كشف معهد الآثار بجامعة فروتسواف البولندية عن نتائج مفاجئة لموسم جديد من الحفريات الأثرية في جنوب بيرو، ألقت الضوء على جوانب غير معروفة لثقافات ما قبل الإنكا، ففي موقع إل كوراكا، اكتشف الفريق مقبرة لثقافة تشوكيبامبا (أروني) (حوالي 1000-1450 م) تتكون من مقابر جماعية مرتبة في حفر دائرية ذات جدران مبطنة بالحجارة، وفقا لما نشره موقع archaeology.
احتوى أحد القبور على رفات 24 رجلاً وامرأة وطفلاً دُفنوا مع مجموعة متقنة من القرابين الجنائزية، وتشمل القطع التى عُثر عليها قطعًا خزفية وعظامًا وأحجارًا منحوتة، بالإضافة إلى منسوجات دقيقة تطلبت أعمال ترميم مكثفة.
وكشف تحليل الهياكل العظمية أن جميع الأفراد عانوا من إصابات رضحية تسببت فى وفاتهم، ويشتبه الباحثون فى أن المجموعة بأكملها لقوا حتفهم خلال نزاع مسلح، نظراً للعناية الفائقة التى بُذلت فى دفنهم وجودة المقابر المميزة، يُعتقد أن المتوفين كُرِّموا كأبطال من قِبل المجتمع الناجي، ربما بعد خروجهم من المواجهة منتصرين.
وتُظهر العناصر الخزفية المُستخرَجة من هذه المقابر سماتٍ نموذجية لثقافة تشوكيبامبا (أروني)، التي يقع مركزها الرئيسي في حوض نهر ماجيس، جنوب أتيكو، ويُعزِّز هذا الرابط الجغرافي والثقافي نظريةَ انتماء الأفراد المدفونين إلى مجتمعٍ مُنظَّمٍ جيدًا، ذي طقوس جنائزية مُحدَّدة وتقاليد مادية غنية، ويُؤكِّد علماء الآثار أن القرابين الجنائزية لم تكن ذات قيمة احتفالية فحسب، بل تُظهر أيضًا درجةً عاليةً من التخصص الحرفي.
شملت أعمال التنقيب في وادي أتيكو أيضًا دراساتٍ مختبريةً وأعمالَ ترميمٍ لمختلف القطع التي عُثر عليها، وكان العمل على المنسوجات القديمة شاقًا للغاية نظرًا لهشاشة المواد وضرورة توثيق كل تفصيلٍ قبل أي تدخلٍ مادي.
بالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد للجماجم التي تم العثور عليها، وهي تقنية تسمح بدراسة أكثر دقة للخصائص المورفولوجية والإصابات الموجودة في البقايا البشرية.