أعلنت باريس أمس الجمعة أنها ستستأنف العمليات العسكرية المشتركة في مالي بعد تعليقها مطلع الشهر الماضي عقب ثاني انقلاب شهدته الدولة الإفريقية في أقل من عام.
وقالت وزارة الجيوش في بيان إن فرنسا “قررت عقب مشاورات مع السلطات الانتقالية في مالي ودول المنطقة “استئناف العمليات العسكرية المشتركة وكذلك المهام الاستشارية الوطنية التي تم تعليقها منذ 3 يونيو”.
وأضاف البيان أن “فرنسا ما زالت منخرطة بالكامل مع حلفائها الأوروبيين والأمريكيين إلى جانب دول الساحل والبعثات الدولية لمحاربة الجماعات الجهادية المنتشرة في منطقة الساحل”.
وقرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انهاء عملية “برخان” لمواجهة الجهاديين في منطقة الساحل الإفريقي مفضلا المشاركة في ائتلاف دولي يدعم القوات المحلية، وهو رهان دونه مخاطر مع جيوش لا تزال ضعيفة ومهمة صعبة لحشد التأييد الأوروبي.
وبعد ثماني سنوات على وجودها المستمر في منطقة الساحل حيث ينتشر اليوم 5100 من عسكرييها، تريد فرنسا الانتقال من مكافحة الجهاديين في الخطوط الأمامية إلى الدعم والمرافقة (استخبارات، طائرات بدون طيار، طائرات مقاتلة، إلخ)، وهي طريقة لتقليل المخاطر وإجبار دول المنطقة على تحمل مزيد من المسؤولية عن أمنها.
وشددت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي أمس الجمعة على أن “هذا التحول لا يعني مغادرة منطقة الساحل، أو أننا سنبطئ عملياتنا لمكافحة الإرهاب” في المنطقة.
خسائر “داعش” في الصحراء الكبرى
وأعلنت بارلي أن عددا من قادة تنظيم “داعش” في الصحراء الكبرى قتلوا أو اعتقلوا في الأسابيع الأخيرة بأيدي قوة “برخان” الفرنسية وشركائها، مشيرة إلى أن “التنظيمات الجهادية المنتشرة في منطقة الساحل تشهد خسارة مزيد من قياداتها”.
وأشارت الوزيرة إلى أن عبد الحكيم الصحراوي، وهو “وجه معروف إعلاميا في تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى” اشتهر “بتطبيقه الصارم للشريعة” وبمقاطع فيديو تظهر قطع رؤوس، قد قتل في الآونة الأخيرة، وقالت: “حصلنا على تأكيد بأنه مات في مايو في ظروف لا تزال مجهولة”.
من جهة ثانية، وفي إطار عملية نفذتها قوة برخان وجنود نيجريون وقوة “تاكوبا” الأوروبية في يونيو في الأجزاء النيجرية والمالية من منطقة ليبتاكو الشاسعة، تم اعتقال قياديين اثنين في “داعش” في الصحراء الكبرى، هما سيدي أحمد ولد محمد ودادي ولد شعيب، كما تم “تحييد” ستة إرهاببين آخرين حسب ما أوضحت الوزيرة.