( البالونة الأكبر)

من عاشوا في فترة التسعينات الحصارية من القرن المندثر يتذكرون غالبيتهم سحبة البالونات المتوفرة في اغلب محلات الاسواق .

وكانت البالونة رقم (ستة وثلاثون ) الاكبر حجما من بين الاخريات،فقد كانت  اكبر طموح في طفولتي ولطالما انفقت نقود لصاحب الدكان حتى احصل على البالونة الكبيرة. كبرت انا وكبرت البالونة ايضاً، وتلاشى طموحي بالحصول عليها خصوصاً عندما علمت انها كبيرة بالمظهر فقط  داخلها مجرد هواء غير نافع للاستنشاق حتى .

لكن البالونة دخلت مضمار السياسة واخذت حجم اكبر مما سبق. ( فالبالونة الاكبر)  طموح لكن ليس للاطفال بل هو ذلك الحلم الذي يتنافس عليه وبشدة كبار الساسة اصحاب الشهادات العليا! . هم يرون البالونة تستحق الصراع والجري خلفها متيقنين داخل جوفها اموال وامتيازات وحياة وردية، غير مبالين عن الزكاة الواجب دفعها مقابل جلوسهم داخل قبة البالونة .فقد راحت ضحية هذه الجلدة الممتلئة بأموال الشعب وحقوقهم الاف الضحايا من الابرياء . فمن اجل الحصول على مقعد داخل القبة على السياسي المتشظي من حزبه ان يعمل بشتى الطرق من اجل تحقيق المنفعة الشخصية على حساب غيره . فالنسيان نعمة عظيمة ونقمة لمن لا يحسن استخدامه .

اتكلم عن سوء استخدام النسيان لدى السياسين واصحاب الشأن في الحكومة العراقية حسب ادعائهم بعراقيتها !!؟. اذكركم ما أنساكم اياه الدهر لا المال باقي بعد رحيلكم عن الدنيا الفانية  ولا منصبكم  ولا امتيازاتكم،فمن يخلد الانسان عمله الصالح  واداء واجباته الموكلة اليه كل حسب منصبه . وكما ان عدالة الرب سوف تنفذ عاجلاً ام آجلا هذا هو المنطق وهذه هي الحقيقة التي تناسيتموها من اجل المال والبقاء .

خطاباً شعبياً للحالمين ببالونة العصر خافوا على اقدامكم من وعورة الطريق الذي تسلكونه . لا يغرنكم مصطلح الاكبر فبدسة مخيط من المتحكمين بكم تنفجر بالونتكم ويوم اذاً لا ينفعكم تحالف ولا انتم راجعون.

مصطفى زكي

Facebook Comments

Comments are closed.