تتجه أنظار العالم فرنسا مع انطلاق الانتخابات الرئاسية لاختيار قائد ثاني أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي والعضو الدائم الوحيد في الاتحاد في مجلس الأمن الدولي.
ويوم غد الاحد، سيختار الناخبون الفرنسيون رئيسهم الجديد من بين 12 مرشحًا في الجولة الأولى، وإذا لم يحصل أي مرشح على الأغلبية المطلقة من الأصوات، فسيتواجه المرشحان الأعلى أصواتًا في جولة الإعادة في 24 نيسان 2022.
يترشح الرئيس الفرنسي الحالي، إيمانويل ماكرون، وهو من الوسط لإعادة انتخابه لفترة ولاية ثانية، إلا أن ولايته الأولى تميزت بتقلبات صعود وهبوط، بسبب احتجاجات “السترة الصفراء” في عام 2018 بسبب سياساته المواتية للأعمال التجارية والتخفيضات الضريبية للأثرياء، لكنه يقود استطلاعات الرأي حاليًا، مع تخليه عن الحملات التقليدية وتركيزه على الجهود الدبلوماسية خصوصًا مع روسيا وأوكرانيا.
ماكرون 44 عامًا، أعلن خلال خلال وعوده الانتخابية أنه سيرفع سن التقاعد وسيبني مفاعلات نووية جديدة وسيزيد مستويات التوظيف إلا أنه هذه الوعود لم تسمح له بتقدم ملحوظ على منافسته الأشرس ماريان لوبان. تقلص تقدم ماكرون وارتفاع منافسته لوبان في استطلاعات الرأي، يشير إلى احتمال قوي بعدم فوز ماكرون إلا من خلال الجولة الثاني مع مافسته القوية لوبان، وفقًا لـ”فورين بوليسي”.
مرشحة اليمين المتطرف من حزب “التجمع الوطني” حاليًا مارين لوبان، تأتي في المرتبة الثانية في استطلاعات الرأي بعد ماكرون، لكنها دأبت على تنظيم حملات منذ شهور تركز على التضخم والدخول، متجاهلةً مخاوف المستثمرين الناجمة عن صعودها في استطلاعات الرأي قبل الجولة الأولى من الانتخابات، قائلة إن برنامجها الاقتصادي يهدف إلى العمل لصالح الناخبين وليس الأسواق، بحسب فرانس 24.
وتريد لوبان 53 عامًا، خفض الضرائب على الطاقة والغذاء، والاستثمار في الطاقة النووية، وإنهاء سياسات لم شمل الأسرة. وفي عام 2017، أثارت لوبان مخاوفها بشأن هجرة المسلمين إلى فرنسا. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن لوبان تتقدم من 3 إلى 7% على صاحب المركز الثالث اليساري جان لوك ميلينشون، ما يعني احتمالية تأهلها لجولة الإعادة الحاسمة.
السياسي الشعبوي اليساري جان لوك ميلينشون 70 عامًا، والذي يحتل المركز الثالث بنحو 16% من الأصوات في استطلاعات الرأي، تركز حملته على الاستثمار في الطاقة الخضراء وفرض الضرائب على الأثرياء، بالإضافة إلى رفع الحد الأدنى للأجور، وإدراج “قاعدة خضراء” في الدستور والتخلص التدريجي من الطاقة النووية.
قال مرشح حزب استرداد فرنسا العنصري، ايريك زمور، والمرشح حصوله على نحو 10٪ من أصوات الأحد، إنه يرى نفسه في الجولة الثانية من الانتخابات لأنه يحمل أراءً وبرنامجًا سينقذ الفرنسيين من انهيار النظام التعليمي وغزو المهاجرين وتدهور المستوى الاقتصادي للعائلات، منوهًا بأن حزبه الأجدر بأصوات الناخبين المنتسبين للأحزاب اليمينية، وفق تصريحات نقلتها “مونت كارلو”.
واعتبر زمور أن عدم انتخابه سيكون خسارة لفرنسا، لأنه في حال إعادة انتخاب ماكرون سيعيش الفرنسيون مرة أخرى زيادة في أعمال العنف والجرائم، ووصول مليوني أجنبي إلى فرنسا خلال السنوات المقبلة وزيادة الضرائب إضافة إلى احتمال تحول فرنسا إلى بلد إفريقي مسلم، منوهًا بأن منافسته فاليري بيكريس ستخون مناصريها عندما ستدعوهم للتصويت لصالح ماكرون حال إقصائها في الدور الأول.
مرشحة الحزب الجمهوري اليمينية فاليري بيكريس، حصلت على المركز الخامس حسب الاستطلاع، ومرشح الحزب الاشتراكي وعمدة باريس آن هيدالغو من المحتمل أن يمكن أن يكمل الفوز بنحو 2٪، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن نصف المرشحين الـ12 فقط لديهم فرصة في المنافسة.
وقالت “دويتشه فيله”، إن “استجابة فرنسا للحرب في أوكرانيا، والضغوط على النظام الصحي الناجمة عن عامين من جائحة الفيروس التاجي والوضع الاقتصادي”، كلها أمور عالية بين مخاوف الناخبين، وأن معالجة الارتفاع في أسعار الطاقة والغذاء في صميم معظم حملات المرشحين.