يعد الزجاج، اليوم، مادة عادية تستخدم فى الغالب فى البناء، ولكن فى التاريخ كان من بين كنوز الملوك وسلالاتهم الملكية، ويعود تاريخ صناعة الزجاج إلى ما لا يقل عن 3600 عام فى بلاد ما بين النهرين (العراق)، ومع ذلك، يدعى بعض علماء الآثار أن بلاد ما بين النهرين كانوا ينسخون قطعًا زجاجية من مصر، بينما يقول آخرون إن صانعى الزجاج الأوائل عاشوا فى الساحل الشمالى لسوريا.
في الأيام القديمة، كان الزجاج يصنع من الكوارتز الرمل المسحوق وتم تطوير مجموعة من الكيميائيات المختلفة لإضفاء اللون، وفي العصور القديمة كان الناس يقتصرون على صنع الخرز الزجاجي والتماثيل والزجاجات الخام لأنهم لم يتمكنوا من نفخ الأشكال الكروية، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع ancient-origins.
في الصين، ظهرت مصنوعات الزجاج خلال فترة الممالك المتحاربة (475 – 221 قبل الميلاد)، وكان الزجاج القديم فى الشرق والغرب عنصرًا فاخرًا يستخدم فى صناعة المجوهرات وأدوات المائدة باهظة الثمن. كانت هذه المادة الشفافة والمرنة والصلبة تعتبر مقدسة للغاية لأنها كانت مزيجًا من الصخور والماء والهواء. تم اكتشاف الخرز الزجاجى المصنوع فى بلاد ما بين النهرين القديمة، وفى مصر ويعود تاريخه إلى حوالى 2500 قبل الميلاد، وظهرت الأوانى الزجاجية لأول مرة حوالى 1450 قبل الميلاد فى عهد تحتمس الثالث (1490-1436 قبل الميلاد)، السادس من الأسرة الثامنة عشر فراعنة مصر.
في العصر البرونزى المتأخر (1600 إلى 1200 قبل الميلاد) انتشر استخدام الزجاج فى مصر واليونان الميسينية وبلاد ما بين النهرين (سوريا والعراق). فى الحياة، أحاط فراعنة مصر القديمة أنفسهم بأشياء فاخرة مستوردة، ودُفن معهم الكثير للمساعدة فى رحلاتهم فى الحياة الآخرة. يتضح هذا فى اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون التى اكتشفها عالم الآثار هوارد كارتر عام 1925 فى وادى الملوك، والتى توجد كنوز منها الآن فى المتحف المصرى بالقاهرة.
في الورقة البحثية “مساند الرأس الزجاجية لتوت عنخ آمون” التى كتبها الباحثان كاتيا بروشات وتيلو ريرين ونشرت فى مجلة دراسات الزجاج، يوصف القناع الجنائزى لتوت عنخ آمون بأنه يتميز بتطعيمات زجاجية باللونين الأزرق والذهبى تؤطر وجه الملك.