توقعت وزارة المـوارد المائية نفاد خزين المياه الجوفية غير المتجددة خلال عام واحد، بسبب التغيرات المناخية، معلنة عزمها نصب أربع محطات لمراقبة مناسيب المياه الجوفية ومتابعة التغيرات المناخية قبل وقوعها بأشهر.
وقال مدير الهيأة العامة للمياه الجوفية بالوزارة باسم خلف مسعود، إن :”هناك نوعين من الخزين المائي فيالبلاد، متجدد والذي يتم استغلاله حالياً من المحافظات التيتعاني شحاً بالمياه، والنوع الآخر الخزين غير المتجدد، والذي توقع نفاده خلال عام واحد بسبب التغيرات المناخية، مشيراً إلى أن العراق هو خامس دولة عالمياً، تأثراً بهذا الجانب، بالتزامن مع قطع الواردات المائية من دول الجوار”.
وذكر أن “الهيأة وفي السياق ذاته، تعتزم خلال المدة القليلة المقبلة نصب أربع محطات رصد حديثة ومتطورة من مناشئ المانية لمراقبة مناسيب المياه الجوفية ومتابعة التغيرات المناخية قبل وقوعها بأشهر، بعد أن تم تدريب ملاكات الهيئة على تشغيلها وإدارتها”.
وبشأن جهود الهيئة لحفر الآبـار بهدف تجاوز الشح المائي الذي تعانيه البلاد، أوضح مسعود أن “عدد ما حفر منها بجميع المحافظات منذ بداية العام الماضي وحتى الآن، 600 ،كان النصيب الأكبر منها لمحافظة ديالى برقم بلغ 285 بئراً، بعدها الديوانية بعدد 96 ،فيما بلغ لمحافظتي البصرة وذي قار 30 بئراً، وحالياً جاري العمل بمحافظات: الأنبار وكركوك ونينوى ودهوك”.
وبما يخص خزين المياه الستراتيجي الثابت غير المتجدد للبلاد، تحدث الخبير بشؤون المياه قيس البياتي في تصريح صحفي، أن “هــذا الخزين لا يمكن تعويضه إذا مـا تـم استغلاله، وبرغم أن كمياته كبيرة في العراق، بيد أن نوعيته تتفاوت وباختلاف نسبة الملوحة فيه، وتكون ببعض الأماكن صالحة للزراعة ضمن الترب الرملية، مؤكداً أنه لا يمكن استخدامه إلا في سنوات الجفاف الحادة وبكميات دقيقة ومحدودة جــداً، لتأمين مـيـاه الـشـرب ببعض المـنـاطـق أو للزراعة المحدودة”.
وأعرب، عن أمله “في حال اضطر العراق إلى استخدامه، أن يكون استغلاله عقلانياً، مشيراً إلى أن هناك تجارب لبعض الـدول كالمملكة العربية السعودية التي كانت لديها تجربة غير موفقة بهذا الجانب كونها استخدمته لزراعة الحنطة والشعير وحتى لزراعة أنواع من الورود، والتي ظهرت نتائجها الوخيمة بعد موسمين من خلال الانخفاض الحاد بالخزين الذي لم يعوض حتى الآن، ما أجبرها على التوقف بالكامل عن الزراعة”.
ويعاني العراق وللموسم الثالث على التوالي، من انخفاض حاد ومقلق بإيرادات المياه الواصلة إلى نهري دجلة والفرات، سواء من تركيا وإيران أو من الأمطار وذوبان الثلوج في قمم الجبال، والتي كان يعول عليها لتعزيز خزينه المائي الذي سجل انخفاضاً كبيراً وغير مسبوق.