نقلت مجلة “نيوزويك” الأمريكية عن “معهد دراسة الحرب” قوله إن روسيا تتجه الآن لجعل عملها العسكري في أوكرانيا، “حرباً شاملة”، بعد أكثر من 11 شهرًا من وصف الرئيس، فلاديمير بوتين، ومسؤوليه الغزو بـ”العملية العسكرية الخاصة”.
وقال تقرير صادر عن معهد الأبحاث الأمريكي إن الكرملين كان قد اتخذ تدابير، بما في ذلك تعبئة نحو 300 ألف جندي، وإجراءات صناعية واقتصادية مخففة لخدمة عمليته العسكرية في أوكرانيا حتى الآن. وأضاف أن موسكو “تتجه الآن نحو خطوات موسعة لمعاملة الغزو كحرب تقليدية كبرى”.
واستشهد التقرير، بحسب ما نقلته “نيوزويك”، بتصريحات الزعيم الروسي الشهر الماضي، عندما أشار علناً إلى “استعداد بلاده لحرب طويلة” في أوكرانيا، متعهداً بأن روسيا ستعمل على تحسين أخطائها العسكرية الأخيرة وتكريس كل جهود الدولة لخدمة الغزو.
وكما جاء في التقرير، “ظهر بوتين في ديسمبر الماضي في عدة أحداث علنية أخرى، أكد فيها بشكل غير مباشر على أهدافه المتمثلة في تحسين عمليات تعبئة المجهود الحربي، وتنشيط القاعدة الصناعية الدفاعية، وتركيز قبضة الكرملين على الفضاء المعلوماتي الروسي، وتوطيد سلطة وزارة الدفاع”.
وخلص التقرير إلى أنه خلال الأشهر الستة المقبلة، سيقدم الكرملين على إجراء “عمل استراتيجي حاسم يهدف إلى استعادة المبادرة وإنهاء سلسلة النجاحات العملياتية الحالية لأوكرانيا.” وأضاف: “من المرجح أن نشهد إجراءات روسية أكثر حسماً خلال الفترة المقبلة”.
وبدورها، أيدت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية الطرح السابق، وقالت إن موسكو قامت بالفعل خلال الأسابيع القليلة الماضية بعدة إجراءات لتصحيح المسار وقلب المد لصالحها بعد سلسلة من الانتكاسات التي تعرضت لها قواتها في ساحات المعركة لصالح القوات الأوكرانية.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الإجراءات شملت إعادة تنظيم جهود التعبئة والتدريب، وتعزيز إنتاج الأسلحة، وتعيين رئيس أركان الجيش الروسي مسؤولاً عن عملية أوكرانيا، وذلك في محاولة لزيادة الكفاءة العسكرية.
وبشأن “العمل الاستراتيجي الحاسم” الذي تحدث عنه “معهد دراسة الحرب”، رأت “الجورنال” أن المناورات العسكرية التي أجرتها روسيا مع أوكرانيا، أمس الاثنين، ربما تكون نواة لهذه الجهود، التي أثارت المخاوف بشأن هجوم روسي جديد خلال الأيام المقبلة.
ووصفت الصحيفة المناورات، التي أجرتها روسيا وبيلاروسيا على حدود أوكرانيا، بأنها “استعراض للقوة” يعتزم الزعيم الروسي من خلاله توجيه رسالة إلى حلفاء كييف مفاداها أن أهدافه “المتطرفة” بشأن الحرب لن تتغير.
وأطلقت روسيا وحليفتها بيلاروسيا سلسلة من التدريبات الجوية أمس على طول الحدود مع أوكرانيا في محاولة لتعزيز التعاون، لكن يخشى المسؤولون الأوكرانيون والمحللون العسكريون أن التدريبات قد تكون جهدًا جديدًا من قبل موسكو في الأشهر المقبلة لاستعادة الزخم في ساحات المعركة.
وقالت الصحيفة إنه بالرغم من أن روسيا قد استخدمت بيلاروسيا كنقطة انطلاق للمرحلة الأولى من غزوها العام الماضي دون توريط مينسك حتى الآن في الحرب، فإن إظهار القوة بين جيشي البلدين يؤكد الإرادة لمواصلة الضغط على أوكرانيا.
وأضافت أن التدريبات، التي شملت طلعات جوية مشتركة وعمليات إنزال للمظليين، جاءت بعد يوم من تصريح رئيس مجلس الأمن البيلاروسي، بافيل مورافيكو، بأن مينسك مستعدة للرد على أي تهديدات من أوكرانيا و”أن الوضع على الحدود متوتر حاليًا”.