مع اقتراب الموسم من نهايته، تثار دائمًا التكهنات بشأن مستقبل اللاعبين والمدربين، ومن أبرز القصص المثارة منذ الموسم الماضي تشابي ألونسو مع باير ليفركوزن، بعد النتائج المبهرة التي قدمها، وقيادته لتتويج الفريق بلقب البوندسليجا للمرة الأولى في تاريخه إلى جانب كأس ألمانيا مع الوصول إلى نهائي الدوري الأوروبي.
ويمتد عقد ألونسو مع باير ليفركوزن حتى عام 2026، وهناك الكثير من التكهنات بشأن خلافته لكارلو أنشيلوتي في تدريب ريال مدريد، خاصة أن المدرب الإيطالي يتبقى هو الآخر في عقده عام واحد مع الفريق الملكي.
ألونسو يثير الجدل
أثار ألونسو الجدل، أمس الخميس، بتصريحاته في مؤتمر صحفي بشأن مستقبله مع باير ليفركوزن، فلم تكن الأمور واضحة كما كان الوضع عليه الموسم الماضي.
فقبل نهاية الموسم الماضي ومع النتائج التاريخية لباير ليفركوزن تحت قيادته، أعلن ألونسو عزمه البقاء مع الفريق الألماني في الموسم التالي، ولكنه اكتفى بتأكيد تركيزه فقط على الموسم الجاري رافضًا تحديد موعد نهائي لحسم قراره سواء بالاستمرار أو البقاء.
وقال ألونسو: “أركز على هذا الموسم، نحن نمر بمرحلة مهمة ولا نريد التكهن بأي شيء آخر غير كرة القدم، أركز على الموسم ولا شيء آخر، الوضع مختلف عن الموسم الماضي حيث كان هناك ما نقرره، ولكن الآن لا يوجد ذلك الأمر وبالتالي الوضع مختلف”.
نتائج الريال وليفركوزن
ربما يفضل ألونسو الانتظار هذه المرة لمتابعة نتائج ريال مدريد هذا الموسم لحسم قراره، خاصة أن كل الاحتمالات تبقى واردة بشأن تمتع الريال بموسم استثنائي أو الخروج بموسم كارثي.
ويحتل ريال مدريد المركز الثاني حاليًا في الدوري الإسباني بفارق 3 نقاط عن برشلونة، ولكن مع توهج البرسا مع هانز فليك وتفوقه بشكل كاسح في كل المواجهات المباشرة أمام الملكي هذا الموسم وبنتائج عريضة، مع تبقي مباراة أخرى بينهما في الدوري على ملعب برشلونة، يبدو أن العملاق الكتالوني لن يفرط بسهولة في لقب الدوري.
وفي دوري الأبطال وعلى الرغم من الوصول إلى ربع النهائي حيث ينتظر مواجهة آرسنال، إلا أن نتائج الريال نسخة هذا العام متذبذبة وكان قريبًا من التوديع من ثمن النهائي أمام أتلتيكو ريال مدريد لولا وقوف ركلات الترجيح إلى جواره، وفي مرحلة الدوري تكبد 3 هزائم أمام ليل وميلان وليفربول.
ومع اقترابه من الوصول لنهائي الكأس، لن يكون ذلك اللقب وحده إن توج به الريال كافيًا لإنقاذ موسمه.

ويدرك ألونسو ذلك الأمر جيدًا، ففي الموسم الماضي كان تألق ليفركوزن الشديد بالفوز بالثنائية محفزًا له لمواصلة مغامرته مع الفريق والمشاركة في دوري الأبطال هذا الموسم ومحاولة الدفاع عن تلك الألقاب.
كما أن نتائج الميرينجي كانت جيدة رفقة أنشيلوتي وكان يسير بخطى ثابتة في طريقه للفوز بثنائية الدوري ودوري الأبطال، ولكن تذبذب نتائج الريال هذا الموسم مع المدرب الإيطالي تحفز ألونسو على عدم التسرع في اتخاذ قرار بشأن مستقبله منتظرًا لإمكانية الانقضاض على مقعد أنشيلوتي في البيرنابيو.
وهناك أيضًا حالة من التراجع في نتائج ليفركوزن، الذي يبتعد عن المتصدر بايرن ميونخ بفارق 6 نقاط، وودع دوري الأبطال أمام البافاري بالذات في ثمن النهائي، ولم يعد أمام الفريق سوى كأس ألمانيا الذي وصل فيه إلى نصف النهائي.
ومع احتمالية رحيل العديد من نجوم الفريق من جوناثان تاه وفلوريان فيرتز وأليكس جريمالدو الراغب في اللعب بالليجا، قد يرى ألونسو أن هذا الصيف هو أفضل موعد للرحيل لعدم قدرته على تقديم المزيد مع الفريق، ولكن نتائج الريال مع أنشيلوتي هي من ستحدد قراره النهائي.
رحيل أنشيلوتي
سبق وأن صرح أنشيلوتي برغبته في الاستمرار رفقة ريال مدريد لما بعد الموسم الجاري، خاصة أنه بات المدرب الأنجح في تاريخ النادي بتتويج بلقبه الـ15 مع الفريق بفوز كأس الانتركونتينينتال في قطر.
وقال أنشيلوتي في تصريحات في يناير/كانون الثاني الماضي: “أريد أن أكون واضحًا بشدة، لن أقرر أبدًا موعد رحيلي عن هذا النادي طوال حياتي، أعرف بالطبع أن ذلك اليوم سيأتي، ولكن لن أقرره أنا، ربما يكون غدًا أو بعد 5 سنوات، ولدي أفضلية تواجد فلورنتينو بيريز هنا لمدة 4 سنوات ولدي هدف البقاء والرحيل معًا”.
ولكن يدرك أنشيلوتي كثيرًا أن تاريخه مع الملكي لن يقف إلى جواره في حال الخرج بموسم باهت، ففي ولايته الأولى (2013-2014) قاد الريال للتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة العاشرة وبعد غياب 12 عامًا.
وفي الموسم التالي، مع خسارته لقب الليجا ودوري الأبطال وكأس الملك لصالح برشلونة، غادر الفريق ولم يكن تتويجه بلقب كأس العالم للأندية والسوبر الأوروبي شفيعًا له للاستمرار.
وبالتالي في حال لم يتوج الريال بأي من لقبي الدوري الإسباني أو دوري الأبطال، فقد يكون مصير أنشيلوتي الرحيل وتوجه الريال مباشرة لألونسو.
ضغط البرازيل
ارتبط اسم أنشليوتي كثيرًا بتدريب المنتخب البرازيلي عقب خروج الفريق من ربع نهائي مونديال قطر 2022.
ومنذ ذلك الحين تعاني البرازيل من ضعف النتائج، وكان آخرها خسارتها الكبيرة أمام الغريم التاريخي الأرجنتين بنتيجة (4-1) في التصفيات المؤهلة لمونديال 2026.
وتعاني البرازيل كثيرًا من تذبذب النتائح مع المدرب دوريفال، ولا تزال البرازيل ترغب بشدة في تولي أنشيلوتي المهمة الفنية للفريق، كما يشير المقربون من المدرب الإيطالي إلى تفتحه لذلك الخيار منذ تواصل البرازيل معه للمرة الأولى.

وقد يجد أنشيلوتي أن الفرصة قد حانت لتولي تدريب أحد عمالقة العالم مثل البرازيل عقب مشاركته مع الريال في مونديال الأندية هذا الصيف، ليفسح المجال أمام ألونسو للوصول إلى قلعة البيرنابيو.
تجديد الأمجاد
منذ تولي ألونسو تدريب ليفركوزن في عام 2022، واكتسب الإسباني شهر كبيرة كونه واحد من ألمع المدربين الشباب في أوروبا، كما جذب الأنظار إليه بفضل مرونته التكتيكية وكرة القدم الهجومية التي يقدمها، وحرصه على فرض الاستحواذ على الكرة وقدرته على تطوير مستوى اللاعبين الشباب.
كل تلك الأمور يبحث عنها ريال مدريد لصنع هوية للفريق تنافس الكرة الهجومية البارزة التي يقدمها برشلونة مع فليك، خاصة أن الريال يملك من الأسلحة الهجومية ما تمكن ألونسو من تطبيق أفكاره بشكل أفضل مما هو الوضع عليه مع ليفركوزن.
كما أن ألونسو يملك الحمض النووي لريال مدريد، حيث سبق وأن لعب في صفوف الفريق بين عامي 2009 و2014، ونجح في تلك الفترة في التتويج بلقب الدوري الإسباني ودوري الأبطال والسوبر الإسباني وكأس ملك إسبانيا.
ويأمل أن يكرر تجربة زين الدين زيدان الذي توج بدوري الأبطال والليجا كلاعب أيضًا رفقة ريال مدريد، قبل أن يشكل حقبة ذهبية كمدرب توج خلالها بثلاثة ألقاب متتالية في دوري الأبطال ولقبين في الدوري الإسباني بين العديد من الألقاب الأخرى.