مر قرابة 100 يوم على صرخة داني كارفاخال داخل ملعب سانتياجو بيرنابيو، بعد تعرضه لإصابة قوية في الركبة أمام فياريال يوم 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي ستبعده عن الملاعب حتى نهاية الموسم.
تركت هذه الإصابة الريال دون أحد أهم اللاعبين المحوريين سواء في مركز الظهير الأيمن أو كقائد للفريق، ومنذ ذلك الحين لم يتعاف المرينجي من تلك الضربة.
على الجانب الآخر من الملعب، لم يجد ريال مدريد ضالته في مركز الظهير الأيسر، منذ رحيل البرازيلي مارسيلو، فالثنائي فيرلان ميندي وفران جارسيا لم يقدم المنتظر منه مع الملكي.
حل وحيد
لم يجد المدرب كارلو أنشيلوتي الكثير من الحلول لتعويض غياب كارفخال، فلجأ إلى لوكاس فاسكيز الذي كان محل تساؤلات في كل المعارك الكبرى التي خاضها الريال هذا الموسم، وكان آخرها أمام برشلونة في السوبر الذي خسره بنتيجة ثقيلة استقرت عند (5-2)، ليتم استبداله سريعًا في الشوط الثاني.
كما لجأ أنشيلوتي إلى فيدريكو فالفيردي مرتين هذا الموسم في مركز الظهير الأيمن أمام ليجانيس وليفربول؛ بسبب إصابة فاسكيز نفسه، واستدعى الشاب لورينزو أجوادو في الكأس لإراحة فاسكيز للسوبر.
وبالتالي الحل الوحيد الذي وجده أنشيلوتي لتعويض كارفخال كان فاسكيز، رغم ضعف مستوياته الدفاعية بصورة واضحة في المباريات الكبرى سواء أمام برشلونة مرتين في الدوري والسوبر، وأمام بيلباو، وميلان، وليفربول.
معاناة دفاعية
كان من المنتظر أن تؤدي إصابة كارفخال إلى نشاط من جانب ريال مدريد في سوق الانتقالات التشوية بحثًا عن بديل، والاكتفاء بالخطة البديلة الخاصة بفاسكيز في ظروف معينة ومباريات محددة، وليس للاعتماد عليه طوال الموسم.
لوكاس شارك في 18 مباراة الموسم الماضي و16 مباراة في موسم (2022- 2023)، والآن شارك في 18 مباراة، ونحن لا نزال في منتصف الموسم، وبالتالي سيخوض عددًا هائلًا من المباريات لوجوده وحيدًا.
اللافت في مباراة برشلونة الأخيرة بالسوبر أن من بين الرباعي الدفاعي الذي شارك أساسيًا في اللقاء، لعب اثنان في غير مراكزهما المعتادة، سواء فاسكيز في الجانب الأيمن أو أوريلين تشاوميني في قلب الدفاع الذي عانى كثيرًا في رقابة مهاجمي البارسا ومن سوء التمركز.
ولم يكن حال فيرلاند ميندي في الجانب الأيسر أفضل منهما، لكنه يبقى على أقل تقدير مركزه الأساسي.
وأتى ذلك بسبب معاناة ريال مدريد من الإصابات الطويلة، إذ يعاني إيدير ميليتاو من قطع في الرباط الصليبي بجانب غياب ديفيد ألابا منذ قرابة العام، وهي إصابات عانى من أمور مشابهة لها الريال الموسم الماضي، لكن لم يتعلم رئيسه فلورنتينو بيريز أي دروس منها، بعدما نجح أنشيلوتي في إخفاء عيوب الفريق والتتويج بثنائية الدوري ودوري الأبطال.
عناد بيريز
أشارت صحيفة “ذا أتلتيك” إلى طلب أنشيلوتي تدعيمات دفاعية في الصيف الماضي، لكنه لم يجد أي تحرك من الريال، فبعد الفشل في ضم ترينت ألكسندر أرنولد وليني يورو، لم يتحرك الريال نحو أي تدعيمات، رغم إدراك المسؤولين في الريال جيدًا حاجة الفريق إلى ضم ظهير أيمن وقلب دفاع بشدة.
وتم الاتفاق من جديد في اجتماع جمع أنشيلوتي والمدير العام خوسيه أنخيل سانشيز ومسؤول الكشافين يوني كالافات في ديسمبر/كانون الأول الماضي على أهمية التدعيم الدفاعي، إلا أن الإدارة لا تزال خاملة في الميركاتو الشتوي حتى الآن.
ويأتي ذلك لعدم إيمان بيريز بضم صفقات في الشتاء، إلى جانب تقديم الشاب راؤول أسينسيو مستويات طيبة جعلته يؤمن بأن الفريق يملك المواهب الكافية في أكاديميته لحل الأزمة وتخطي الموسم، في الوقت الذي يرى فيه أنشيلوتي ومساعدوه بأن اللاعبين الشباب يجب دمجهم بصورة تدريجية حتى لا يتعرضوا للحرق في وقت مبكر.
ومنذ أن كلفت صفقات مثل رينيه خيسوس ولوكا يوفيتش ريال مدريد ما يقارب من 95 مليون يورو، أصبح الريال مهووسًا بعدم الإفراط في الإنفاق على اللاعبين، ويصر بيريز على عدم الإنفاق على لاعبين لا يعتقد أنهم يستحقون كل سنت.
وبات الريال يفضل الآن الصفقات المجانية وانتظار انتهاء عقود اللاعبين كما فعل مع كيليان مبابي الصيف الماضي، وفي وضعه الحالي ينتظر انتهاء عقدي كل من ترينت ألكسندر أرنولد وألفونسو ديفيز رفقة ليفربول وبايرن ميونخ على الترتيب، لضمهما في الصيف.
لكن حتى مع تلك السياسة، لم تكن تحركات الريال في الصيف الماضي منطقية، فلا خلاف على جودة مبابي وكونه أحد أفضل المهاجمين في العالم، إلا أن حاجة الريال الأساسية كانت في تدعيم دفاعه وهو ما لم يحدث.
وكان الريال في حاجة أيضًا إلى تعويض اعتزال أحد أبرز نجوم الفريق توني كروس، الوحيد القادر على التحكم في سرعة إيقاع المباراة والربط بين خطوط الريال، ومنذ اعتزاله ولا يوجد لاعب في الفريق قادر على تغطية مهامه مرة أخرى.
ومن مخاطر سياسة بيريز أيضًا أنه يراهن على عدم تجديد الثنائي أرنولد وديفيز، فماذا لو نجح ليفربول وبايرن في إقناعهما بالتجديد خاصة أن الفريقين يمران بمشروعين مميزين حاليًا رفقة أرني سلوت وفنسنت كومباني.