حرب الإبادة على غزة وذرائع أمريكا الساقطة في التدخل القذر

للكاتب حسناء نصر الحسين

عندما تريد أمريكا شن أي حرب تبحث بالدرجة الأولى عن الذريعة التي تشرعن من خلالها هذه الحرب ، لتشكل هذه الذريعة  الرافعة الرئيسية لتغطية السلوك الامريكي ، عن طريق مكناته الاعلامية لتهيئة الرأي العام الدولي من خلال صناعة السيناريوهات التي تغطي مشاريعهم الخبيثة ، ولابد ان نتذكر في هذا المقام كيف شرعنت امريكا احتلالها لأفغانستان تحت ذريعة الحرب على الإرهاب وكيف احتلت العراق تحت مسمى امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل ، وكيف دخلت واحتلت مناطق في سورية تحت مسمى محاربة  داعش والنصرة والآن تحت ذريعة تحرير “الرهائن ” .

فستدخل أميركا الحرب لجانب الكيان الاسرائيلي مستخدمة هذه ذريعة تحرير الرهائن وسيلة للتغطية على شراكتها الاجرامية من ناحية الدخول المباشر لمنع انهيار اداتها في الشرق الأوسط من الانهيار، ولأن واشنطن لديها تاريخ طويل في الغزو والاحتلال وتزييف الحقائق بنت روايتها الترويجية على قضية الرهائن الصهاينة دون أن تذكر الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال لتحول هذه القضية الندية التي تهدف لإجبار الاحتلال الاسرائيلي على مبادلة تحقق لمئات وقد يكون لآلاف  الأسرى الحرية بالخروج من سجون الاحتلال .

وما تحول رئيس البيت الأبيض لمنصة لتزييف الحقائق واخلاق الذرائع الا مرحلة أولى ينطلق من خلالها للدخول المباشر في مشروعهم القديم الذي اقره قادة الكيان والذي مفاده عدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني بقيام دولتهم على حدود عام ١٩٦٧ الذي اقرته العديد من القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ، ليطلق الرئيس بايدن ومعه أذياله العودة للعمل بهذا المشروع مستخدمين ذريعة تحرير الرهائن . فكان الضوء الاخضر الأمريكي لنتنياهو وجيشه بشن عملية إبادة جماعية وجرائم ضد الانسانية لأهل غزة وفي هذه العملية يكمن الهدف الرئيسي المتمثل بقتل النساء والأطفال والشيوخ وتدمير الأبنية فوق رؤوس ساكنيها واحداث حالة الصدمة بالرعب لمن تبقى لدفعهم للنزوح لإفراغها من أهلها .

 وهنا يكمن المشروع الاسرائيلي الترانسفير الذي مارسه الاحتلال منذ نعومة أظافره بحق الشعب الفلسطيني ليحل محل أصحاب الأرض من جاءوا من شتات الأرض من المستوطنين .فقد بدأت أمريكا بتنفيذ الحلم الصهيوني مستخدمة آلة البطش والحصار والتجويع ، تاركة خلفها حقائق لم يستطع التاريخ إغفالها وهي ان الشعب الفلسطيني شعب حي مقاوم وهذا ما أثبتته العقود السبع الماضية ويقود حربه التحررية ضد الاستعمار بكل اوجهه القبيحة ونحن في القرن الحادي والعشرين .ولم تخفي امريكا دعمها للإجرام الاسرائيلي الا أنها قلقة من ان تظهر كشريك أساسي في الحرب ضد الشعب الفلسطيني لأنها قلقة من ردات فعل الشعوب المقاومة التي أعلن قادتها بالدخول في هذه الحرب فور دخول امريكا لمساندة الكيان.

وتريد واشنطن ان تعيد للكيان المهزوم جزءا من ماء وجهه المفقود لذلك تقدم له الدعم اللامحدود وفي سبيل تحقيق هذا الهدف بدأ وزير خارجيتها جولة بدأت بزيارته لتضميد جراح نتنياهو وحكومته وارسال رسالة مسبقة لحلفائه من القادة العرب مفادها لن نترك اسرائيل مهزومة ليبدأ جولته  واجتماعاته في الغرف السوداء والغاية منها  توزيع أهلنا في غزة على عدة عواصم منها مصر والسعودية وقطر والامارات وبذا يكون حسب اعتقاده تخلص من ٢ مليون فلسطيني دفعة واحدة واسدل الستار على أحد أهم أعمدة المقاومة وبالتالي اصبح موضوع تصفية القضية الفلسطينية قاب قوسين او أدنى .

فاصل

وما الدعوات للتهدئة التي لا تحفظ للمقاومة انتصاراتها الا مؤامرة للنيل  من منجزاتها الكبيرة والكثيرة وتضحياتها والرمي بها في  مهب الريح وكل مساومة بين الاسرى والمعابر الانسانية ماهي الا للوي ذراع المقاومة والشعب الفلسطيني الذي دفع الأثمان الجسام . فهناك عجز اسرائيلي كبير وتشتت وتشرذم في الجبهة الداخلية وهذا ما دفع بأمريكا والغرب للدخول في هذه الحرب بكل قوتهم العسكرية والامنية والاستخباراتية والاعلامية ، لذا نقول بأن نتنياهو لن يستطيع تنفيذ تهديده بالاجتياح البري لغزة وانا أجزم لو حاول جيش الكيان القيام بهذه الخطوة الغبية ستتحول غزة الى مقبرة للجنود الصهاينة وسيدفن فيها المشروع الامريكي الصهيوني وبهذا ستتحقق رؤية رئيس الاستخبارات البريطانية أليكس يونغر الذي قال (  حماس تنصب فخا لاسرائيل ) من اجل دفعها لدخول غزة .

مقالات ذات صلة