العثور على جزء من فك إنسان “دينيسوف” القديم قبالة سواحل تايوان

عثر صيادون على جزء من فك إنسان “دينيسوف” في المياه البحرية قبالة سواحل تايوان، في اكتشاف يُظهر قدرة هذا النوع البشري القديم على التكيف مع المناخ الاستوائي الرطب.

كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة “ساينس” عن اكتشاف بالغ الأهمية، حيث تم التعرف على جزء فكّ يعود لإنسان “دينيسوف” عُثر عليه في مضيق بنغهو قبالة تايوان، وهو أول دليل مادي مباشر على وجود هذه السلالة البشرية في جنوب شرق آسيا.

يذكر أن “دينيسوف” هي مجموعة غامضة من البشر القدامى الذين عاشوا بين 370000 و30000 سنة مضت، وكانوا على الأرجح أقرب إلى إنسان “نياندرتال”. وحتى الآن، لم تُعثر على بقاياهم إلا في سيبيريا وهضبة التبت. لكن الدراسة الجديدة أظهرت أن الدينيسوف عاشوا أيضا في منطقة تايوان الحالية.


وقام فريق علمي دولي ضم باحثين من اليابان وتايوان والدنمارك بتحليل عظمة الفك “بنغهو 1” التي تم اكتشافها في قاع مضيق تايوان، حيث عُثر على العينة مع بقايا حيوانات منقرضة

واستخدم الباحثون تحليل البروتينات القديمة (Palaeoproteomics) وتم تحديد نوعين مميزين من البروتينات خاصين بإنسان دينيسوف، ويُعتبر هذا أول تأكيد جزيئي مباشر على وجودهم في المنطقة

وبسبب سوء حفظ العظمة لم يتمكن العلماء من استخدام طرق التأريخ المباشرة (مثل الكربون المشع)، لذا قاموا بتقييم العمر بناء على أدلة غير مباشرة مثل تركيب العظمة والحيوانات الأحفورية المجاورة والتغيرات التاريخية في مستوى سطح البحر. ونتيجة لذلك تم الحصول على نطاقيْن عمريين محتملين: إما 10000–7000 سنة أو 130000–19000 سنة.

كما أظهر التحليل الشكلي للفك أن الإنسان القديم كان لديه أضراس كبيرة وفك قوي ومتين، وهي سمات تتطابق مع بقايا دينيسوف التي عُثر عليها في التبت، مما يعزز الارتباط بين الاكتشافات.

وعلاوة على ذلك أظهرت الدراسة أن إنسان دينيسوف كان قادرا على التكيف مع ظروف متنوعة، من المناطق الباردة في سيبيريا إلى المناطق الاستوائية الرطبة، مما يشير إلى أنه كان أكثر تحملا وتنوعا مما كان يُعتقد سابقا.

مقالات ذات صلة