بغداد /
صدرت عن داراشور بانبيال للنشر و الترجمة العربية الاولى لرواية رائد فن ادب الدستوبيا الروائي الروسي يفغيني زاماياتين والمعنونه ( عند نهاية العالم) .
الرواية التي ترجمتها الصحفي والمترجم العراقي عمار كاظم محمد تعتبر واحدة من الاعمال الهامة والحية لعبقري كان مبتكرا وساخرا وشاعريا وناقدا للحياة وللسلطة العسكرية والقمعية ، ومخلصا لقضية الحرية رغم طغيان الدكتاتوريات وستاراتها الحديدية ، فما سكت عنه اليسار في ترويجه لأدب دون آخر بدافع الانحياز او الانتماء لكي يمنع ظهور ما يفضح عورة تلك الايديولوجيات المقيتة وغبائها وتسلطها على رقاب الناس لايمكن محوه ونسيانه لأن فيه روح الانسان وليس الانظمة”.
الرواية في نصها الاصلي صدرت عام 1914 وتم منعها في الاتحاد السوفيتي السابق ولم تترجم للعلن منذ زمن لينين حتى زمن غورباتشوف حينما ظهرت الى جانب اعمال بولغاكوف وبلوتونوف وآنا اخماتوفا وبوريس باسترناك ، فقد نفي المؤلف مطرودا من رئاسة اتحاد الكتاب السوفيت ليستقر في باريس بتشجيع من مكسيم غوركي ليعمل مع المخرج الفرنسي الشهير جان رينوار لكن حنينه الى بلاده لم يمهله طويلا فمات بالسكتة القلبية عام 1937″ .
من فضائل زاماياتين التي يجهلها الكثير ابتكاره لفن الـ(دستوبيا) او ادب المدينة الفاسدة في الرواية وهو ما ظهر في روايته الشهيرة الـ “نحن” مما جعله دليلا ومؤثرا فيما بعد بجورج اورويل في روايته الشهيرة 1984 وفي فن الدوس هكسلي في روايته المعروفة ( عالم جديد شجاع) .
في رسالة كتبها الى ستالين طالبا فيها الخروج من الاتحاد السوفيتي قال زامياتين ” لا أرغب بإخفاء السبب الرئيس وراء طلبي السفر للخارج مع زوجتي ألا وهو وضعي اليائس هنا كمؤلف وحكم الإعدام الذي أصدرتموه علي بصفتي كاتبا هنا في موطني”، وفعلا انتهى ستالين وانتهت الحقبة الشيوعية وظل ادب زامياتين وبولغاكوف وغيرهم ادبا حيا لأنه في قلب الانسان وليس في جزمة السلطة .
وتعد رواية زامياتين (عند نهاية العالم ) وثيقة تاريخية لاخطاء البشر وهي تتوغل في ظلمات البغي والجهل والتسلط والطغيان وحتى الحب بما يحمله من مشاعر نقية لايولد الا معوقا وغير قادر على تجاوز محنته في ظل تراكم الاخطاء وضياع القيم وعسف السلطة .
الرواية بغلاف ورقي بـ 140 صفحة من القطع المتوسط وبصورة جريئة على الغلاف تعتبر اضافة جديدة للقارىء والمكتبة العراقية والعربية .