يتسبب ارتفاع الكوليسترول، الذي يُطلق عليه اسم “القاتل الصامت”، في حدوث مشكلات لصحة القلب والأوعية الدموية، ما يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
وهذا هو المكان الذي يتدخل فيه الدواء، المعروف باسم الستاتين، لخفض كمية الكوليسترول التي ينتجها جسمك. ومع ذلك، يمكن أن يكون فول الصويا أيضا فعالا للغاية، وفقا لبحث جديد.
سواء أكنت تضيف القليل من حليب الصويا إلى قهوتك أو تخلط مكعبات التوفو المقلية في المعكرونة الخاصة بك، فإن فول الصويا قد رسخ نفسه كمنتج أساسي نباتي شهير في القرن الماضي، حيث يأتي معبأ بالفيتامينات والمعادن المختلفة، وربط فول الصويا بانخفاض مخاطر الإصابة بمجموعة من مشاكل القلب والأوعية الدموية.
وإذا كنت تعتقد أن هذا الطعام النباتي مخصص فقط للنباتيين، فقد تدفعك دراسة جديدة إلى التفكير مرة أخرى.
ووجدت الأبحاث المنشورة في مجلة مضادات الأكسدة أن تناول دقيق الصويا الغني بالبروتين B-conglycinin لديه القدرة على تقليل مستويات الكوليسترول “السيئة”.
وفي الواقع، اكتشف فريق البحث أن منتج الصويا هذا يقلل من ارتفاع نسبة الكوليسترول ومستويات الدهون الأخرى بنسبة تصل إلى 70%.
وعلاوة على ذلك، كان فول الصويا قادرا أيضا على تقليل مخاطر الإصابة بأمراض التمثيل الغذائي مثل مرض الكبد الدهني وتصلب الشرايين، ما يفصل تراكم الدهون في الأوعية الدموية.
فقد قالت معدة الدراسة الفيرا دي ميخيا: “كما افترضنا، فإن تأثيرات فول الصويا على استقلاب الكوليسترول لا ترتبط فقط بتركيزات البروتين وتكوينه ولكن أيضا بالببتيدات المتضمنة فيها والتي يتم إطلاقها أثناء الهضم المعدي المعوي”.
ونظر الفريق في 19 نوعا من دقيق فول الصويا، يحتوي كل منها على نسب مختلفة من بروتينين – الجليسينين والـ B-conglycinin.
تراوحت نسبة الجليسينين في هذه الأصناف من 22٪ إلى 60٪ بينما تراوحت نسبة الـ B-conglycinin من 22٪ إلى 52٪.
وباستخدام محاكاة للعملية الهضمية للإنسان، حدد الفريق 13 ببتيداً نشطاً بيولوجياً تم إنتاجه أثناء الهضم، وجاء معظمها من هذين البروتينين.
وعلاوة على ذلك، وجد الباحثون أن الخصائص المثبطة كانت أقل فعالية مرتين إلى سبع مرات من سيمفاستاتين – وهو دواء شائع يستخدم لعلاج المستويات المرتفعة من الكوليسترول “الضار” ومستويات الدهون في الدم.
وأضاف معد الدراسة: “كانت ببتيدات فول الصويا المهضومة قادرة على تقليل تراكم الدهون بنسبة 50 إلى 70%، وهذا أمر مهم للغاية. كان هذا مشابها لعقار الستاتين، الذي خفضه بنسبة 60%”.
وتعمل أنواع فول الصويا أيضا على خفض نسبة الكوليسترول “الضار” المؤكسد – وهو النوع الذي يتراكم بشكل خطير على جدران الشرايين.
وقالت ميخيا: “أحد عوامل الخطر الرئيسية لتصلب الشرايين هو الكوليسترول الضار LDL المؤكسد؛ لذلك، قمنا بالتحقيق في الآثار الوقائية لهضم فول الصويا عند ثمانية تراكيز مختلفة. كل واحد منها خفض معدل أكسدة LDL بطريقة تعتمد على الجرعة، ما منع تكوين كل من منتجات الأكسدة المبكرة والمتأخرة المرتبطة بالمرض”.
وأثبتت التركيزات الأكبر من B-conglycinin أنها مفيدة بشكل خاص، حيث أظهر البروتين انخفاضا أكبر في الكوليسترول “الضار” المؤكسد والدهون الأخرى في الدم.
ولم يكن ارتفاع الكوليسترول هو الشيء الوحيد الذي استفاد من دقيق فول الصويا.
وأضافت ميخيا: “لقد رأينا بوضوح أيضا علامات مختلفة تأثرت بالأنزيمات الرئيسية التي تنظم تكوين الدهون في الكبد – تطور الكبد الدهني”.
ويشير هذا إلى إمكانية الوقاية من مرض الكبد الدهني.