بقلم _ عباس الزيدي
(الحلقة الثامنة عشر )
جبهة الخليج لبنان
يقع لبنان في الشَرق الأوسط في غرب القارة الآسيويّة. وسوريا من الشمال والشرق، وفلسطين المحتلة – إسرائيل من الجنوب، ويطل من جهة الغرب على البحر الأبيض المتوسط. مُعظم سكانه من العرب المسلمين ثم يليهم الاخوة المسيحيين وهم فاعلين بقوة في السياسة ثم يليهم الدروز.
والسؤال الذي يطرح دائما … ماهو مصير لبنان لو لم تكون هناك مقاومة وتحديدا حزب الله …..؟؟؟
في ظل ظروف قاهرة واحتلالات متعددة عام 1978 حيث الاجتياح الاسرائيلي والقوة الغازية الاجنبية التي تدعم الاحتلال ومنها القوات الأمريكية والفرنسية والبريطانية والإيطالية مع وجود اعداد كبيرة وهائلة من الاخوة الفلسطينين المبعدين قسرا عن وطنهم ومع الحرب الاهلية في مثل هكذا ظروف ولدت المقاومة اللبنانية لامة حزب الله.
خاض الرجال فيها مواجهات كثيرة مع الكيان الصهيوني منها محدود واخرى مفتوحة ومن ابرز المحطات كانت عام 2000 حيث الهزيمة الصهيونية والانسحاب وكذلك العدوان الاسرائيلي عام 2006 تلك المعركة التي شهد بها العدو قبل الصديق بشراستها وببطولة امة حزب الله وخلال تلك الفترة الممتدة من 1978 حتى عام 2006خاض رجال الله مواجهات كثيرة شرسة مع الكيان الصهيوني منها محدود والآخر مفتوح…. عشرات بل مئات العمليات التي هزت مضاجع العدو واذاقتهم الهزيمة والهوان وحطمت الخرافة وكذبة الجيش الذي لايقهر ويوم بعد يوم تتنامى قدرات المقاومة بالقدر الذي قلبت فيه الكثير من المعادلات على المستوى المحلي والاقليمي والعالمي وسلبت العدو قواعد الاشتباك وكثير من معادلات الردع .
واستمرت المواجهات مع الكيان الصهيوني على عدة مستويات متنوعة ومختلفة .
وهناك أدبيات وثقافة للمقاومة ونظرياتها اخذت بالاتساع والانتشار التي طرحت وشاعت بين الاوساط واصبحت متداولة كثقافة بين الكثير من ابناء المحور المقاوم ومن ابرزها واكثرها شأنا وتداولا هي مايخص قواعد الاشتباك وسياسة الردع المقاوم وميادين النزال وماقبل ومابعد وتحويل التهديد الى فرصة والالتقاطة التاريخية للفرصة وكلها صدرت على لسان سيد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله _ دامت انتصاراته هذه المدرسة الكبيرة للتضحية والعطاء اصبحت تتوارثها الأجيال كابر عن كابر الابناء من الاباء والاحفاد من الأبناء دون تراجع او خوف او وجل واستمرت امة حزب الله تغذي عناصر الامة بسيل وافر من عوامل الصمود والتصدي وروح المواجهة مع الاستكبار والصهيونية العالمية وتحقيق النصر رغم الفارق الكبير في القدرات والعدة والعدد
أولا_ مناورات عسكرية•
في الاونة الاخيرة اجرى الكيان الصهيوني العديد من المناورات مثل عربات النار او المناورات التي أجرتها اسرائيل في قبرص او تلك التي شاركت فيها في المغرب واخرى على الحدود شمال لبنان او في خليج حيفا اوتلك التي شاركت فيها في الخليج الفارسي كلها محاولات بائسة وفاشلة تحاول فيها الصغط على المحور المقاوم وايضا من ضمن اهدافها رفع المعنويات المنهارة لجيش الكيان الذي ينخره الفساد المالي والاخلاقي ذلك الجيش الذي تحطمت معنوياته على صخرة المقاومة وعملياتها البطولية
مناورات عبارة عن جعجعة بلا طحين
ثانيا _ الرهان …….
الرهان على الحرب الاهلية
قبل تفجير مرفاء بيروت ومابعده يراهن الكيان وجميع من انخرط مع امريكا في حربها ضد لبنان على مجموعة خطوات لعلها تأخذ الامور هناك الى فوضى وحرب اهلية
مجموعة القرارات الجائرة والحصار الاقتصادي المتعمد وغياب الكهرباء والطاقة عموما وغلاء المعيشة اوراق يراهن عليها الاستكبار ومع طرح حزب الله لحزمة من الحلول التي لم تعمل بها الحكومات اللبنانية كاجراءات عملية تخرج لبنان من الوضع المتردي والمازق الاقتصادي القاتل
كل تلك الازمات بما فيها تاخير عملية انتخاب او التوافق على رئيس الجمهورية تصب في ذات الهدف
ان تعاظم قدرات المقاومة وهروب العدو من المواجهة تجعله يبحث عن بدائل لتنفيذ مخططاته في داخل لبنان وعموم بلدان محور المقاومة
ثالثا _ قدرات متنامية…
يدرس الكيان الصهيوني عن كثب القدرات المتعاظمة للمقاومة في حزب الله لبنان سواء على مستوى القدرات التسليحية او العددية او على مستوى الخطط والتكتيكات .
الصواريخ عالية الدقة والطائرات المسيرة والاسلحة البحرية والالكترونية وغيرها من التقنيات والتي تشكل بمجموعها سلاح ردع ضد الكيان سلبت العدو القدرة على المبادئة والمبادرة والكثير من عوامل المناورة .
وان التعبئة والخبرة ومستوى القتال العالي الذي امتلكها حزب الله في سوريا هي الشغل الشاغل للعدو الصهيوني.
واليوم العدو لا يتحدث عن قصف بالصواريخ فقط بل يتحدث عن جهوزية عالية لحزب الله يستطيع من خلالها بث الشلل التام في الكيان سواء في ضرب واستهداف المنشآت الحيوية البرية والبحرية او تعطيل الخدمات الاخرى من خلال الهجمات السيبرانية والذهاب ابعد من ذلك حيث الحديث عن الامكانية العالية لحزب الله لاسقاط عدد من مدن ومستوطنات في عمق الكيان وتحريريها من الاحتلال الصهيوني.
رابعا _ في المعادل الدولي …..
غرب آسيا منطقة مهمة جدا في العالم وكل مايحصل فيها من تتافس وصراعات يؤثر بشكل مباشر على شكل النظام العالمي سياسيا واقتصاديا .
فقد استطاعت المقاومة في حزب الله التاثير بشكل كبير جدا في المعادلات الاقليمية والعالمية واصبح ذو ثقل تجاوز فيه حزب الله حسابات الفصيل او المنظومة السياسية المحلية بل ان تاثيره تجاوز كثير من دول وبلدان غير فاعلة او تملك مقومات العمل لكنها تفتقد لذلك التاثير سواء اقليميا او عالميا.
وان ذلك الحظور والتاثير لحزب الله المقاون لم يأتي من فراغ بل جاء عبر سنين طويلة من العمل الدؤوب وكثير من التضحيات والدماء الطاهرة التي تركت اثرا وضاءا ومشرفا في تاريخ الامة وحدد ملامح المستقبل لها وسط عدد غير قليل من التهديدات والتحديات والمشاريع الظلامية للأعداء الذين يمتلكون مقومات وقدرات كبيرة جعلتهم على رأس النظام العالمي أو المؤثرين في عوالم السياسة والاقتصاد والعسكر وحتى في القرار .
وبالصبر والصمود وحسن التوكل على الله وبالانضباط والتضحيات حقق حزب الله المقاوم مكاسب وانتصارات وإنجازات باهرة مالم تحققه تنظيمات دول تملك كل فرص النجاح.
خامسا _ ماذا ينتظرالكيان..؟؟
لاشك ان الكيان الصهيوني ينتظر عدة فرص سانحة لتنفيذ عدوانه هذه الفرص تفرزها الاحداث العالمية او الاقليمية او هو يقوم على ايجاد تلك الفرص علما انه غير قادر على القيام بعدوان منفرد الا من خلال قيادة تحالف نظرا للتطور الهائل والكبير في قدرات حزب الله من جهة او عموم فصائل محور المقاومة من جهة اخرى
ومن هذه الفرص التي يعمل عليها الكيان للعدوان على لبنان مايلي …..
1_ ازمة حادة تقود لبنان الى حرب اهلية وفوضى داخلية تعصف بالأحداث.
2_ حدث إقليمي ناتج عن تحالف محدود لبعض دول الخليح مع الكيان والولايات المتحدة الامريكية يصب في عدوان ومباشر ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية او اي ازمة اخرى وبالتالي خلط الاوراق لتفريغ شحنة احقاد وعمليات انتقامية صهيونية ضد لبنان.
3_ تطورات اخرى للحرب الحالية في اوكرانيا او اي حدث عالمي اخر ينقل الصراع الحالي الى حرب بين الأقطاب العالمية سواء على مستوى حرب محدودة او حرب عالمية ثالثة.
سادسا _ الدور المتوقع .
المهام التي يطلع بها حزب الله كبيرة وكثيرة سواء على مستوى الساحة اللبنانية او على مستوى محور المقاومة في معادلة الصراع والمواجهة المستمرة مع الاستكبار ومما لاشك فيه سيكون له الدور البارز في المواجهة القريبة سواء على مستوى المحور او على مستوى المعسكرات في الحرب الثالثة في البر والبحر باعتباره يقع على البحر الابيض المتوسط.
وسنرى اهم معالم المواجهة التي من المتوقع ان ينهض بها حزب الله في سيناريوهات الحرب التي سوف نوضحها لاحقا في جبهة الخليح او جبهة البحر الابيض المتوسط.