب السعودي بدون أنياب وبات من السهل أن يتعثر سواء بالتعادل أو الخسارة، بسبب فقدان هويته الهجومية على مدار السنوات السابقة.
فضلا عن عدم الثبات على قوام أساسي وإبعاد بعض النجوم عن الفريق، أمثال سلمان الفرج وياسر الشهراني، وإقحام عدة أسماء بارزة على مقاعد البدلاء، بجانب الرؤية الفنية والتكتيكية الغريبة.
وأكمل مانشيني 415 يومًا على رأس القيادة الفنية للمنتخب السعودي، ولكنه لم يقدم أوراق اعتماده للشارع الرياضي، حيث ارتفعت أصوات الجماهير للمطالبة بإقالته من منصبه.
وأصبح مستقبل المدرب الإيطالي غير واضح، في ظل حالة الغضب التي تسيطر على الجماهير ووسائل الإعلام، والتي انفجرت بشدة بسبب تصرفه غير اللائق مع أنصار “الأخضر” عقب مواجهة البحرين.
وحال استمرار الوضع على ما هو عليه، فإن مانشيني سيقود السعودية نحو الهاوية، ما يضعف حظوظه في التأهل للمونديال والمنافسة على لقب كأس آسيا 2027، التي تقام على أراضي المملكة.