إسرائيل الصهيونية أوحش من ألمانيا النازية

 للكاتب الياس عاقلة

عند دراسة تاريخ الحروب نجد أن المنتصر قد كتب هذا التاريخ ليجرم وليشيطن الفريق المهزوم مبرراً جرائم الحرب والإبادات الجماعية التي اقترفها هو . وأبرز وأوضح مثال على ذلك هو تاريخ ألمانيا النازية الحديث الذي كتبه مؤرخو إمبراطورية الإستعمار القديمة، بريطانيا ، ومؤرخو إمبراطورية الإستعمار الحديثة ، الولايات الأميركية، ومؤرخو ولاية جيش الإبادة الإستعماري ، إسرائيل الصهيونية .لكن بعد الدراسة التحليلية المنطقية ومقارنه تاريخ ألمانيا النازية المكتوب حديثاً مع الوثائق الرسمية الألمانية والحوادث التاريخية الحقيقية الموثقة كتابياً وشفهياً نكتشف أن هذا التاريخ الذي كتبه مؤرخو الإمبراطوريات الإستعمارية كاذب ومبالغ به وكثير منه مناقض للمنطق العلمي رغم أن بعضه مبني على حوادث واقعية .

والسبب في ذلك هو أن المؤرخين البريطانيين أرادوا تبرير المذابح والإبادات التي اقترفتها الإمبراطورية البريطانية عبر الزمن ضد شعوب كثيرة حيث لم تغب الشمس عن المستعمرات البريطانية .أما المؤرخين الأميركيين فقد أرادوا التغطية على السياسة الأميركية خلال الحربين العالميتين من أجل تدمير الاقتصاد العالمي – خاصة اقتصاد ألمانيا الذي كان يعد من أقوى الاقتصادات الاوروبية وقتها – ليبقى الاقتصاد الأميركي مسيطراً على العالم كما حدث خلال ما يقارب الثمانين عاماً الماضية ، وكذلك من أجل تبرير جرائم حرق المدن الألمانية بجميع سكانها بقنابل النابالم حديثة الصنع كما حدث في مدينة “درِسدِن” وغيرها .

 ولتغطية الحقيقة كان هناك 740 ألف أسيرا ألمانيا سجنوا في 700 سجن جماعي  ‏ عمل إجباري استعبادي في أميركا – وهناك أمثال معتقلات مكفيرسون وأوجلثورب ودوغلاس وغيرهم –، وسجن حوالي 2 مليون أسير ألماني في معتقلات أميركية جماعية في الهواء الطلق في ألمانيا – ماعُرف بمعتقلات أيزنهاور- حيث مات معظمهم من صقيع الثلوج ومن الجوع والمرض .أما المؤرخون اليهود الصهيونيون الإسرائيليون فإنهم أرادوا تبرير وتغطية استعمارهم لفلسطين وارتكابهم بإبادة عرب فلسطين ومحو مدنهم المستمر بدون توقف منذ عام 1947 الى وقتنا الحاضر كما يحدث في غزة الآن .

وهذه الإبادة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين حقيقة واقعة تُعرض يومياً على العالم أجمع عبر وسائل الاتصال الجماعي وهي أوحش من أكاذيب وخرافة الهولوكوست الألماني ضد يهود أوروبا التي تخالف المنطق العلمي والحقائق التاريخية . أولا الإحصائيات الألمانية أظهرت أنه لم يكن هناك ستة ملايين يهودي في ألمانيا ، وحرق هذا العدد من الناس في أفران غاز يتطلب عشرات السنين . أما في غزة فإننا نشاهد يومياً قنابل الـ 2000 باوند وقنابل النابالم تسقط على الفلسطينيين فتقتلهم وتحرقهم وحتى تتبخر أجسادهم من شدة الحرارة ، هذا هو الهولوكوست الحقيقي .

فاليهود الصهيونيون الإسرائيليون أكثر وحشية وعنصرية من النازيين الألمان . فهم يؤمنون بإله عنصري متعالٍ ، سمسار أراض ، وإبادي متعطش لدماء الأغيار، فهذا الإله يختار شعباً صغير العدد من بين الملايين من البشر الذين خلقهم – شعب الله المختار ، ويختصهم بقطعة أرض معينة – أرض الميعاد  ، ويأمرهم بذبح جميع الأغيار رجالاً ونساءً وأطفالاً وحتى حيواناتهم . وهذا أوحش من خرافة الشعب الألماني الآري النقي . ولم يكن الألمان عنصريين فقد سكن بينهم أجناس أخرى من الناس ومن ديانات مختلفة ، والدليل على ذلك وجود فرق عسكرية يهودية وأخرى عربية وثالثة إفريقية في الجيش الألماني .

فكراهية وخيانة واستغلالية اليهود للأغيار من جميع الشعوب ولدت رد فعلٍ كراهي لهذه الشعوب ضد اليهود ما سُمي خطأ وعن قصد سياسي بمعاداة السامية حيث قامت الشعوب الأوروبية بطردهم من أوروبا بينما استقبلتهم الدول العربية السامية في أحضانها . وللأسف تبنى هؤلاء اليهود شعور معاداة السامية ضد العرب حيث نسمع تصريحات يهود إسرائيل في مجالسهم السياسية وفي وسائل إعلامهم باحتقارهم للعرب – حيوانات بشرية – وبرغبتهم الصريحة بقتل كل العرب ، تصريحات لم نسمعها من الألمان النازيين الذين حاولوا عقد اتفاقات سلام مع كل من فرنسا وبريطانيا وأميركا ، ولكن الصهيونية العالمية أعاقت هذة المحاولات.

مقالات ذات صلة