بقلم _ عباس الزيدي
في تصريح اخير لوزير الخارجية الروسي لافروف اعلن عن مشاركة ايران في عملية التقارب السوري التركي مما ينعكس على واقع الاصطفاف والتخندق الدولي في ظل مايحصل من أحداث على المسرح العالمي
نقاط الاختلاف توسعت بين تركيا والولايات المتحدة الامريكية وانعكست على الناتو وموقف تركيا العضو البارز فيه ولايقتصر الامر على امتناع واشنطن من تزويد تركيا بصفقة الطائرات F16 والذي اعلن اوردغان بضرورة اعادة ثمن الصفقة وخلاف ذلك سيكون لتركيا موقف آخر ..!!؟؟
وايضا لايقتصر الخلاف حول اعتراض واشنطن على شراء تركيا لمنظومة الدفاع الجوي الحديثة S400,من روسية الصنع او موقفها من الدول الناطقة بالتركية وخلافها مع اغلب الدول الحليفة لواشنطن مثل الخليجية باستثناء قطر ومصر او موقفها من افغانستان بل الامر هو اعمق من ذلك ….
حيث يذهب الى محاولة الانقلاب الاخيرة في تركيا التي ترشحت اخبار عن تورط واشنطن وبعض دول الخليج في ذلك مع موقف داعم لحكومة اوردغان حينها من قبل روسيا وايران على حد سواء •
ولم يتوقف الامر عند ذلك المستوى بل انعكس على مستوى عضوية الناتو واعتراض تركيا على انضمام كل من فلندا والسويد مع مشاكل انقرة المستمرة مع اليونان العضو في نفس الحلف •
موقف تركيا القريب من الحيادي في الحرب الدائرة في اوكرانيا باستثتاء تزويد ها لاوكرانيا بطائرات البيرقدار المسيرة والتي تجاوزتها روسيا على مضض مع تورط امريكي اوربي مباشر بمشاركة الناتو بالضد من روسيا
هذا الموقف الحيادي لم يروق لكل من الاتحاد الاوربي وامريكا وحاولا العبث بالداخل التركي عن طريق صنع ازمة اقتصادية مالية حركت الشارع من خلالها وضغطت على حكومة اوردغان وتقربت من المعارضة التركية بحذر•
نعم لا احد ينكر هناك تقاطعات عديدة بين تركيا و روسيا ولكن الاخيرة تصرفت بحكمة ومنطق ابعدت ورحلت فيها الملفات الخلافية ذات البعد الاستراتيجي الى مرحلة لاحقة واخذت تتبادل المنافع والمواقف
بدورها تركيا استثمرت الحرب الحالية بما يضمن لها العديد من المكاسب ولعل ما حصل في تصدير الحبوب الاوكراني باتفاق معلن وتنسيق مع موسكو من خلال اطلالتها عبر البحر الاسود ومضيق البسفور ربما تتكرر تجربة الشراكة التركية الروسية الناجحة في البحر الابيض المتوسط ليس على مستوى سوريا وتوسع المحيط القاري لانقرة بل يمتد الى الجزائر بلحاظ القواعد البحرية الروسية هناك وبالتالي تجد مجالا رحبا واوسع تستطيع من خلالها أنقرة ان تكون لاعبا رديفا مع روسيا على مستويات مختلقة لعل من اهمها تصدير الغاز والوقود الى عموم اوربا سواء الروسي او غيره عن طريق تركيا •
علما ان واشنطن لازالت تساوم تركيا عن طريق افشال مشروع طريق الحرير السوري بمشروع اخر يكون لترميا دور ضئيل ومحدود فيه •
لعبت روسيا مع إيران دورا مهما في حلحلة الازمة التركية الروسية منذ انطلاق مباحثات استانة واليوم وصلت الى مراحل متقدمة واذا ما استمرت على هذا التصاعد الإيجابي سنرى انقرة تنسحب من الناتو وربما تنضم الى المغسكر الشرقي ونراها تشترك في أحكام الطوق ومحاصرة القوات الأمريكية سواء في سوريا او المنطقة والدول المتحالفة معها•
ان تجارب تركيا وتحالفاتها القديمة خصوصا فيما يتعلق بالحرب العالمية الاولى والثانية وانسحاب ذلك على تركيا تأريخيا وجغرافيا( الإمبراطورية السابقة ) يجب ان تاخذه في الحسبان ويكون له نتائج ذات اثر عميق وهذا يضاف الى المنفعة التي تخص كل من روسيا على المستوى العالمي وإيران على مستوى المنطقة وضرورة استمرار التفاهم والتنسيق بين انقرة وطهران لتفادي التصادم بينهما الذي يسعى اليه البعض•
سيما وان تركيا قد تملكها اليأس بالكامل من سعيها للانضمام الى الاتحاد الاوربي