وهم خروج بعض الانظمة العربية عن عصا الطاعة الامريكية

للكاتب اوس نزار درويش

هناك مقولة بدات تتردد في الفترة الاخيرة في بعض الاوساط السياسية العربية وهي بان بعض الانظمة العربية التابعة سياسيا ووظيفيا للولايات المتحدة الامريكية قد بدات في الخروج من الحضن الامريكي والتمرد على الولايات المتحدة الامريكية ويستدل من يروج لهذه المقولة برفض السعودية مؤخرا زيادة انتاج اسعار النفط وايضا رفض بعض الانظمة العربية التابعة لامريكا اقامة الناتو العربي الاسرائيلي والذي كان يريده جو بايدن في زيارته الاخيرة الى المنطقة. ولكن هذا الكلام الذي يروجه هؤلاء عار عن الصحة تماما ووهم زائف.

فمن يقول بان السعودية قد تمردت على الولايات المتحدة برفضها زيادة انتاج النفط واغراق السوق العالمية بالنفط ولو فرضنا بان السعودية قامت بزيادة انتاج النفط فهل سيبقى المحور الاخر المناوئ للولايات المتحدة بقيادة روسيا ساكتا ومتفرجا فلو فعلت السعودية هذا فبكل بساطة روسيا تستطيع تدمير الاقتصاد السعودي بطريقة سهلة جدا وذلك بان تضع يدها بيد انصار الله الحوثيين وتزودهم باسلحة فتاكة وصواريخ دقيقة وتنسق معهم لضرب ارامكو وتدميرها تدميرا تاما مما يشل الاقتصاد السعودي بالاضافة لايعازها لليمنيين لضرب ابو ظبي ودبي وهذا ماسيضرب الانظمة الخليجية ضربة موجعة جدا بالاضافة بان روسيا قادرة على ضرب صادرات الغاز المسروق من الاراضي الفلسطينية المحتلة والذي يقوم الكيان الصهيوني ببيعه.

فروسيا تستطيع ايضا دعم حزب الله دعما كبيرا سياسيا وعسكريا لضرب الكيان الصهيوني الذي يقوم بالتنقيب عن النفط في حقل كاريش.ولذلك قرار عدم زيادة انتاج النفط اتخذ بالتنسيق مع الامريكي وبموافقة الامريكي خوفا منه من انقلاب السحر على الساحر واشتعال المنطقة ومنطقة الخليج العربي اذا اشتعلت الحروب فيها فسيشكل كارثة على الاقتصاد الامريكي والاوروبي وخصوصا في هذه الفترة.اما الامر الاخر والذي يروج مؤخرا بان الانظمة العربية الموالية للولايات المتحدة الامريكية قد رفضت الناتو العربي الاسرائيلي الذي كان يريده جو بايدن في زيارته الاخيرة للمنطقة فهذه مقولة زائفة وغير حقيقية بالمطلق .

فالناتو هذا تم بطريقة غير مباشرة بداية عندما تمت عمليات التطبيع الابراهيمية الخيانية بين بعض الانظمة العربية والكيان الصهيوني قبل عامين والعلاقات الودية والحميمية بين هذه الانظمة التي طبعت مع الكيان الصهيوني وترسخ هذا الناتو العربي الاسرائيلي بقيام الكيان الصهيوني مؤخرا بنشر منظومة رادارفي عدة دول خليجية بينها الامارات والبحرين بحجة مواجهة التهديدات الايرانية بالاضافة للعمل الجاري جاليا حسب كثير من المصادر لاقامة تحالف امني بين الكيان الصهيوني وبعض الانظمة الخليجية لربط انظمة الدفاع الجوي بينها في مواجهة الهجمات الايرانية بالطائرات المسيرة والصواريخ.

لذلك فالناتو العربي الاسرائيلي صحيح بانه لم يتم الاعلان عنه بشكل رسمي لكنه قائم وجاري العمل عليه بين بعض الانظمة العربية والكيان الصهيوني.وايضا فأن هذه الانظمة العربية مازالت تدور في فلك السياسة الامريكية في كل الامور والدليل على هذا بان بعض الدول الخليجية ترغب باعادة العلاقات الكاملة مع الجمهورية العربية السورية والانفتاح عليها بطريقة كبيرة لكنها لاتقدم على هذا الامر خوفا من ازعاج السيد الامريكي ومع ان هذه الانظمة الخليجية هي من ساهمت بتدمير سورية بدعمها للارهابيين وشذاذ الافاق ومازالت الى الان تساهم في تدمير سورية من خلال فرضها الحصار الاقتصادي على الشعب السوري ورفضها مساعدة سورية اقتصاديا تماشيا مع الرغبات الامريكية الصهيونية.

وهنا على هذه الانظمة العربية بان تراجع نفسها بشان التبعية للولايات المتحدة الامريكية فالعصر الامريكي قد اوشك حاليا على الافول وامريكا حاليا كما وصفها السيد حسن نصر الله تشبه رئيسها جو بايدن العجوز .فكما يعرف الجميع بأن  الدول الكبرى كما الانسان تمر في ثلاث مراحل مرحلة الطفولة ومرحلة الشباب والقوة ومرحلة الشيخوخة والهرم والان بدات الولايات المتحدة في مرحلة الهرم والشيخوخة والان النظام الدولي الجديد يعاد رسمه وصياغته بطريقة جذرية باستفاقة روسيا واعلانها الحرب على النفوذ الامريكي في اوروبا من بوابة العملية العسكرية الروسية الخاصة في اوكرانيا ونهضة الصين اقتصاديا سياسيا بالاضافة لدول وتكتلات اخرى كمجموعة شينغهاي ودول البريكس.

Facebook Comments

Comments are closed.