صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ، إسماعيل بقائي، بشأن المفاوضات مع اميركا، قائلًا: “إن الرأي العام غاضب حاليًا لدرجة أن أحدًا لا يجرؤ حتى على الحديث عن المفاوضات والدبلوماسية”.
وقال بقائي في تصريح صحفي : “أعتقد أنه يجب علينا أولًا فهم ما حدث. ما حدث كان عملاً عدوانيًا شنيعًا من قبل الكيان الإسرائيلي، ثم اميركا، ضد سلامة أراضينا وسيادتنا الوطنية”.
وتابع بقائي: “ما حدث خلال الأيام الاثني عشر الماضية (العدوان الصهيوني الاميركي) كان عدوانًا مفاجئًا وغير مبرر على الإيرانيين. لقد استشهد نحو الف من مواطنينا في هذه الحرب العدوانية المفروضة على شعبنا. وتضررت منشآتنا النووية بشدة.
وأضاف: “أن منشآتنا النووية كانت خاضعة لأشد عمليات التفتيش صرامة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لذا لم يكن هناك مبرر للولايات المتحدة أو “إسرائيل” لمهاجمة منشآتنا النووية السلمية. لقد كان هذا عملاً متهوراً وغير قانوني وإجرامياً للغاية. ما فعلوه كان ضربةً قاصمة للقانون الدولي، وسيادة القانون، ونظام معاهدة حظر الانتشار النووي، وكذلك لقرار مجلس الأمن رقم 2231، الذي صاغته وقدمته الولايات المتحدة نفسها عام 2015. وهو قرارٌ توافقيٌّ أيّد البرنامج النووي السلمي الإيراني، بما في ذلك التخصيب.
وقال الدبلوماسي الإيراني: “ما حدث كان ضربةً مُستنكرةً للغاية لسيادة القانون. كما كان خيانةً للدبلوماسية. لماذا أقول هذا؟ لأننا كنا في خضم عملية دبلوماسية. كان من المفترض أن نلتقي بالأمريكيين في مسقط يوم الأحد (15 حزيران/يونيو)، ولكن فجأةً يوم الجمعة (13 حزيران/يونيو) تعرّض بلدنا لهذا العدوان”.
واضاف: تتذكرون في الأيام الأولى أن الأمريكيين وغيرهم انفصلوا عن الإسرائيليين. حتى أن بعضهم ادعى أنه لم يكن على علمٍ بهذا. لكن الآن يدرك الجميع أن هذا كان نوعًا من تقسيم العمل بين الإسرائيليين والأمريكيين، ثم انضمت اميركا إلى هذا العدوان بمهاجمة منشآتنا النووية السلمية.
وقال: الدبلوماسية لا تنتهي، حتى في ذروة الحرب. سافر وزير الخارجية عراقجي إلى جنيف؛ وتحدث مع ثلاثة مسؤولين أوروبيين ومسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي. لذلك، كنا دائمًا على تواصل مع شركائنا الأوروبيين. لكن المهم هو أن نتعلم من هذه التجربة.
*لا أحد يجرؤ حتى على الحديث عن المفاوضات والدبلوماسية
وأضاف: “تفاوضنا مع الأمريكيين خمس جولات. قدموا عرضهم، وكان علينا تقديم عرضنا – وهذا ما كان من المفترض أن نفعله يوم الأحد، وكان هذا اجتماعًا مُخططًا له مسبقًا. لذا، ما حدث – لا أجد كلمة أفضل من وصفه بـ”الخيانة” – كان خيانة للدبلوماسية والعملية الدبلوماسية”.
واكد المتحدث باسم وزارة الخارجية: “نحن الآن مُركزون على ما حدث. شعبنا مصدوم وغاضب مما حدث. ما زلنا نُشيّع أحباءنا الذين فقدناهم خلال هذه الأيام الاثني عشر من العدوان، لذلك، كل شيء قيد المراجعة، لكنني أعتقد أن الرأي العام غاضب للغاية الآن لدرجة أن أحدًا لا يجرؤ حتى على الحديث عن المفاوضات والدبلوماسية”.
وردًا على سؤال حول إمكانية العودة إلى المفاوضات مع الأمريكيين عندما يحين الوقت المناسب، رغم ما فعلوه، قال: “كما قلت، الدبلوماسية لا تنتهي أبدً”. لذا علينا أن ننتظر ونرى، لأننا لا نريد أن نرى تكرارًا لما أسميناه خيانة الدبلوماسية.
علينا التأكد من عدم تكرار ما حدث في 13 يونيو
ولفت: كما ترون، لقد سمعنا مثل هذه التصريحات والمقترحات وطلبات التفاوض مرات عديدة. أذكركم مجددًا أن الأمريكيين قالوا “سنتفاوض مع الإيرانيين” وفي 13 يونيو، هاجم الإسرائيليون منشآتنا النووية ومناطقنا السكنية. كما تعلمون، استخدموا مزيجًا من الهجمات الإجرامية المختلفة – اغتيال ابناء شعبنا وأساتذة جامعاتنا وشخصياتنا العسكرية.
وتابع: “استشهد الكثير من المواطنين العاديين. إذن كانوا يتحدثون عن الدبلوماسية، وفي الوقت نفسه كانوا يخططون للحرب”.وحول إمكانية إعادة التفاوض مع ستيف ويتكوف، كبير المفاوضين، خلال الأسابيع القليلة المقبلة؟ قال: “أعلم أنهم على اتصال غير مباشر. وزير الخارجية الإيراني يتحدث مع نظرائه من عُمان وقطر ودول أخرى. كما قلت، الدبلوماسية لا تنتهي. علينا أن ننتظر ما سيحدث. علينا التأكد من أننا لن نرى تكرارًا لما حدث في 13 يونيو/حزيران، عندما كنا نستعد لجولة أخرى من المفاوضات، ثم وقعت الانفجارات فجأة.
وعن الالتزامات المحددة التي تريدها ايران من اميركا للعودة إلى المفاوضات، قال بقائي: لكي نكون واضحين، يجب عليهم أن يُظهروا التزامهم الصادق بالدبلوماسية. لا ينبغي إساءة استخدام الدبلوماسية أو استخدامها كأداة للخداع أو نوع من الحرب النفسية.وحول تهديدات مسؤولي الكيان الصهيوني بالعدوان مجددا على ايران قال بقائي: أؤكد لكم أن قواتنا العسكرية القوية مستعدة لمواجهة أي مغامرة من هذا القبيل.وفيما لو شن الكيان الصهيوني عدوانا جديدا على ايران، قال بقائي: سنرد بالتأكيد كما أظهرنا خلال الأسبوعين الماضيين. لقد أظهرنا عزمنا على الدفاع عن وطننا وكرامتنا بكل ما أوتينا من قوة. هذا ما تفعله أي دولة ضد أي هجوم غاشم.
ولفت بقائي: لم يكن ردنا انتقاميًا؛ بل يندرج ضمن الحق الطبيعي للدفاع عن النفس بموجب المادة 51. لذا، ما فعلوه كان انتهاكاً واضحاً للمادة 2، الفقرة 4 من ميثاق الأمم المتحدة، وما فعلناه كان عملاً من أعمال الدفاع عن النفس، ويغضبني حقاً عندما أرى رد فعل بعض الدول الأوروبية، بما في ذلك بريطانيا، التي تحاول بطريقة ما تبرير جريمة “إسرائيل” وإضفاء الشرعية عليها من خلال الادعاء بأنها كانت عملاً دفاعياً عسكرياً استباقياً أو أن لدى “إسرائيل” مخاوف بشأن مستقبل البرنامج النووي الإيراني.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية: أرني قاعدة من قواعد القانون الدولي أو مبدأ أخلاقي يسمح لأي جهة بمهاجمة دولة أخرى لمجرد اعتقادها أن شيئاً ما قد يحدث في المستقبل. لذا كان هذا الامر غير قانوني. والسبب الذي يجعلني أؤكد على هذا هو أنني أريدكم – في أوروبا وبريطانيا – أن تفهموا أن هذه كانت حرباً وعدواناً ظالمين فُرضا على الإيرانيين.