بدأت فعليا على ارض الميدان تلك المعارك التي خططت لها الإدارة الامريكية بالتفاهم مع إسرائيل والقيادة العنصرية في إسرائيل، وهنا يجب ان يفتح هذا المف مرة أخرى للاشارة الى من هو العدو ومن هو الصديق في هذه المعركة، إضافة الى تفتيح العيون على ما لم يظهر بعد من تلك المخططات وما يدبر تحت عنوان المفاوضات او الحلول الدبلوماسية او الحلول المرضية لبعض الاطراف ما يخطط من انقلابات سريعة تأتي بعد تلك الحلول المفترض ان تكون دائمة، لكنها كمائن تنصب لفصائل محور المقاومة.
فالوضع في أوكرانيا يرتبط فيما يجري في المنطقة هنا ارتباطا كبيرا ونستطيع ان نقول العكس أيضا صحيح أي ان ما يخطط ويدبر وينفذ في المنطقة هنا له ارتباط وثيق بما يجري على الأرض الأوكرانية، ولابد لنا ان نعيد تعريف ما يدور على الأرض الأوكرانية حتى يتم الترابط المنطقي والجدلي ونعرف بالضبط من هو العدو ومن هو الصديق، فقد كتب بروفيسور إيطالي بروفيسور في العلوم السياسية قبل عدة سنوات مقالا حول تنمية وتخزين النازية في أوكرانيا على يد الولايات المتحدة وتوقع ذلك البروفيسور ونستطيع ان ننشر مرة أخرى ما قاله ذلك البروفيسور وتوقع ان تحرك اميركا ذلك الخزان النازي الجديد ضد أوروبا لتدمير اقتصادها وضد روسيا لتدمير اقتصادها بهدف انقاذ اقتصاد الولايات المتحدة الذي بدا ينهار .
من هنا نستطيع ان نقول ان ما دبرته الولايات المتحدة وخزنته في أوكرانيا، كان يستهدف بالفعل ضرب روسيا اقتصاديا ومحاولة تقسيمها وتقسيم مصادر الثروة فيها وجني الأرباح الطائلة من وراء ذلك، اما الهدف الثاني، فهو استعباد واستعمار أوروبا الى ما لا نهاية من خلال هيمنة الولايات المتحدة على مصادر الطاقة الهائلة الموجودة في روسيا وليس فقط الغاز والنفط، ولكن مصادر المعادن والقمح والحبوب والذهب وغيرها، حتى تتمكن من السيطرة الكاملة على أوروبا وعلى العالم اجمع بما في ذلك الصين التي تخشاها الولايات المتحدة خشية كبيرة.
وكان لزاما على بايدن ان يعلن منذ اليوم الأول للجلوس في البيت الأبيض كموظف للاحتكارات العالمية وعلى رأسها احتكارات صنع السلاح وكان لزاما عليه ان يعلن ان سياسته ستكون سياسة الدبلوماسية طريق لحل الازمات، وبدا باتخاذ خطوة انتقده عليها الكثيرون في الكونغرس لكنه كان يعرف ماذا يفعل عندما امر بالانسحاب من أفغانستان ذلك الانسحاب الفوضوي الذي ادخل أفغانستان في ممر مظلم مجهول وجعلها كالكسيح والمشلول غير قادرة على اطعام شعبها بسبب نهب ثرواتها والتحفظ على ما تملكه من ارصدة في البنوك الامريكية، لقد نفذ الرئيس بايدن عبر انسحابه من أفغانستان الأهداف التي فشلت القوات الأمريكية في تحقيقها من خلال بقائها وشنها القتال على الأرض الأفغانية.
وما تقوم به الولايات المتحدة داخل أوكرانيا واضح كل الوضوح، فهي تستخدم الاوكرانيين كأداة لضرب روسيا واستنزافها واطالة المعركة بها وأجبرت الولايات المتحدة الأوروبيين تحت إرهاب التحالف وتحت إرهاب الناتو ومن خلال عناصر قيادية في الناتو هي عناصر صهيونية تدين سلفا لهذه السياسات بالولاء، استخدمت العقوبات واجبرت حلفائها على اتباع قراراتها في فرض العقوبات على روسيا الاتحادية، اجبرتها على ان تحذو حذوها وان تطبق تلك العقوبات على روسيا الاتحادية وحكام أوروبا الراهنين على هذه النخب التي افلست منذ زمن والتي ما زالت في مكانها تحكم نتيجة فقدان البديل الذي يشير الى الطريق الصحيح لشعوب أوروبا، هذه النخبة سارت رغم معرفتها بأن تنفيذ العقوبات على روسيا سوف يرتد عليها هي وعلى اقتصادها وتجعل منها دول تستجدي من اميركا وتركع امامها.
اما في الشرق الأوسط، فان المعركة الرئيسية التي على الإدارة الامريكية خوضها لمنع انهيارها ومنع انهيار نظام الاحادي يحكم العالم وتحكم الولايات المتحد العالم من خلال الهيمنة على ثرواته ساحة المعركة الرئيسية هي الشرق الأوسط، فهو خزان النفط وهو خزان الغاز وهو المستقبل بالنسبة لكل مصادر الطاقة، حتى الطاقة النظيفة فصحارى هذا الشرق الأوسط، توفر ميدان واسع لإنتاج مثل هذه الطاقة وربما خزنها وبيعها او سلبها من قبل الولايات المتحدة. لكنه ما يظهر الان هو التالي: ان هنالك في الشرق الوسط عدوا لاميركا يريد ان تخرج قواتها من الشرق الأوسط وهو محور المقاومة.