نزاع عشائري “طاحن”

بقلم نورا سعدون

نزاع عشائري “طاحن” عنوان نقرأه كل يوم وفي كل محافظات العراق، والأسباب حٌفظت وأغلبها بيسطة، وحتى وان كان هناك خلل في  المنظومة الأمنية والحكومية، فهل نترك  العشائر من الشمال للجنوب تتطاحن؟

فبعد ما كانت العشائر تجلس تتناقش وتتحاور وتفض الخلافات، شيوخ اليوم حولوا مفهوم العشيرة الى جماعات مسلحة مستعدة تحرق وتقتل بكل الأحوال أي كانت القضية.

وهنا لابد من العمل على جميع الصعد من أجل الحد من هذه الظاهرة للمستوى الذي يمكن ان يصل الى الشعراء، فأين انتفاضة الشعراء في هذه المحنة ؟ لماذا ابتعد الأدب وتلاشى دوره في رصد ومعالجة بعض الدكات المجتمعية، أيمكن ان يكون للشعراء العراق دور يضاهي مستوى  قصيدة للشاعر العراقي الراحل جودت التميمي التي كانت سببا فعالا في انقاذ المرأة العراقية من عرف اجتماعي همجي، تنديدا لجعل المرأة “فصلية”  التي يقول فيها :

چاهیچي حكم ديوانه المهيوب ودلاله

علي تحرم فناجينه وگهوته وگعدت ارجاله

لون يبگه الظلم والجور من اطباعه وعماله

لا سوت ذنب لا هي چتاله

جابوها دفع للدار

لا ديرم ولا حنه ولا صفگه

ولا دف النعر بالسلف لا هلهوله لا ملگه

نشدت الناس عن قصه هالبنية

اشعجب جاروا عليها بغير حنيه

ورديت بگلب حزنان من گالولي فصليه

فبحجم المظلومية والفظاعة نريد شعرا شعبيا تخجل منه الانسانية والا تبقى تتطاحن الأجيال وتتهجر العوائل وتحرق المنازل بدواع “نزاع عشائري”، فان كثرة الصراعات العشائرية وغياب دور الحكومة لا يعني ان نقف في موقف المتفرج او كما يقال بالعامية (حاجوز) أمام الاسلحة الفتاكة التي تحول سماء كل منطقة الى جبهة مفتوحة هنا نريد إعادة النظر بالشعور بالمسؤولية وعدم الانجرار الى ما يزيد من الاضطراب الامني وان تلعب دورا حاسما في ضبطه بجميع المناطق وان تكون مساعدا للحكومة وعامل استقرار لا عامل مزعزع للأمن .وارجاع الدور الحقيقي للعشيرة بفض النزاعات وابعاد العصابات المسلحة المتهيئة للترويع والقتل.

مقالات ذات صلة