ميسي يسعى لتحقيق “الحلم” في مواجهة كرواتيا اليوم

 يحلم النجم الأرجنتيني، ليونيل ميسي، أن يسير على خطى الأسطورة الراحل، دييغو مارادونا، بأن يحقق لقب كأس العالم، عبر الوصول مع منتخب التانغو إلى النهائي للمرة الثانية في مسيرته، وبالتالي تحقيق اللقب وإن كان الأمر هنا يختلف.

فمارادونا تمكن من الفوز بأغلى لقب في عالم “الساحرة المستديرة” في أول نهائي يصل إليه بعد أن فاز منتخب الأرجنتين على نظيره الألماني في المباراة الختامية من نسخة العام 1986 بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين.

ولكن صاحب “أجمل هدف في تاريخ كأس العالم”، عاد ليخسر اللقب في النهائي الموالي وأمام نفس الفريق الألماني في مونديال إيطاليا من العام 1990، ووقتها فاز “المانشافت” بهدف وحيد تسبب في إهدار سيل من الدموع لـ”الفتى الذهبي”.

أما ميسي فقد استطاع أن يصل بـ”التانغو” إلى نهائي مونديال البرازيل في العام 2014، والذي جمعته الأقدار لثالث مرة مع المنتخب الألماني العنيد.

وكان “أفضل لاعب في التاريخ” كما يصفه عشاقه على وشك تحقيق الحلم الأكبر لولا هدف قاتل للعملاق الأوروبي جاء في الأشواط الأضافية، وقبل دقائق من اللجوء إلى ضربات الجزاء الترجيحية.

وفي حال استطاع رفاق ميسي الفوز، اليوم الثلاثاء، على منتخب كرواتيا الذي حقق المفاجأة وأقصى البرازيل في دور الربع النهائي، فإنهم سوف يكونون على بعد خطوة من الإمساك بلقب البطولة بانتظار معرفة الفائز من المواجهة الأخرى التي سوف تجمع بين حصان البطولة الأسود، المنتخب المغربي، وحامل اللقب في النسخة الماضية، منتخب “الديوك” الفرنسية.

قاطرة “التانغو”

ولأن “البرغوث” نجم فريد من نوعه فإن لاعبي المنتخب الكرواتي، كما يقولون، لن يحاولوا فرض رقابة فردية على نجم باريس سان جيرمان، وإنما سينصب تركيزهم على تعطيل مفاتيح لعب الفريق ككل.

وقال المهاجم برونو بتكوفيتش في مؤتمر صحفي: “ليس لدينا خطة محددة بعد لتحجيم ميسي وعادة لا نركز على إيقاف لاعب بعينه، وإنما الفريق بأكمله”.

وأضاف: “سنحاول تعطيل مفاتيح لعبهم كفريق وليس بالرقابة الفردية. الأرجنتين ليست ميسي فحسب، لديها عدد من اللاعبين الرائعين. يجب علينا إيقاف منتخب الأرجنتين بأكمله”.

وميسي، الفائز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم سبع مرات، يعد قاطرة المنتخب الأرجنتيني، إذ يرى الكثير من النقاد أنه يمثل أكثر من نصف قوة الفريق ولديه الشخصية القيادية القادرة على تحقيق حلم طال انتظاره منذ عقود طويلة.

ومع جاهزية كل اللاعبين الكروات بعد عودة المدافع بورنا سوسا، يخوض رفاق لوكا مودريتش مواجهة الأرجنتين بمعنويات مرتفعة متعطشين لتحقيق المزيد من الانتصارات.

وسيكون لخط وسط المنتخب الكرواتي، المؤلف من القائد مودريتش وماتيو كوفاتشيتش ومارسيلو بروزوفيتش، الدور الأهم في فرض إيقاع المباراة كما حدث أمام البرازيل.

وقال المدافع يوسيب يورانوفيتش إن منتخب كرواتيا يمكنه الاعتماد كثيرا على هذا الثلاثي.

وأضاف: “ماتيو ولوكا ومارسيلو أفضل لاعبي خط وسط في تاريخ كرواتيا. لا أظن أنهم سيتكررون. عندما تمرر لهم الكرة فهي تكون في مأمن أكبر من ترك أموالك في البنك”.

وسجل البديل بتكوفيتش هدف التعادل في الدقيقة 117 أمام البرازيل ليحتكم الفريقان إلى ركلات ترجيح فازت بها كرواتيا.

وقال بتكوفيتش “أعتقد أن الكثير من الأشخاص من غير اللاعبين المحترفين يمكنهم تسديد ركلات الجزاء بنجاح.. وتابع: الفارق هو مدى صلابتك الذهنية. هناك ضغط هائل لم تختبره من قبل. لكن وجود حارس مرمى من طراز رفيع يساعدك”.

وفي المقابل، قال ليونيل ميسي إن الأرجنتين شعرت بوجود مارادونا طوال مشوارها في نهائيات كأس العالم لكرة القدم في قطر، بما في ذلك يوم الجمعة عندما تغلبت على هولندا بركلات الترجيح 4-3 لتبلغ الدور قبل النهائي.

وقد تكثّف حضور ليونيل ميسي كصانع ألعاب مبتكر يعمل خلف خط المواجهة، في السنوات الأخيرة من مسيرته الرائعة، وكشف مدى نجاعته من خلال تمريرة رائعة قصمت ظهر دفاع هولندا في ربع النهائي ومهّدت لناهويل مولينا افتتاح التسجيل، وذلك بحسب وكالة فرانس برس.

وإذا كانت هناك من منطقة واحدة تتفوق فيها الأرجنتين بشكل واضح فهي المدرجات، حيث يتوقع أن يساندها على الأقل أربعين ألف أرجنتيني ما عدا المتعاطفين معهم من الجاليات المتواجدة في قطر، وهم كثر، خصوصا مع ميسي الذي يتوق إلى تتويج مسيرته الرائعة بـ”أغلى لقب” وعلى طريقة مارادونا.

مقالات ذات صلة