حزب العمال الكوردستاني يعلن وقف إطلاق النار بعد 40 عاماً من القتال

 أعلن حزب العمال الكوردستاني، يوم السبت، وقفًا لإطلاق النار، استجابةً لدعوة زعيمه عبدالله أوجلان، وذلك بعد أكثر من 40 عاماً من القتال ضد الدولة التركية.

وقالت اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكوردستاني، في بيان، ورد إلى وكالة شفق نيوز، إنه استجابةً لنداء زعيم الحزب عبد الله أوجلان، يتم إعلان وقفٍ لإطلاق النار اعتباراً من اليوم، مؤكدةً أن “تحقيق قضايا مثل نزع السلاح ممكن فقط من خلال القيادة العملية للقائد آبو.

وجاء في بيان اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكوردستاني، المعنون “إلى شعبنا الوطني والرأي العام”، إن نداء القائد عبد الله أوجلان الصادر في 27 شباط بعنوان (نداء السلام والمجتمع الديمقراطي) يضيء الطريق أمام جميع قوى الحرية والديمقراطية، ويُعد بمثابة مانيفستو العصر. وبما أن هذا المانيفستو قد تعزز لدى شعبنا ولدى الإنسانية، فإننا نحيي القائد آبو بكل احترام.”

وأكد البيان أن هذا النداء يأتي في سياق عملية تاريخية بدأت في كوردستان والشرق الأوسط، مشيراً إلى أن هذه الخطوة سيكون لها تأثير كبير على تطور القيادة الديمقراطية والحياة الحرة على مستوى العالم.

وشدد على أن إطلاق نداء بهذا الشكل خطوة في غاية الأهمية، لكن تحقيقه بنجاح أكثر أهمية، مؤكداً أن “حزب العمال الكوردستاني يلتزم بهذا النداء بشكل مباشر، وسيتخذ خطوات وفقاً لضروراته ومتطلباته”.

وأشار البيان إلى أن هيكل القيادة والمجلس المركزي لحزب العمال الكوردستاني يشكلان القوة المنظمة للنضال، مؤكداً أن “الحزب خاض نضالاً تاريخياً كبيراً خلال القرن الماضي في كوردستان، وحقق إنجازات عظيمة من خلال التضحيات والالتزام والمقاومة”.

وأضاف: “نحن نستذكر بكل تقدير واحترام شهداء النضال من أجل الحرية، ونجدد عهدنا بمواصلة المسيرة بنفس العزيمة والإصرار”.

وأكد حزب العمال الكوردستاني أنه “يدخل مرحلة جديدة من النضال، مستفيداً من الرؤية الاستراتيجية للقائد آبو والتجربة التاريخية للحزب، من أجل تحقيق أهدافه عبر نهج سياسي ديمقراطي”.

وقف إطلاق النار وضرورة التزام الأطراف الأخرى

أوضح البيان أنه “استجابةً لنداء القائد آبو (لقب يُطلق على عبد الله أوجلان، زعيم الحزب المعتقل منذ عام 1999)، للسلام والمجتمع الديمقراطي، “نعلن وقفاً لإطلاق النار اعتباراً من اليوم”، كما أكد أن “رغم أي هجمات قد تُشن، فإن قوات الحزب لن تبادر إلى تنفيذ عمليات عسكرية.”

وأضاف، أن “تحقيق قضايا مثل نزع السلاح لا يمكن أن يتم إلا من خلال القيادة العملية للقائد آبو.”

مستقبل الحزب وموقفه من المؤتمر القادم

كما أبدى الحزب استعداده “لعقد المؤتمر وفقاً لطلب القائد آبو، ولكن تحقيق ذلك يتطلب توفير الظروف المناسبة.”

وأكد أنه “لنجاح هذا المؤتمر، ينبغي أن يكون القائد آبو هو الموجه الرئيسي له.”

وشدد البيان على أن “تحقيق نداء السلام والمجتمع الديمقراطي بشكل ناجح، وضمان التحول الديمقراطي في تركيا والشرق الأوسط عبر حل ديمقراطي للقضية الكوردية، يتطلب توفير الشروط اللازمة لضمان حرية القائد عبد الله أوجلان جسدياً وفكرياً وسياسياً.”

وأضاف: “من الضروري إزالة جميع العقبات أمام رفاق القائد آبو كي يتمكنوا من التواصل معه دون قيود.”

وأكد أن “نداء القائد آبو ليس نهاية، بل بداية جديدة”، مضيفاً: “كما ورد بوضوح في البيان، هناك العديد من الأمور التي كان ينبغي تنفيذها خلال السنوات الـ 35 الماضية، وخاصةً خلال العشرين عاماً الأخيرة، لكنها لم تُنفذ رغم المطالبات المستمرة.”

وشدد على أن “الآن بات من الضروري تنفيذها دون تأخير.”

تأكيد على دور المرأة والشباب في هذه المرحلة

ودعا البيان “النساء والشباب بشكل خاص إلى لعب دورهم في هذه المرحلة التاريخية”، مشيراً إلى أن “أهمية هذا النداء تزداد مع اقتراب يوم المرأة في 8 آذار وعيد نوروز.”

وفي الختام، وجه حزب العمال الكوردستاني تحية احترام لزعيم الحزب عبد الله أوجلان، مؤكداً التزامه “بمواصلة النضال حتى تحقيق الحرية والسلام”.

وفي 27 فبراير/ شباط 2025، وجّه عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكوردستاني المعتقل في تركيا، دعوة تاريخية من سجنه في جزيرة إمرالي، حثّ فيها حزبه على إلقاء السلاح وحلّ نفسه. 

وتُليت هذه الرسالة في إسطنبول من قبل وفد من نواب “حزب المساواة والديمقراطية للشعوب” المؤيد للكورد، الذين زاروا أوجلان في وقت سابق من اليوم نفسه. 

وأعرب أوجلان في رسالته عن تحمّله “المسؤولية التاريخية” لهذه الدعوة، مشددًا على ضرورة انتقال النضال من السلاح إلى الساحة السياسية.

ولقيت هذه الدعوة ترحيبًا دوليًا، حيث وصفها البيت الأبيض بأنها “تطور كبير” من شأنه تعزيز السلام في المنطقة المضطربة، معربًا عن أمله في أن تسهم في تهدئة حلفاء الولايات المتحدة في تركيا بشأن شركائها في مكافحة داعش بشمال شرق سوريا.

وداخليًا، أبدى حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا توقعه امتثال حزب العمال الكوردستاني لدعوة أوجلان، معتبرًا أن ذلك سيسهم في تحرير تركيا من قيودها.

وفي إقليم كوردستان العراق، رحب رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني، بدعوة أوجلان، للحزب بحل نفسه وإلقاء سلاحه، ودعا العماليين للالتزام بهذه الدعوة، وأكد أن الوقت حان لـ”نضال سلمي وديمقراطي”.

كما رحب رئيس حكومة كوردستان مسرور بارزاني بالدعوة، مؤكدًا استعداد الإقليم لدعم عملية السلام في تركيا، كما دعا رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني، بافل طالباني، جميع الأطراف إلى الالتزام بدعوة أوجلان، واصفًا إياها بأنها بداية “مرحلة مهمة” نحو السلام والتعايش الأخوي بين الكورد والترك.

تأتي هذه التطورات بعد أشهر من عرض أنقرة السلام على أوجلان، في خطوة تهدف إلى إنهاء نزاع مستمر منذ عام 1984، أودى بحياة أكثر من 40 ألف شخص.

مقالات ذات صلة