حقيقة المتحور اوميكرون (Omicron ) من فيروس كوفيد ١٩

بقلم / مديردائرة صحة بغداد – الكرخ الدكتور جاسب لطيف علي الحجامي
٢٧تشرين الثاني ٢٠٢١م

لا يبدو ان هناك املاً قريباً يلوح في الافق للتخلص من فايروس كورونا (كوفيد-١٩ )بعد اقترابه من اكمال عامه الثاني منذ الاعلان عن ظهوره رسمياً في مدينة ( ووهان ) الصينية لاول مرة في اواخر شهر كانون الاول ديسمبر من عام ٢٠١٩م و ذلك بسبب كثرة الطفرات و التحورات التي تطرأ عليه بين الحين و الآخر ، حيث يقوم الفايروس بتغيير نفسه مرتين في الشهر على الاقل، ولكن التحورات الرئيسية التي طرأت على الفايروس الاصلي الذي ظهر في الصين لحد الآن خمسة، اولها المتحور ( الفا) الذي ظهر لاول مرة في المملكة المتحدة بريطانيا في شهر ايلول من عام ٢٠٢٠م و المتحور (بيتا) في جنوب افريقيا في شهر ايار من عام ٢٠٢٠م و المتحور ( دلتا) الذي ظهر في الهند في شهر تشرين الاول من عام ٢٠٢٠م و المتحور ( گاما) الذي ظهر في البرازيل في تشرين الثاني من عام ٢٠٢٠م .
والآن و قبل ثلاثة ايام اي في  ٢٤ تشرين الثاني اعلن عن ظهور المتحور الجديد  اوميكرون omicron) ) في جنوب افريقيا، و سمي بهذا الاسم نسبة الى المتحورات التي سبقته والتي اخذت من الحروف اليونانية، و ( اوميكرون ) تعني الحرف او(  O) في اللغة اليونانية.
لازالت المعلومات حول هذا المتحور قليلة و اكتشفت حالات اصابة به في بعض الدول منها إسرائيل و بلجيكا و هونك كونك و بوتسوانا اضافة لجنوب افريقيا التي ينتشر فيها بكثافة، و مع ذلك فقد تسبب ظهوره بموجة من الخوف و الهلع ادت الى الغاء كثير من الدول العربية و الاجنبية رحلاتها الجوية و البحرية الى مجموعة من دول افريقيا و هبوط في اسعار النفط و تراجع اسعار الاسهم في البورصات العالمية.
فمعظم الطفرات لها تأثيرات بسيطة في خصائص الفيروس و بعضها لها تأثيرات كبيرة تؤدي الى سرعة انتشاره او تقليل تأثره بالادوية المضادة و اللقاحات او زيادة شدة الاصابة. و قد اعلنت مفوضية الصحة الاوربية ان خطر انتشار المتحور الجديد مرتفع الى مرتفع جدا.
وكثير من الاصابات كانت بين الشباب في جنوب افريقيا التي وصل فيها عدد الوفيات قرابة ٩٠ الفاً من بداية ظهور فايروس كوفيد-١٩ و لغاية اليوم.
تبقى في ظل هذه المعلومات البسيطة عن هذا المتحور الجديد الاجراءات الوقائية هي الحل الامثل للوقاية منه و من كل السلالات الاخرى وللاسف الشديد بدأت الدول الاخرى باعطاء الجرعة المنشطة الثالثة لمواطنيها و لكن يقابل ذلك عزوف غير مبرر من مواطنينا عن اخذ اللقاح، اذ يجب ان نصل الى الهدف المحدد من النسبة المقررة من قبل وزراة الصحة لاخذ اللقاح ليتم بعده البدء باعطاء الجرعة الثالثة، و كذلك لازال اغلب الاهل يمتنعون عن تلقيح ابناءهم الذين قد يشكل هذا المتحور الجديد خطراً حقيقياً عليهم.
كما يجب التشدد في منع التجمعات الغير مبررة و منع الدخول الى دوائر ألدولة و الاماكن العامة بدون ابراز كارت اللقاح و ارتداء الكمامة.

مقالات ذات صلة